لا تنتهي طموحات الاحتلال الإسرائيلي في "أسرلة"، وكي وعي الشباب الفلسطيني في الأراضي المحتلة عام 1948، إذ انطلقت في الآونة الأخيرة جمعية تُسمى "عتيدنا" تعمل تحت غطاء اجتماعي وخيري في البلدات العربية، وتتبنى أهدافًا يعدها مراقبون "خبيثة"، ما دفعهم للتحذير من التعامل معها.
وجاء الكشف عن الجمعية المذكورة بصحيفة "هآرتس" العبرية، بتفاصيل عن عملها، وصفته بـ"الهادئ"، أي أن عملها التفافي ويتسم بالخبث والسرية.
ويقف وراء الجمعية الجديدة قيادات محسوبة على اليمين الإسرائيلي من "الدرجة الأولى"، وتدعو إلى "إحداث تغيير داخل المجتمع الفلسطيني في أراضي الـ48، ليقود إلى تشكيل تيار عربي يميني بينهم على المدى البعيد، كما تدعو إلى التجنيد في جيش الاحتلال، عبر وسائل عديدة".
أهداف خبيثة
وأوضح عضو لجنة التوجيه العليا لعرب النقب المنبثقة عن لجنة المتابعة العربية أسامة العقبي، أن "عتيد" باللغة العبرية كلمة تعني "المستقبل"، إذ تزعم أنها ستحقق المستقبل الأفضل للشباب الفلسطيني في المجتمع العربي بالداخل المحتل.
وذكر العقبي لصحيفة "فلسطين"، أن المسؤول عن هذه الجمعية "إيشل"، هو أحد المستوطنين المتطرفين، ويقطن في مستوطنة "كفار أدوميم" بالقدس المحتلة.
اقرأ أيضًا: المهرجانات التهويدية بالقدس.. تضييق على السكان تحت غطاء ثقافي
وبيّن أن نشاط الجمعية تصاعد بعد اندلاع "هبة الكرامة" عام 2021، التي شارك فيها الآلاف من الشباب الفلسطيني في الداخل المحتل، رفضاً للعدوان الإسرائيلي على القدس وقطاع غزة.
وأشار إلى أن المؤسسة الإسرائيلية بدأت حينها في التفكير بكيفية دمج هؤلاء الشباب في المجتمع الإسرائيلي من أجل إبعادهم عن انتمائهم الوطني وتمسكهم بالقضية الفلسطينية، لافتاً إلى أن الجمعية استهدفت الطلبة والشباب من خلال توفير منح دراسية في الجامعات، وتنظيم الرحلات المجانية.
وبحسب قوله، فإن الجمعية تسعى إلى تحقيق بعض الأهداف الخبيثة، منها: تأهيل الشباب الفلسطيني ليصبحوا قيادات في المستقبل يحملون الرؤية الإسرائيلية، مشدداً على أن "المؤسسة الإسرائيلية بكل أذرعها المختلفة تنظر للداخل الفلسطيني كعدو، وهي تفكر دائمًا بكيفية استقطاب الشباب الفلسطيني تحديداً".
أسرلة الشباب
وحذّر العقبي، من محاولات الجمعية أسرلة الشباب الفلسطيني، ودمجهم بالمجتمع الإسرائيلي في البلدات العربية بالداخل المحتل، وإبعادهم عن ثوابتهم الفلسطينية، وعلى رأسها الحفاظ على المسجد الأقصى المبارك.
من جهته، قال عضو لجنة الحريات في الداخل المحتل، قدري أبو واصل: إن هذه الجمعية تعمل تحت غطاء وتمويل أمريكي- إسرائيلي، إذ بدأت عملها بالتوجه إلى البلدات والمجالس المحلية من خلال استهداف الشباب والتعاون معهم بسرية.
اقرأ أيضًا: لبثّ الرواية التوراتية.. مراكز تهويدية تعمل على "غسل أدمغة" السياح في القدس
وأوضح أبو واصل لصحيفة "فلسطين"، أنه في بداية الأمر تعاملت معها 12 بلدية عربية، على أساس أنها "خيرية" وتسعى إلى تقديم الخدمات للطلبة والشباب، منبهاً على أنه بعدما تبين أنها تعمل ضمن إطار صهيوني متطرف، وتسعى إلى تحقيق أهداف خبيثة، تراجعت غالبية هذه البلديات.
وعدّ وجود هذه الجمعية أمراً خطيراً جدًّا خاصة أنها تستهدف الشباب الذين يشكلون غالبية المجتمع الفلسطيني في الداخل المحتل، مشدداً على أنها "تسعى إلى تفتيت وتفكيك وكي وعي الشباب في قضية الانتماء للهوية الوطنية الفلسطينية".
وأشار إلى أن هذه الجمعية ليست وحدها، فهناك عدة جمعيات أخرى تُمول من جهات أمريكية وإسرائيلية، بغية تحقيق هدفٍ واحد، وهو دمج الشباب الفلسطيني في المجتمع الإسرائيلي، موضحاً أنها تريد إقحام الشباب بالحياة الاجتماعية والاقتصادية فقط، بعيداً عن كل ما هو سياسي مرتبط بالقضية.
وشدد أبو واصل على أن لجنة المتابعة العليا حذّرت الجماهير العربية من التعامل مع هذه الجمعية، حيث سيكون لها العديد من الحراكات الرافضة لها، وتوعية وتثقيف الشباب الفلسطيني من خطر الانخراط بها.