فلسطين أون لاين

" بأس جنين"

ما زالت عملية بأس جنين الأسبوع الماضي وتداعياتها الميدانية في كل فلسطين وخارجها تشغل الرأي العام وتحتل اهتمامًا كبيرًا في الأوساط الشعبية والرسمية، فمن الأمور التي عكستها وعززتها وبرهنت على وجودها وحدة الميدان المقاوم وتكاثف الأيادي الضاغطة على الزناد ووحدة الحاضنة الشعبية لفصائل المقاومة، فوجدنا كتف كتائب القسام مع كتف سرايا القدس مع كتف كتائب شهداء الأقصى مع كتف كتائب أبو علي مصطفى وبقية المقاومين في صورة ملحمية تعكس موقف الجميع من المقاومة فكرًا وسلوكًا، الأمر الذي يجعلنا نؤكد مجددًا أن الخلاف داخل الساحة الفلسطينية ليس اختلافًا بين فصائل معينة وإن تم الترويج لذلك، وليس اختلاف جزء من جغرافية مع جزء آخر و إن أغرقوا المشهد السياسي والإعلامي بغير ذلك.

والحقيقة الجلية أن الخلاف بين تيار عريض ممتد هو تيار التمسك بالحقوق ومقاومة الاحتلال لإعادة هذه الحقوق وبين تيار قليل طارئ متنفذ يستمد وجوده من العلاقة مع الاحتلال ومحيطه الإقليمي والدولي بغض النظر عن لون الراية أو فكر أو انتماء مكونات التيار الأول والتيار الثاني.

اقرأ أيضًا: انتصار مخيم جنين مرة أخرى

اقرأ أيضًا: ضمير غائب تجاه غزة وحاضر في جنين

فهذه الحقيقة يجب أن تحتل حيزًا واسعًا من أفكارنا وسلوكياتنا لأن في تبنيها مصلحة عامة وطنية وتراجع حظ المصالح الشخصية والحزبية وفي ذلك التقدم والتراجع يصب في تماسك الجبهة الداخلية الفلسطينية والتي تحتاج إلى استقرار حتى تحقق قيام الدولة المستقلة وعاصمتها القدس .

لذا نجد الاحتلال والأطراف الداعمة له عالميًا يحذروا من هذه الحقيقة، ويسعون إلى توفير الدعم المالي واللوجستي للتيار القليل جدًا ليكرسوا سياستهم في استمرار الفرقة والتناحر وزعزعة الجبهة الفلسطينية الداخلية والخارجية .

لعل "بأس جنين" ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في تبيان هذه الحقيقة، والأمر يحتاج من كل الغيورين والوطنيين إلى ترك التمترس حول المواقف المسبقة وزيادة أنزيمات الحالة الوطنية ومتطلباتها، لأن لا التاريخ ولا الأجيال ولا الدورات الحضارية للشعوب ستغفر لهم إن بقوا على هذه الشاكلة.