فلسطين أون لاين

رفضًا لإبعاده عن القدس

مشاركة مقدسية واسعة في خيمة التضامن مع الشيخ بكيرات

...
خيمة التضامن مع الشيخ بكيرات
القدس المحتلة-غزة/ جمال غيث:

داخل منزله في بلدة صور باهر جنوب شرقي مدينة القدس المحتلة، تشهد خيمة التضامن مع نائب المدير العام للأوقاف الإسلامية د.ناجح بكيرات مشاركة مقدسية واسعة، رفضًا لقرار إسرائيلي يقضي بإبعاده عن مدينته.

واعتقلت قوات الاحتلال الشيخ بكيرات عقب دهم منزله في بلدة صور باهر، جنوب شرقي مدينة القدس، قبل أن تفرج عنه في ساعات المساء، بشرط الإبعاد عن مدينة القدس.

واستقبل بكيرات يوميًّا العديد من الشخصيات الدينية والحقوقية ونشطاء ومقدسيين داخل خيمة تضامنية أقامها نشطاء مقدسيون أمام منزله في خطوة تضامنية مع شخصيته ورافضة لقرار الإبعاد الإسرائيلي.

وعلّق على جنبات خيمة التضامن، لافتاتٍ كُتب عليها "لا لسياسة الإبعاد عن القدس"، "لا لسياسة التهجير عن القدس" و"ستبقى القدس حية بأهلها لا بمحتليها"، "لا لإبعاد الشيخ ناجح بكيرات".

استهداف المقدسيين

وأكد الناشط المقدسي محمد أبو الحمص أنّ خيمة التضامن تشهد إقبالًا مستمرًّا من المقدسيين وفي مقدمتهم الشخصيات الدينية والاعتبارية في محاولة منهم لإيصال رسائل تضامنية مع الشيخ بكيرات وأخرى رافضة لقرارات الإبعاد التي تطال جميع المقدسيين.

وأوضح أبو الحمص في تصريح لصحيفة "فلسطين" أنّ قرار إبعاد بكيرات عن المدينة المقدسة لم يكن الأول بل سبقه قرارات عديدة هدفها إسكاته عن فضح جرائم الاحتلال ومخططاته الاستيطانية في المدينة والمسجد الأقصى المبارك.

وأشار إلى أنّ الاحتلال يحاول التخلص من الشخصيات المقدسية والنشطاء الفاعلين عبر قرارات الإبعاد عن الأقصى أو القدس.

واعتبر أبو الحمص التفاف المقدسيين مع الشيخ بكيرات والتواجد الدائم في خيمة التضامن دليلًا على فشل المحاولات الإسرائيلية في التخلص منه وعزله عن المقدسيين.

ومنذ بداية العام، أصدرت سلطات الاحتلال نحو 631 قرارًا بالإبعاد منها 519 قرارًا بالإبعاد عن المسجد الأقصى كان أعلاها في إبريل/ نيسان الذي شهد تسجيل 461 قرارًا بالإبعاد، بحسب معطيات مقدسية.

التهجير القسري

وفي الوقت الذي ثمّن فيه المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب، حالة التضامن المقدسية مع الشيخ بكيرات، أعرب عن خشيته من إقدام سلطات الاحتلال على الاعتداء على خيمة التضامن وإزالتها واعتقال النشطاء والمتضامنين فيها.

وأوضح أبو دياب لصحيفة "فلسطين" أنّ الهدف من إقامة الخيمة هو إيصال رسالة للعالم والمنظمات الأممية والحقوقية والإنسانية بأن سلطات الاحتلال تمارس سياسة التهجير القسري بحقّ المقدسيين، وأنه آن الأوان للعمل من أجل وقف تلك السياسة المخالفة للقانون الدولي والإنساني.

اقرأ أيضًا: بالفيديو الاحتلال يُفرج عن الشيخ ناجح بكيرات ويبعده عن القدس قسرًا

وأشار إلى أنّ الخيمة تُسلّط الضوء على معاناة الشيخ بكيرات والمقدسيين الذين يعانون من سياسة وقرارات الإبعاد الإسرائيلية، لافتًا إلى أنّ الاحتلال يعمل باستمرار على تغييب الشخصيات المقدسية والنشطاء؛ لمنعهم من القيام بمهامهم في كشف الجرائم المرتكبة بالمدينة ومقدساتها.

وذكر أنّ سلطات الاحتلال أبعدت مئات المقدسيين بينهم شخصيات مؤثرة وإعلاميون، منذ بداية العام الجاري عن المسجد الأقصى، ومنعتهم من الحديث للإعلام أو السفر وسحبت هوياتهم وهددتهم بهدم منازلهم.

ورأى أبو دياب أنّ الخطورة في قضية الشيخ بكيرات تكمن في استهداف شخصية رسمية تتبع "لدائرة الأوقاف الإسلامية" التابعة للأردن صاحبة الوصاية الهاشمية على المقدسات الأمر الذي يثبت أنّ سلطات الاحتلال لا تضع أيّ اعتبار للمؤسسات الرسمية المسؤولة والمشرفة على القدس والأقصى.

والشيخ بكيرات من مواليد يونيو/ حزيران 1958، حاصل على دراسة الماجستير في الآثار الإسلامية، وبين عامي 2003- 2006 أنجز دكتوراه في العلوم الإسلامية في جامعة الزيتونة بتونس. 

شغل إمامًا وخطيبًا في العديد من مساجد الضفة والقدس ومرشدًا في المسجد الأقصى المبارك، وتولى رئيس لجنة التراث الإسلامي ومندوب الهلال الأحمر الإماراتي في فلسطين.

وشغل أيضًا رئيس قسم المخطوطات في المسجد الأقصى ورئيس أكاديمية الأقصى للعلوم والتراث.