ظهر قسم الاستقبال والطوارئ في مجمع الشفاء الطبي كبرى مستشفيات قطاع غزة، بحلة جديدة ذات مساحة أوسع وبإمكانيات طبية أفضل؛ نتاجًا لمشروع تأهيل وتطوير نفّذته وزارة الصحة بالشراكة مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر يهدف إلى زيادة قدرة القسم الاستيعابية وتأهيله لتقديم خدمات طبية أفضل.
واحتفت الصحة والصليب الأحمر بافتتاح قسم الطوارئ بعد الانتهاء من تطويره وتأهيله بتكلفة إجمالية بلغت مليون دولار أمريكي في احتفالية كبيرة أُقيمت بقاعة المؤتمرات في مجمع الشفاء؛ حضرها رئيس لجنة متابعة العمل الحكومي عصام الدعليس، وأطباء محليون وممثلون عن الصليب الأحمر وشخصيات أكاديمية ووجهاء ومخاتير.
مشروع مهم
وأبدى وكيل وزارة الصحة د. يوسف أبو الريش، فخره بإنجاز المشروع لما سيكون له من إيجابيات خاصة في أوقات الطوارئ والأزمات، كما حصل في العدوان على غزة صيف 2014 بعد مجزرة جيش الاحتلال بحقّ أهالي حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
وأضاف في كلمة خلال الاحتفال: لم يكن هناك موطئ قدم للفرق الطبية لتضع أقدامها على الأرض، حيث كانت جميع مساحات قسم الاستقبال مُسجّى عليها إما شهيد أو مصاب.
وأشار إلى انشغال القسم بجرحى وشهداء مسيرات العودة خاصة يوم افتتاح السفارة الأمريكية في القدس وما رافق ذلك من تصاعد الأحداث الميدانية شرق غزة وسقوط عشرات الشهداء، وقرابة 3 آلاف جريح، ما شكّل ضغطًا كبيرًا على قسم الاستقبال والطوارئ في الشفاء.
ونبَّه إلى أنّ ألف شخص يتردّدون على قسم الطوارئ يوميًّا، وقد تم رفع الأسرَّة العلاجية في قسم الطوارئ من 30 سريرًا إلى 64 سريرًا، ورافق ذلك رفع أسرَّة العناية المُركّزة من 5 أسرَّة إلى 10، إضافة إلى توسيع المساحة الإجمالية لقسم الطوارئ لتصبح دونمَين (ألفي متر مربع).
وأكد أن الهدف من ذلك إتاحة الوصول السهل أمام المرضى للخدمات الطبية ذات الجودة، مشيرًا إلى اتباع نظام نموذجي يعتمد على أفضل الممارسات الطبية بما يتناسب مع المعايير الدولية من أجل تقديم خدمات سهلة وسريعة تعطي المريض حقه.
ووجه شكره للجنة الدولية للصليب الأحمر لما قدمته من دعم لإنجاز المشروع.
ونبَّه إلى أن قسم الطوارئ في مجمع الشفاء يعمل فيه 165 كادرًا صحيًا من ملتحقي برنامج "البورد" والمتخصصين فيه وكذلك ممرضين، بهدف تقديم خدمة طبية مميزة وآمنة للمواطنين.
ولفت إلى أن الوزارة من المقرر أن تفتتح، اليوم الثلاثاء، الوحدة التدخلية للأشعة في مجمع الشفاء، حيث بلغت قيمة المشروع 800 ألف دولار، وأشار إلى أن قيمة أعمال تطوير قسم الطوارئ في مبنى الولادة القديم حاليًا في مجمع الشفاء تبلغ 350 ألف دولار، إضافة إلى سلسلة أعمال ومشاريع التطوير قائمة حاليًا في مستشفيات أخرى بغزة.
إغاثة الضحايا
بدوره قال رئيس البعثة الفرعية للجنة الدولية للصليب الأحمر بغزة ويليام شومبورغ: إننا عملنا بشكل وثيق مع وزارة الصحة طيلة الأشهر الماضية لإنجاز المشروع على 3 مراحل.
