لقد رأيتُ طفلةً تبكي فبادرت بالذهاب إليها لأرى ما بها، فهل هي تائهة أم بها مصاب، فهي ابنة حارتنا وابنة أُمتنا وهي ابنتنا.
وآخر رأى طفلةً تبكي فابتعد عنها، والأسوأ من ذلك فرح لبكائها ولم يكترث بما قد يحصل لها وكل ذلك لماذا؟ لأنه على خلاف مع والديها.
وآخر نفسه المريضة تحكمه فعندما رأى الطفلة تبكي تمنى أن تختفي من الوجود ظنًا منه أن كتم صوتها فيه راحة وفي حزن أهلها انتقام منهم لإزعاج ابنتهم له ببكائها.
هذه مُعظم الحالات التي يعيشها أبناء الوطن العربي والمسلمون خاصة، فهناك فئات شاذة خرجت عن مسارها وعن إجماع الأمة في أن القدس هي القبلة الأولى للمسلمين، وهي ليست بقضية أرض بل هي عقيدة راسخة لدى المسلمين فنظرتهم أن قضية القدس ليست قضيتنا وهي قضية خاصة بأهل فلسطين.
اقرأ أيضا: الشعبي والرسمي في مسألة التطبيع
اقرأ أيضًا: انفجار الضفة الغربية: الدوافع والأسباب
لتخرج الفئة الأسوأ منها وهي الفئة التي تهاجم المقاومة الفلسطينية وتهاجم أي انتفاضة لاسترداد الحق الإسلامي والعربي للمقدسات والأرض بل يطالبون الفلسطينيين بالتعايش السلمي مع المحتل ويقفون وقفة محبة وإذلال في دعمهم لجيش الاحتلال ضد الفلسطينيين ويدعون بالنصر للمحتل فبئس ما يدعون به من ضلال.
بالأمس وقبله واليوم نرى جرائم جنود الاحتلال في الأرض المحتلة، ونرى عمليات القتل والنهب لإخوتنا في فلسطين المحتلة، فما هو موقفنا؟
موقفنا إن لم نكن لنا القدرة كأفراد ومقدرة لاسترجاع الأرض فنستطيع إرساء قواعد الحق في أبنائنا وأبناء الأُمة أن هذه الأرض أرضنا وهذه المقدسات مُقدساتنا ومهما حصلت عمليات تطبيع من البعض وتبادل المحبة مع الاحتلال فكل ذلك ليس إلا هباء.
فيقول الله تبارك وتعالى في السورة الكريمة سورة البقرة (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ).
فهم لن يرضوا أبدًا إلا بتركك ليس فقط للأرض والمقدسات بل للدين الإسلامي ككل، وهل سيرضون بعد ذلك؟
واجبنا
علموا أبناءكم قصص الشهداء في فلسطين المحتلة، علموهم كيف ضحى أبناؤها وشبابها ونساؤها بحياتهم في الدفاع عن هذه الأرض والمقدسات، علموهم كيف خاف اليهود من الشيخ المُقعد أحمد ياسين، رحمه الله تعالى، ومن الكثير من أمثاله.
علموا أبناءكم من هم الذين خانوا تلك الأرض، وكيف أن لكل خائن ذلًا سيلاحقه للأبد، فلا كرامة أبدًا لمُتصهين بل ذِلٌ وخزي.
أخيرًا
ستعود فلسطين إلينا بإذن الله تعالى، ففلسطين أرض جميع المُسلمين، وسيأتي يومٌ تُرفع الأعلام بأسماء الشهداء وأصحاب الهمم والتضحيات، وستُنكس أسماء المتخاذلين والمتعاونين وستكون أسماؤهم على حاويات القمامة وسيخلدهم التاريخ فيها.