فلسطين أون لاين

خلال ندوة نظمتها "فلسطين" بشأن انعكاس المقاومة على المشهد الإسرائيلي

مراقبان: تصاعد المقاومة بالضفة.. إرباك لحسابات الاحتلال

...
تصوير/ محمود أبو حصيرة
غزة/ نور الدين صالح:

أكد مراقبان أن المقاومة في الضفة الغربية تشهد تصاعدًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة، وهو ما ألقى بظلاله على حكومة الاحتلال المتطرفة والشارع الإسرائيلي بشكل عام، وزاد من تخبطها في اتخاذ القرارات لمواجهة هذا التطور.

ورأى المراقبان أن انعدام الأفق السياسي في مدن الضفة وضعف دور السلطة وانحيازها للاحتلال، زاد من حدة احتقان الشارع الفلسطيني تجاهها، وساهم في تنامي حالة المقاومة والالتفاف الشعبي حولها.

جاء ذلك في ندوة عقدتها صحيفة "فلسطين"، تحت عنوان "تصاعد المقاومة في الضفة وانعكاسها على المشهد الإسرائيلي" في مقرها بمدينة غزة.

وأكد الكاتب والمحلل السياسي د. ناجي الظاظا، أن المقاومة تدفع باتجاه تصعيد العمل المقاوم في الضفة، نتيجة حالة التناقض مع الاحتلال لكونه غير مقبول على الأرض الفلسطينية وفق نظرة الشعب الفلسطيني.

وقال الظاظا في مداخلته ضمن الندوة: إن سياسة حكومة الاحتلال المتطرفة القائمة على الاستيطان ومصادرة الأراضي الفلسطينية دفع لتنامي المقاومة لمجابهة هذه السياسة التي تشكل مشروعًا إستراتيجيًا لها. 

وبيّن أن حكومة الاحتلال المتطرفة تستخدم كل وسائل وأدوات "الوقاحة" لديها في سبيل تنفيذ المخطط الإستراتيجي القائم على الضم الجزئي للأراضي الفلسطينية. 

وأضاف الظاظا أن "تصاعد المقاومة من وجهة النظر الفلسطينية سيكون لها مبرراته القوية، طالما أن الاستيطان مشروع إستراتيجي للحكومة الصهيونية، ما يدفع المقاومة لإعادة ترتيب البيئة في الضفة"، مشيرًا إلى العنوان الذي رفعته المقاومة "الضفة محور القدس" والذي ساهم في دفع تصاعد المقاومة وجعلها تأخذ أشكالًا مختلفة. 

اقرأ أيضاً: العاروري: المقاومة بالضفة تصنع المستحيل وقادرة على طرد الاحتلال

وأوضح أن الاحتلال اجتاح جنين مؤخرًا لكونها تشكل قاعدة قوية للمقاومة، إذ ادّعى أن 20 مقاومًا من خارجها نفذوا عمليات فدائية ولجأوا إليها، مؤكدًا أن جنين تشكل عنوانًا كبيرًا في المقاومة عبر تاريخ الثورة الفلسطينية.

وبحسب الظاظا، فإنه لا يمكن توقع السقف الذي قد تصل إليه قوّة المقاومة في الضفة، خاصة في ظل حالة التطور التي تشهدها في الوقت الراهن، وتصنيع العبوات الناسفة وإطلاق الصواريخ نحو مستوطنات غلاف جنين قبل عدة أيام. 

انعدام الأفق

ورأى الظاظا، أن انعدام الأفق السياسي وضعف السلطة وأدواتها وسلوكها في كبح جماح المقاومة منذ عدوان "السور الواقي" العسكرية عام 2002، أدى إلى زيادة المقاومة.

وقال: "لا يوجد أي أفق سياسي في الوقت الراهن، وبات مؤيدو السلطة يثقون أنه لا يوجد لها نفوذ حقيقي وأن من يدير شؤونها في الشق المدني هو المنسق الإسرائيلي"، موضحًا أن ضعف السلطة في أدائها بجنين ضاعف حالة الالتفاف الشعبي للمقاومة.

وتوقع أن تتجه الأوضاع في المرحلة القادمة إلى مزيد من التصعيد في ظل إصرار حكومة الاحتلال على تنفيذ خطتها الإستراتيجية القائمة على زيادة الاستيطان، ما يدفع المقاومة لتطوير أدواتها لمجابهة هذه السياسة.

بدوره قال المختص في الشأن الإسرائيلي سعيد بشارات: إن ما يحدث في دولة الاحتلال من تصاعد الخلاف الداخلي ووصوله إلى مراحل متقدمة خاصة بعد انطلاق التعديلات القضائية الأخيرة، يشكل حالة جديدة بالنسبة للشارع الإسرائيلي.

وأوضح بشارات في مداخلته في أثناء الندوة، أن تطور الحالة في دولة الاحتلال لاقت تفاعلًا كبيرًا في الأوساط الفلسطينية وجعلت الشعب الفلسطيني أكثر جرأةً في اتخاذ القرار المناسب في تفعيل المقاومة وأدواتها.

وبيّن أن السلطة حاولت وبذلت جهدًا كبيرًا بالتعاون مع جيش الاحتلال عبر شن عمليات عسكرية في الضفة لوأد الحالة النضالية لكنها لم تفلح، مشيرًا إلى أن حكومة الاحتلال تدفع باتجاه تعزيز دور السلطة للقيام دورها الأمني المنوط بها وبسط سيطرتها على الضفة. 

وذكر أن أكثر من 80% من الشعب الفلسطيني كاره للسلطة بسبب سلوكها وداعم للمقاومة وتبني مصطلحاتها، مؤكدًا أن الاحتلال يضغط باتجاه إعادة سيطرة السلطة للحفاظ على أمنه وبقاء احتلاله للضفة.

وشدد بشارات على أن "السلطة تحت ضغط شديد وأصبحت جزءًا من تركيبة الاحتلال"، مبينًا أن الأوضاع الحالة النضالية في الضفة تتطور وهو ما انعكس على الاحتلال سلبيًا. 

اقرأ أيضاً: "أبو مرزوق": أحداث جنين محطة مهمة ستنعكس على مسار المقاومة بالضفة

وأشار إلى أن كل هذه المتغيرات ساعدت الشعب الفلسطيني بأن يحسم موقفه من السلطة التي أصبحت متعاونة مع الاحتلال وليس فقط منسقة، مؤكدًا أن حكومة الاحتلال المتطرفة فشلت في تحقيق الأمن الذي كان يطمح له المستوطنون قبل توليها الحكم.

وأكد بشارات أن تطور المقاومة وتأثر ساحات أخرى بها في غزة والضفة جعل مستويات الاحتلال في التفكير عن إستراتيجية جديدة في كيفية التعامل معها.