قام رئيس السلطة محمود عباس بزيارة إلى مخيم جنين في الآونة الأخيرة، بعد الفعل الإرهابي ضد مدينة جنين ومخيمها خاصة.
جاءت الزيارة مفاجئة وغير مسبوقة وبغير عادة لذلك، شكلت مادة للنقاش والجدال بين أوساط الشعب الفلسطيني ومكوناته السياسية والفكرية والإعلامية، وأوجد هذا النقاش مجموعة من الأسئلة حول سبب وهدف الزيارة، وظهرت عدة تساؤلات:
- ما سبب هذه الزيارة بعد عشر سنين من القطيعة؟
- هل تمت بتنسيق دقيق مع الاحتلال؟
- هل ارتبطت بتحسين صورة السلطة؟
اقرأ أيضًا: جنين إستراتيجية نضالية تهزم الشعبوية الصهيونية
اقرأ أيضًا: هل يُدبَّر لجنين أمر ما؟
- هل هدفت إلى سحب البساط من تحت أقدام أجنحة المقاومة، بما فيها مقاومي فتح؟
- هل ارتبطت بالرغبة بالاستيلاء على ملايين الدولارات التي رصدتها بعض الدول العربية لإعادة إعمار ما خلفه الاحتلال في مخيم جنين؟
- هل اقترنت بالحملة الإعلامية المركزة والمستمرة إلى الآن ضد فصائل المقاومة؟
- هل جاءت لتعطي الغطاء للاعتقالات السياسية، التي مازالت ضد نشطاء سياسيين مرتبطين بفصائل معينة في المدينة؟
هذه الأسئلة وغيرها جاءت لأن رئيس السلطة وكبار رجالاته الرسميين لم يعودوننا على جولات تفقدية لأي مدينة، فالضفة وغزة تتكون من ست عشرة محافظة، لم نرَ عباس زار فيها القدس ولا نابلس ولا الخليل ولا غيرها، وربما لم يخرج من رام الله إلا للسفر، إضافة إلى أن لديه خصومة مع قطاع غزة من قبل أن تأتي حماس، وترك غزة بمحافظاتها الخمسة لتغرق في البحر، ومازال يعدها طائرة مخطوفة، وإقليمًا متمردًا.
أنا لا أنكر عليه الزيارة أو أي زيارة، ولكن أنا أنقل بقلمي صورة كلامية لعشرات الأسئلة مازالت بين عيون الرأي العام حول الزيارة اليتيمة المقطوعة من قبلها ومن بعدها.
وإذا انطلقنا من هذه الأسئلة إلى أجواء الزيارة بحد ذاتها، وكيف كان الاستقبال الشعبي الحقيقي خلف الكاميرات؟ وكيف تم تحويل أجواء جنين إلى ثكنة عسكرية بلباس غالبيته مدني، وهل هذه الأجواء والاستقبالات والكلمات والتغطية الإعلامية تليق بمنصب رئاسة شعب؟ أم أن الزيارة بشكلها ومضمونها لم تبرح العلة والمرض.
إنها زيارة سيسجلها التاريخ للأجيال.