تعدّ منطقة عين الساكوت، التي تقع بالقرب من الحدود الشرقية للأردن، ملاذًا للسياح والزوار والمقيمين الذين يبحثون عن برودة وملاذ من حرارة الجو الشديدة في منطقة الأغوار بالضفة الغربية.
وبناءً على الموقع الإستراتيجي للمنطقة وقربها من النهر، يعمل الاحتلال الإسرائيلي ومجموعات المستوطنين على السعي للسيطرة على عين الساكوت وتحويلها إلى مكان سياحي خاص باليهود فقط، ما يحرم الفلسطينيين من الوصول إليها والاستمتاع بها.
ويتعرض المستجمون في عين الساكوت بشكل شبه يومي لاعتداءات من المستوطنين، حيث يُعتدى عليهم مباشرة بالضرب، ويتعرضون للتهديد بإطلاق النار، وتتعرض ممتلكاتهم ومركباتهم للتحطيم والتكسير، بغية ترويع الفلسطينيين وإبعادهم عن المنطقة.
وأكد الناشط في مجال مقاومة الاستيطان، عارف دراغمة، أن هذه الاعتداءات تحدث باستمرار، وتهدف إلى إرغام الفلسطينيين على الابتعاد عن عين الساكوت، ومنعهم من الاستمتاع بمرافقها ومياهها العذبة.
وأوضح دراغمة لصحيفة "فلسطين" أن قطعان المستوطنين، بالتعاون مع حكومتهم الفاشية وفي إطار خطط الضم والتهويد، يسعون إلى تحقيق السيطرة الكاملة على ينبوع عين الساكوت، نظرًا لأهميتها السياحية والجغرافية.
وأشار إلى أن لغة القتل والبلطجة والإرهاب هي الأسلوب الذي يتبعه المستوطنون بهدف إرساء معادلة جديدة. وأضاف قائلاً: "في الماضي، قام المستوطنون، بدعم من جيش الاحتلال، بإقامة سياج حول المنطقة، وبعد فشلهم في منع السكان من الوصول إليها، أصبح التهديد بالقتل والضرب المبرح الأسلوب الآخر الذي يستخدمونه لإرغام الناس والسياح والزوار على عدم زيارة المكان".
اقرأ أيضاً: إصابة العشرات بمواجهات مع الاحتلال في عين الساكوت
وكشف دراغمة أيضًا عن استخدام المستوطنين الهراوات والسكاكين والأسلحة الرشاشة في أثناء اعتداءاتهم على المستجمين.
وأورد المواطن أحمد ملالحة تفاصيل حادثة تعرض نجليه محمود وعمر لها، حيث قدموا من الأردن لزيارة جدهم في الأغوار، وكانوا يستجمون في منطقة عين الساكوت. وأفاد بأنهم تعرضوا لهجوم مفاجئ من مجموعة من المستوطنين باستخدام الهراوات، وسارعوا إلى الاحتماء في إحدى المركبات للنجاة.
وتابع ملالحة، الذي لم يكن موجودًا معهم في لحظة الاعتداء، قائلاً: "لولا وجود أحد الشبان الذي سارع بقيادة المركبات ومغادرة المكان بعد تحطيم نوافذها في أثناء محاولة المستوطنين التعرض لحياة أطفاله، لكنا أمام كارثة كبيرة تهدد بالقتل أو الإصابات الخطيرة".
وأكد مسؤول ملف الاستيطان في الأغوار، معتز بشارات، أن ما يحدث في عين الساكوت جزء من عملية التهويد والضم الحقيقية، وأن القتل والإرهاب من الأدوات التي تستخدم لتحقيق هذا الهدف.
وأشار بشارات خلال حديثه لصحيفة "فلسطين"، إلى أن حق التنزه والوصول إلى الأرض ممنوع في ظل حكم الاحتلال الذي يسرق الأرض ويحرم الاستقرار والسعادة.
وعبر بشارات عن مخاوفه من وقوع مجازر وجرائم قتل ضد المتنزهين في عين الساكوت، بسبب توفر الحماية الكاملة من جيش الاحتلال لقطعان المستوطنين المسلحة والمحرضة والمشوبة بالحقد والعنصرية.
وعن عين الساكوت قال بشارات: "إنها قرية فلسطينية تعرضت للتدمير الكامل وتهجير سكانها بعد احتلال الضفة الغربية عام 1967. كانت تحتضن حوالي 1500 نسمة، وكانت تمتد على مساحة تبلغ 30 ألف دونم. والاحتلال سيطر حاليًا على نحو 90٪ منها".
وأشار بشارات إلى أن الفلسطينيين حرموا سنوات طويلة من الوصول إلى منطقة عين الساكوت، ولكنهم تمكنوا بعد معارك قضائية من استعادة حوالي 5000 دونم من أراضيها قبل أربع سنوات فقط. ومنذ ذلك الحين توجه الفلسطينيون إلى المنطقة، ولكنهم لم يسلموا من اعتداءات وجرائم المستوطنين.