فلسطين أون لاين

​إصابة الطفل بمرضٍ معدٍ تحتاج إلى حصانة نفسية

...
غزة - هدى الدلو

قد تمر أيام عصيبة على بعض الأطفال عند إصابتهم بمرضٍ معدٍ، فيمارس عليهم أهلهم حجرا صحيا خوفًا من نقل العدوى، وللحفاظ على مناعتهم في تلك الفترة، فتكون هذه الفترة أصعب فترة في حياتهم، فيشعر الطفل وكأنه بعزلة عن الآخرين، وأن الجميع يتهرب منه ومن ملامسته، والجلوس بجانبه.. فكيف يجب أن تتعامل الأم والبيت الثاني "المدرسة" مع الطفل المصاب بمرض معدٍ من ناحية نفسية؟، هذا ما نتحدث عنه في السياق التالي:

تقول الأخصائية النفسية سمر قويدر: "يتعرض الأطفال للإصابة بأمراض معدية في فترات معينة كالجدري، ومرض التهاب الكبد الفيروسي "اليرقان" وغيرها من الأمراض التي تنتقل بشكل سريع للآخرين، ومن هنا يحتم على الأم والمدرسة أن تضعا للطفل حصانة نفسية كما تتم حصانته صحيًا".

وأوضحت أن حصانته الصحية قد تؤثر عليه من ناحية نفسية فتعود بالأثر السلبي على الطفل، ويشعر بأنه غير مقبول ممن حوله، وخاصة عندما يرفض زملاؤه زيارته واستعارته لكراساتهم المدرسية، فيشعر وكأنه منبوذ وينظر لنفسه نظرة دونية، أو عندما يسمع نصائح والدته لإخوته بعدم الاقتراب منه، وبالتالي يحاول الابتعاد والتخفيف من علاقاته مع من حوله.

وأضافت قويدر: "وحتى لا يدخل الطفل في دوامة المشاكل النفسية لابد للأم والمدرسة بتوعيته بطبيعة المرض، وأنه يصيب كل الأطفال، كما تنتقل العدوى عن طريق الملامسة وطرق أخرى، وبالتالي يتفهم الطفل سبب بعد الأطفال الآخرين عنه، وعدم الاحتكاك به بشكل مباشر".

وبينت ضرورة توعية إخوته بمعاملته معاملة لينة ولطيفة من شأنها أن تساعده على الشفاء، وألا يتلفظوا أمامه بألفاظ محرجة، وخاصة أن الطفل المصاب يميل في تلك الفترة إلى الكتمان والانطواء، وهنا يأتي دور الأم في محاولة إخراجه من هذه الحالة وحثه على البوح والتعبير عن شعوره دون خجل أو انهزامية.

وأشارت قويدر إلى ضرورة توفير الدعم الأسري حتى يشعر بالأمان والحماية وينتقل من مرحلة القلق والخوف إلى الراحة والاطمئنان وإشغاله بألعاب بسيطة ومحببة تساعده على اجتياز المرحلة التي يمر بها.

وتابعت حديثها: "كما يجب أن يكون لمدرسيه في المدرسة دور توضيح طبيعة المرض المصاب به زميلهم، لأن الحالة قد تتكرر مع آخرين، كما يمكن سرد قصص وتجارب لأطفال أصيبوا بالمرض وتم الشفاء منه دون أن يتسبب لهم بمشاكل دراسية فتمكن أصحابها من تجاوزها، وبذلك تكون المعلمة قد زرعت الثبات والمعنوية العالية في نفس الطفل".

ونوهت قويدر إلى أنه يمكن للأم أن تتواصل مع أصدقاء طفلها لتخرجه من حالة العزلة التي يضع نفسه فيها، ويجب عدم الاستهانة بمشاعر الطفل التي من شأنها أن تؤثر على تجاوبه للعلاج.