قائمة الموقع

زيارة عباس لجنين.. بين محاولة تعزيز صورة السلطة وغضب الفعاليات الشعبية

2023-07-14T11:57:00+03:00
فلسطين أون لاين

في أثناء زيارته لجنين في شمال الضفة الغربية المحتلة، أظهر رئيس السلطة محمود عباس، تجاهلًا للقاء الفعاليات الشعبية وممثلي الفصائل، إذ اقتصرت زيارته على الأطراف الخارجية للمخيم؛ ما أثار حالة من الغضب والاستياء في الأوساط الشعبية.

ويقول مراقبون لصحيفة "فلسطين": إن زيارة رئيس السلطة إلى جنين تأتي في إطار محاولة لاستعادة "ماء وجهه" الذي فقده في العدوان الإسرائيلي العنيف على المدينة ومخيمها.

وأضافوا أن عباس يهدف من هذه الزيارة، التي يتوقع أنها لن تتكرر مستقبلًا، إلى تعزيز صورة السلطة وتعزيز وجودها في المنطقة.

وبالرغم من أنه كان من المقرر عقد اجتماع بين عباس وممثلي الفعاليات الشعبية والرسمية في جنين، إلا أن الاجتماع أُلغي بدون إبداء أسباب واضحة.

وأعرب الكاتب والمحلل السياسي عدنان الصباح عن استغرابه من توقيت الزيارة التي جاءت بعد مرور 10 أيام على العدوان الإسرائيلي على جنين الذي شهد استخدام المدنيين كدروع بشرية وتدمير منازلهم.

وقلل الصباح من أهمية الزيارة قائلًا: إنها جاءت استحقاقًا ومسؤوليةً لكون المعركة الباسلة التي خاضتها المقاومة في مخيم جنين لا يمكن تجاهلها، إذ نجحت في إفشال مخططات سلطات الاحتلال.

ووصف عدم لقاء عباس بممثلي الفعاليات الشعبية والفصائل، واقتصار زيارته على أطراف المخيم، بأنه يعكس هروبه وعزلته عن الأهالي وعدم رغبته في الاستماع لقضاياهم وهمومهم.

وأشار إلى أن اللقاء كان مهمًا وضروريًا، خاصةً وأن الزيارة لن تتكرر بعد ذلك، واصفًا إياها بأنها "اليتيمة"، إذ إن رئيس السلطة لم يزر جنين منذ توليه رئاسة السلطة عام 2005م.

وأضاف أن السلطة لم تقم بدورها المطلوب في جنين، إذ لا تتواصل يوميًا بآلية فعالة مع سكان المدينة.

وأكد أن السلطة يجب أن تستمع لقضايا وهموم المواطنين وتوفر لهم الحماية وتشارك في التصدي لجيش الاحتلال، وشدد على أنه ينبغي وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، وتنفيذ تعهدات عباس بإعادة إعمار مدينة جنين ومخيمها فورًا.

وتابع الكاتب والمحلل السياسي نحتاج إلى برنامج سياسي يركز على خيار المقاومة وإعادة تفعيل وبناء مؤسسات الدولة.

كما أشار إلى ضرورة الاستعداد لمعركة حقيقية لمواجهة سلطات الاحتلال والرد على جرائمها المستمرة ضد الشعب الفلسطيني.

غضب الأهالي

وفي رأي رئيس لجنة المتابعة العليا في مخيم جنين، نضال نغنغية، فإن زيارة عباس إلى جنين كانت محاولة لاستعادة دور السلطة في المخيم بعد حالة الغضب التي أثيرت بسبب العدوان الإسرائيلي على المخيم، وتقديم التضامن لسكان المخيم ومحاولة التقرب منهم لإنهاء حالة الاحتقان المتصاعدة بين السلطة والأهالي.

واستغرب من إلغاء رئيس السلطة لقاءه مع الفعاليات الشعبية والفصائل في أثناء زيارته لجنين، وحصر زيارته بأطراف المخيم، بزعم عدم وجود برنامج محدد للاجتماع بشخصيات المخيم.

وجاءت الزيارة بعد أيام من إبعاد ثلاثة من كبار قادة فتح عن جنازة شهداء المخيم، ما أثار غضب الأهالي بسبب تفاعل السلطة المحدود مع العدوان الإسرائيلي الأخير.

والملفت أن رئيس السلطة عادةً لا يقوم بزيارات للمدن الفلسطينية، باستثناء مدينة بيت لحم، إذ يزورها للمشاركة في احتفالات عيد الميلاد ولقاء بعض الزعماء الذين يزورون كنيسة المهد.

اخبار ذات صلة