فلسطين أون لاين

التفكير الزائد.. مرض العصر

...
التفكير الزائد.. مرض العصر

يفكر الإنسان في أمور حياته اليومية ومستقبله ليواجه مصاعب الحياة العملية والاجتماعية، وهذا أمر طبيعي، وإذا بالغ الإنسان في التفكير يقع في فخ التفكير المفرط أو مايطلق عليه "overthinking"، وليس بالضرورة أن يكون التفكير في شيء سلبي ولكن من الممكن أن يكون التفكير في النجاح في العمل أو مستقبل الأبناء أوتأمين الأسرة.

ماهو التفكير الزائد؟

هو التفكير في موضوع محدد طوال الوقت بشكل مبالغ فيه ومن الممكن أن يكون بسبب مشكلة ما تحتاج إلى قرار، ولكن أحداث الماضي تؤثر عليه وتجبره دون أن يشعر أن يفكر في ذات الموضوع طوال الوقت.

وتكمن المشكلة عندما يقوم الشخص باسترجاع أحداث الماضي وبتحليلها، وعندها يشعر بالندم والقلق من المستقبل.

اقرأ أيضا: التفكير بإيجابية بالشيخوخة يخفف فقدان الذاكرة ويقلل تدهور الدماغ لدى المُسنين

أعراض للتفكير المفرط  

مشاكل النوم: عدم النوم بشكل منتظم.

نقص التركيز: لا يستطيع أن يقوم بمهامه اليومية بشكل طبيعي بسبب قلة النوم الناتجة عن كثرة التفكير.

تأنيب الضمير: يلوم نفسه طوال الوقت على تصرفات قام بها في السابق.

عدم الاستمتاع بالحياة: لا يشعر بأي سعادة حتى مع أحداث جيدة ويشعر دائما بالقلق والخوف .

أسباب التفكير المفرط

نبدأ من الطفولة، فهناك أشخاص تعرضوا لصدمات نفسية في الماضي، وبالتالي يستحضر آثار هذه الصدمات وينطلق منها لاتخاذ القرارات.

الشخصية التحليلية التي تهتم بالتفاصيل من أكثر الشخصيات التي تكون عرضة للتفكير الزائد. والشخصية المثالية أو بمعنى آخر التي تبحث عن الكمال.

ما خطورة اضطراب العصر.. التفكير الزائد؟

أكد الاستشاري النفسي الدكتور حسين عمر أن التسمية الصحيحة للتفكير المفرط هي "Rumination" وليس كما يطلق عليه "overthinking".

وأشار إلى أن التفكير الزائد هو سبب ونتيجة في نفس الوقت، موضحا أن الإنسان إذا كان يعاني من التوتر والقلق سيقع في فخ التفكير المفرط، والعكس إذا كانت شخصية الإنسان تفكر كثيرا ويحلل الأحداث طوال الوقت سيتعرض للقلق والاكتئاب.

وقال إن هناك فارق كبير بين التفكير الموجه والتفكير المفرط.

وأكد أن التفكير الموجه يستمتع بعنصر التحكم كأن يفكر الشخص في موضوع إنجاز مهمة في العمل ويفكر في تفاصيلها ويحدد أهدافه، هنا هو المتحكم في التفكير، أما التفكير المفرط فيتحكم في الإنسان.

وأوضح أن هناك أعراض جسدية بسبب التفكير المفرط كاضطرابات القولون والمعدة وأمراض الضغط والأمراض الجلدية كحب الشباب وأمراض المناعة.

كيف نعالج التفكير المفرط؟

التصالح مع الماضي وتقبله بكل ما فيه من عيوب.

الاستفادة من صدمات الماضي وتحويلها إلى تجربة للاستفادة منها.

حل المشكلات العالقة من منطلق الأهم فالمهم.

التدرب على الاسترخاء والتأمل التي تحرر النفس من الأفكار السلبية.

ممارسة الرياضة كالجري والبوكسنغ وركوب الدراجة، لأن هذه الرياضات تبعدك عن التفكير، وتفرغ الطاقة في المجهود والابتعاد عن المشي تماما في حالة التفكير المفرط لأنه يفسح المجال أكثر للتفكير.

اقتناء الحيوانات الأليفة تحسن بشكل عام من الصحة النفسية وتحسن من الحالة المزاجية.

التفكير الإيجابي والابتعاد عن الأفكار السلبية.

المصدر / مواقع إلكترونية