وأضاف شومبورغ بكلمة في الحفل: أن الصليب الأحمر يسعى إلى حماية ومساعدة ضحايا النزاعات المسلحة حول العالم، والغاية الإنسانية هي أساس عمل منظمتنا المستقلة والمحايدة وغير المتحيزة لأحد.
وتابع: أن تفويضنا للعمل في الأراضي الفلسطينية يعتمد على احترامنا للقانون الدولي الإنساني وهو أساس عملنا في اللجنة الدولية للصليب الأحمر بهدف تحسين سبل العيش الكريم، وتنفيذ مشاريع وتعزيز الوصول للخدمات الأساسية.
وأكمل شومبورغ: في قطاع غزة يعتمد على تقديم الخدمات وفق الاحتياجات الأساسية خلال حالات الطوارئ والنزاعات المسلحة، ويتطلب ذلك العمل جنبًا إلى جنب مع السلطات المحلية والجهات الفاعلة بما في ذلك وزارة الصحة وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني لضمان تحقيق الاستجابة الفاعلة في أوقات الطوارئ التي تتطلب جهدًا أكبر.
ونبَّه إلى أهمية الرعاية الطبية الملقاة على عاتق أقسام الطوارئ في مثل هذه الأوقات، وقد جاء مشروع التطوير في الشفاء لما يلعبه مجمع الشفاء الطبي من التعامل مع الحوادث اليومية والأعمال العدائية؛ في إشارة إلى الاعتداءات العسكرية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي وينتج عنها جرائم بشعة بحق المدنيين.
شراكة ودعم
من جهته قال رئيس لجنة متابعة العمل الحكومي عصام الدعليس: "سعادة غامرة تتوسد القلوب وتصدقها الجوارح، ونحن نشهد انطلاق عجلة تطوير جديدة في أكبر مجمع صحي على مستوى قطاع غزة، هذا المجمع الذي يرتكز ويعول عليه في حالات السلم والحرب".
وأضاف الدعليس في كلمة خلال الحفل: لقد تلقينا مناشدات بشأن قسم الاستقبال والطوارئ في مجمع الشفاء الطبي، حيث المكان المحصور والأثاث المحدود والتجهيزات التي لا تكفي الحد الأدنى من حجمِ المراجعينَ الذي يستقبلهُم القسم في أوقاتِ السِلم، ناهيكم عن أوقاتِ الحربِ وحجمِ الجهدِ المضاعفِ الذي يبذلُهُ أطباؤنا".
وزاد على قوله: "من هنا كان القرار بوضع الخطط للتطوير وفقًا لمتطلبات العدد الكبير من المترددين عليه، ولاسيما أن القسم يتبع لأكبر مجمع طبي في غزة والضفة، وكان لابدَّ من شريكٍ داعم للعمل على البدء بالتنفيذ، فكانت اللجنة الدولية للصليبِ الأحمر ملبية لنداء الشراكة، حيثُ تمّ تأهيلُ وتطويرُ قسمِ الطوارئِ بتمويلِهم وتنفيذهم".
وأوضح أن المشروع ساهم في زيادة مساحة قسم الطوارئ من 1200 متر مربع إلى 2000 متر مربع بعدد أسرة علاجية أكبر، بالإضافة لزيادة عدد أسرة العناية المركزة، ليتم استقبال متوسط عدد حالات يومية من 850 إلى 1000 حالة يوميًا، ومضاعفة الكوادر الطبية العاملة إلى أكثر من 160 كادر منهم 50 طبيبًا، 95 ممرضًا، إضافةً إلى الكوادر الإدارية والفنية.
واستدرك الدعليس: "رغم شراسة وشدة تضييق آلة البطش الصهيونية من إطباق الحصار على قطاع غزة بشكل عام ومنع إدخال المعدات والأجهزة وتقييد واقع القطاع الصحي بشكل خاص، إلا أننا أخذنا على عاتقِنا مسؤوليةَ الارتقاء بالواقع الصحي والتكيف مع الموارد المتاحة وتطويعها قدر الإمكان لخدمة المواطنين".