فلسطين أون لاين

يعاني شللًا نصفيًّا وصعوبة في النطق

حسام أبو شنب.. تحدى الإعاقة وحقق نجاحًا في الثانوية العامة

...
الطالب حسام أبو شنب
غزة/ جمال غيث:

بصعوبة بالغة، يستجمع الطالب حسام أبو شنب، قواه ليخط بيديه بعض عبارات الشكر على جهاز الحاسوب المحمول، للوافدين إلى منزله في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، لتهنئته بنجاحه في امتحانات الثانوية العامة، بمعدل 75.8%.

وبعيون يملؤها الفرح، وابتسامة عريضة ارتسمت على وجه أبو شنب، الذي يعاني شللًا نصفيًّا، وصعوبة في النطق، استقبل المهنئين بنجاحها بحرارة.

ومطلع عام 2011م، بدأ أبو شنب في سن العاشرة يعاني من صعوبات في الوقوف على قدميه، قبل أن تطورت حالته الصحية ليصاب بشلل نصفي، بالإضافة إلى صعوبة في النطق.

رحلة علاج

على الرغم من رحلة العلاج الطويلة التي قضاها "أبو شنب"، برفقة والدته متنقلًا بين المستشفيات في قطاع غزة، والقدس المحتلة، والتي لم تثمر عن أي نتيجة، وانقطاعه عن الدراسة قرابة العامين، لم يستسلم للمرض، فقرر تحدى إعاقته، واستكمال دراسته ليثبت لكل من حوله أن الإعاقة ليست جسدية.

وعند إجابة أبو شنب، على سؤال صحيفة "فلسطين"، حول شعوره بعد نجاحه في الثانوية العامة، حرك أصابعه فوق لوحة المفاتيح الخاصة بـ"اللاب توب" معبرًا عن فرحته: "الحمد لله بعد رحلة التعب والمعاناة تمكنت من النجاح".

وأضاف: رغم إصابتي بالشلل الرباعي، وصعوبة في النطق، واستخدامي الكتابة عبر الهاتف أو اللاب توب في عملية التواصل، تمكنت من النجاح وتحقيق حلمي، فمرضي لم يمنعني من النجاح والفرح.

وبمجرد إعلان نتائج الثانوية العامة، تعالت أصوات أشقاء "أبو شنب"، وصدحت الزغاريد، رافقها أغاني النجاح، وبدأ البعض يلوحون بأيديهم في الهواء ويدورون حول شقيقهم "حسام" الجالس على كرسيه المتحرك، في محاولة للتعبير عن حالة الفرح التي انتظرها شقيقهم بفارغ الصبر.

اقرأ أيضاً: تقرير "فرح" تقتفي أثر أشقّائها وتحقق التفوق بلقب الأولى على فلسطين

ويرغب "أبو شنب"، في إكمال دراسته الجامعية والالتحاق بأحد تخصصات علم الحاسوب، كونه يقضي جل وقته أمام شاشاته، ولديه أساسيات في علم البرمجة حصل عليها عبر متابعته لبعض الفيديوهات المنشورة على شبكة الإنترنت.

وقال: إن الإعاقة لن تمنعه عن الوصول إلى العلم والمعرفة، وأنه يمكن أن يحقق أهدافه في الحياة بكل إصرار وعزيمة، على الرغم من الصعوبات التي يواجهها يوميًّا".

تحدي الإعاقة

وإلى جوار "حسام" جلس والده سامي أبو شنب، وعلامات الفرح ظاهرة على وجهه، قائلًا بفخر: "تفوق ابني في الثانوية العامة يؤكد على قوته، وحبه للعلم، وتحديه للإعاقة، وقدرته على إثبات أنه قادر على النجاح.

ولم يتردد أبو شنب لحظة في دعم حسام في إكمال دراسته "وكان يشجعه على ذلك، رغم الصعوبات التي يواجهها يوميًّا خلال صعوده ونزوله درجات المنزل، واعتماده على الهاتف أو اللاب توب؛ ليتواصل مع الآخرين.

وأضاف: "عانينا كثيرًا حينما قرر حسام العودة إلى مقاعد الدراسة، فكنت أحمله لأوصله إلى السيارة خلال ذهابه وعودته من المدرسة، قبل أن نتمكن بعد عدة شهور من توفير كرسي متحرك، وبعدها سكوتر كهربائي يساعده في التنقل".

ومنذ بداية العام الدراسي، وضع "حسام" نصب عينيه الحصول على شهادة الثانوية العامة، فبدأ منذ اليوم الأول بالدراسة والاعتماد على نفسه ليحصل على ما يتمناه، كونه يعاني مشكلات في النطق والحركة، وفق ما يقول والده.

وثمن أبو شنب، دور وزارة التربية والتعليم التي وفرت لنجله جميع الأجواء الداعمة طوال فترة الدراسة والامتحانات، عبر منحه جهاز حاسوب للكتابة، ويقوم الكاتب المرافق له بنقل الإجابة من الحاسوب على ورقة الإجابة.

وناشد، وزارة الصحة وكل المؤسسات المعنية للوقوف إلى جانب نجله، ونقله للعلاج في إحدى المستشفيات الأوروبية التي يتوفر فيها العلاج، كي يستعيد صحته ويمارس حياته الطبيعية كما في السابق.