تتواصل سياسة الاعتقال السياسي الذي تمارسه أجهزة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وتصاعدت بشكل كبير في الآونة الأخيرة مع تصاعد المقاومة ضد الاحتلال، إلا أن هذه السياسة لم تتوقف يوما منذ نشأة السلطة حتى يومنا هذا.
وأكد رئيس تجمع الشخصيات المستقلة في الضفة المحتلة خليل عساف أن سياسة الاعتقال السياسي التي تمارسها السلطة لم تتوقف ولا ليوم واحد، مستنكرا ملاحقة النشطاء والأسرى المحررين والصحفيين في الضفة المحتلة.
اقرأ أيضا: بالفيديو والصور وقفة برام الله تطالب بالإفراج عن الصحفي "عواودة" من سجون السلطة
وأشار عساف إلى أن الموضوع بات ليس موضوع أرقام بل فكرة ملاحقة نشطاء الذين لهم علاقة بالمقاومة أو نشطاء الفصائل الأخرى.
وأضاف رئيس لجنة الحريات أن ما تمارسه أجهزة السلطة يدمر الحالة الوطنية المجتمعية، ويظهر كأنها جهاز رديف وتابع للاحتلال.
تهديد للسم الأهلي
وبدوره، أوضح الأسير المحرر والناشط السياسي ثامر سباعنة أن شعبنا من أكثر شعوب العالم التي عانت من الأسر والاعتقال، مؤكدا على أن ممارسة الاعتقال السياسي ضد شعبنا جريمة كبرى.
وبيّن سباعنة أن شعبنا من أكثر الشعوب التي قدمت الأسرى والمعتقلين، وبالتالي شعبنا أكثر شعب يبحث عن الحرية للوطن ولشبابه وحرية الرأي.
اقرأ أيضا: مزهر يدعو إلى إنهاء ملف الاعتقالات السياسية وإغلاق مسلخ أريحا
وأكد سباعنة على أن ممارسة الاعتقال السياسي ضد أبناء شعبنا عبارة عن جريمة ونخر للنسيج الاجتماعي، ولا تخدم أحد سوى الاحتلال.
ودعا سباعنة لإيجاد مؤسسات قانونية وحقوقية ومؤسسات المجتمع المدني في داخل المجتمع الفلسطيني في ظل تغييب المجلس التشريعي الفلسطيني، تعمل على تجريم الاعتقال السياسي، ووقف مجزرة الاعتقال السياسي بحق أحرار شعبنا الفلسطيني.
وتواصل أجهزة السلطة انتهاكاتها بحق المواطنين في الضفة الغربية، وملاحقاتها واعتقالاتها على خلفية سياسية بحق الطلبة والنشطاء والأسرى المحررين، حيث تعتقل في سجونها قرابة 40 مواطناً، عدد منهم تواصل اعتقاله رغم وجود قرار بالإفراج عنه.
إدانات حقوقية وصحفية
فيما أدانت أوساط صحفية وحقوقية، اعتقال أجهزة أمن السلطة في الضفة الغربية الصحفي عقيل عواودة من مقر عمله في رام الله الخميس الماضي، بعده خروجه في مقطع فيديو ينتقد حديث الناطق باسم السلطة الذي نفى فيه وجود اعتقالات سياسية بالضفة.
وأطلق عشرات النشطاء دعوات للإفراج العاجل عن الصحفي عواودة، ووقف الاعتقال السياسي في الضفة الغربية، مؤكدين أنه جريمة مخالفة للقانون.
ومددت أجهزة أمن السلطة اعتـقال رئيس مجلس الطلبة في جامعة بيرزيت “عبـد المجيـد حسـن”، وعضو مؤتمر مجلس الطلبة “يحيـى فـرح” خمسـة أيـام، علمـا بأنهما يقبعان في سجن “مسلــخ أريـحا”.
ووثقت مجموعة محامون من أجل العدالة ما يزيد عن 300 حالة اعتقال سياسي منذ بداية عام 2023.
وبحسب أهالي المعتقلين السياسيين، نفذت أجهزة أمن السلطة 411 انتهاكاً في الضفة الغربية، خلال شهر حزيران/ يونيو الماضي، وذلك مع تسارع وتيرة انتهاكاتها بحق المواطنين وخاصة الأسرى المحررين والمعتقلين السياسيين السابقين.
وأعلنت 8 فصائل فلسطينية في بيان مشترك، الأسبوع الماضي، رفضها للاعتقال السياسي الذي تنفذه الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية، معتبرة أنها “انتهاكٌ خطير للقانون، وسلوك خارج عن الإجماع الوطني".