فلسطين أون لاين

هُدم محله التجاري وأصيب نجله قبل عامين

تقرير المقدسي نضال الرجبي.. إصرار بالبقاء في منزله رغم قرار هدمه

...
المقدسي نضال الرجبي أمام محله المهدم
القدس المحتلة- غزة/ نور الدين صالح:

يُصّر المواطن المقدسي نضال الرجبي على البقاء في منزله الواقع بحي البستان في بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى، رغم قرار سلطات الاحتلال بهدمه، وذلك ضمن سياسة التهجير القسري للفلسطينيين وإحلال المستوطنين بدلاً منهم.

ولم تفلح محاولات "الرجبي" التي امتدت على مدار 20 عاماً قضاها متنقلاً بين أروقة محاكم الاحتلال العنصرية، بالحصول على قرار بوقف هدم المنزل، تحت ذريعة "عدم الترخيص"، التي اعتبرها الرجبي "باطلة".

ويقول الرجبي في حديثه لصحيفة "فلسطين"، إن سلطات الاحتلال أعدت مخططاً منذ عدة سنوات وتسعى لتطبيقه خطوة تلو الأخرى، الذي يقضي بهدم 120 منزلاً وطرد سكانها، من أجل بناء الحدائق التوراتية الخاصة بالمستوطنين.

ويروي أن منزله الذي يتربع على مساحته 100 متر كان من أوائل المنازل التي تم استهدافها ضمن مخطط الاحتلال، مشدداً "لن أخرج من المنزل حتى لو تم هدمه، فالأرض مقدسة بالنسبة لنا أكثر من البيت".

وأوضح أن تولي حكومة المستوطنين الفاشية الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو شجّعت المستوطنين على ارتكاب المزيد من الجرائم وتسريع تنفيذ المخططات العنصرية، التي تستهد هدم 120 منزلاً على مساحة 60 دونماً ملاصقاً للمسجد الأقصى من الجهة الجنوبية.

وتابع أن "المستوطنين يتغلغلون بشكل أكبر في سلوان منذ عام تقريباً في أعقاب تولي المتطرف ايتمار بن غفير وزارة الأمن القومي في الحكومة الفاشية الحالية، التي تتخذ قرارات لصالح المستوطنين وتفريغ السكان من سلوان".

اقرأ أيضاً: بالفيديو والصور الاحتلال يهدم منزل مقدسي ببلدة جبل المكبر

وبيّن أن بلدية الاحتلال تمنع المقدسيين من البناء في هذه المنطقة، في المقابل تزعم أنها تريد منحهم بيوتاً مرخصة على أطراف بلدة سلوان على مساحة لا تتجاوز 3 دونمات، "وهذا أمر مرفوض جملة وتفصيلاً"، وفق تعبيره.

ويحكي أن سلطات الاحتلال تضعه والسكان في نفس المنطقة بين خيارين، إما الموافقة على الانتقال لأطراف البلدة أو هدم المنزل، قائلاً: "لن أخرج أنا وعائلتي المكونة من 6 أفراد من منزلي ولو هدمه الاحتلال، سأبقى في خيمة فوق أرضي".

ليس هذا المُصاب الأول الذي يتعرض له المقدسي "الرجبي"، فقد أُصيب نجله "حربي" برصاص الاحتلال الإسرائيلي عام 2021، أثناء تصديه للاحتلال خلال هدم المحل التجاري التابع له، حيث اخترقت ظهره وخرجت من منطقة البطن، حسبما يروي "الرجبي".

وأدت الإصابة وفق الرجبي، إلى تفتيت الكلية والطحال، ما أدى الى استئصالهما، عدا عن أنه "مريض سكري"، مشيراً إلى أن الاحتلال لم يكتف بذلك فحسب، بل زجه في سجونه ولا يزال معتقلاً حتى اليوم.

ويروي الرجبي، أن سلطات الاحتلال هدمت المحل التجاري الملاصق لمنزله في حي البستان في شهر يونيو/ حزيران 2021، وهو ما زاد الأعباء الملقاة على عاتقه.

ويصف منطقة البستان في سلوان بأنها "شوكة في حلق الاحتلال" كونها تحتل المساحة الأكبر وتُعتبر الخاصرة الجنوبية الاستراتيجية الملاصقة للمسجد الأقصى، الأمر الذي يجعلها محط أطماع الاحتلال. 

وتشهد بلدة سلوان بشكل متواصل اعتداءات إسرائيلية تتمثل بالاقتحامات والمداهمات للمنازل، واعتقال الشبان والفتية، فضلًا عن عمليات الهدم، واندلاع مواجهات مع قوات الاحتلال بالبلدة.