مع استمرار العدوان الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها شمالي الضفة الغربية المحتلة، تتعرض الأطقم الطبية للاستهداف المباشر وعرقلة عملهم في تقديم الرعاية الطبية للمصابين.
ويُعد استهداف جيش الاحتلال للمنشآت الطبية وسيارات الإسعاف انتهاكًا للاتفاقيات الدولية التي تحمي حقوق الأشخاص المسعفين وتطالب بحمايتهم خلال النزاعات والحروب.
وفقًا للقانون الدولي الإنساني، يجب على الأطراف المتحاربة احترام وحماية الأطقم الطبية وسيارات الإسعاف ومنشآت الرعاية الصحية أثناء النزاعات. ومع ذلك، يتجاوز جيش الاحتلال هذه القوانين في عدوانه المستمر على جنين.
ومساء أمس، أصيب ثلاثة مواطنين، اثنان منهم جروحهما خطيرة، جراء إطلاق قوات الاحتلال الرصاص الحي صوب مستشفى الشهيد الدكتور خليل سليمان الحكومي في مدينة جنين. كما اقتحمت قوات الاحتلال ساحة مستشفى ابن سينا في جنين.
اقرأ أيضاً: 12 شهيدًا و117مصابًا ودمار واسع جرّاء العدوان على جنين
وقال مدير المستشفى الدكتور وسام بكر: إن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص الحي وقنابل الصوت تجاه الطواقم الطبية والصحفيين والمرضى والمواطنين المتواجدين في ساحة المستشفى.
انتهاك صارخ
رئيس الإغاثة الطبية في نابلس، د.غسان حمدان الذي تمكن من الوصول إلى أطراف مخيم جنين، أكد أن قناصة جيش الاحتلال استهدفت الأطقم الطبية بشكل مباشر عند مدخل مخيم جنين، ما يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.
وأوضح حمدان لصحيفة "فلسطين" أن قوات الاحتلال تعمل على عرقلة عمل الأطقم الطبية وسيارات الإسعاف، مما يمنع وصولهم إلى أحياء مختلفة في مخيم جنين لإجلاء الجرحى، عادًا ذلك انتهاكًا للمواثيق الدولية واتفاقية جنيف الرابعة التي تكفل حرية تنقل الأطقم الطبية خلال النزاعات.
وأوضح أن قوات الاحتلال منعت الأطقم الطبية من الوصول إلى أحياء المخيم لإجلاء بعض الجرحى وكبار السن الذين يعانون من أمراض مزمنة.
وأضاف أن جميع العيادات الطبية داخل مخيم جنين مغلقة بقوة السلاح بسبب استمرار العدوان الإسرائيلي على المخيم.
وأشار حمدان إلى أن الاحتلال يعمل خارج نطاق القانون ولا يتعرض لأي عقاب من المؤسسات الدولية التي تظل عاجزة أمام انتهاكاته وتجاوزاته التي يمارسها بحرية تامة.
من جهته، أكد رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد"، صلاح عبد العاطي أن استهداف جيش الاحتلال للطواقم الطبية في مخيم جنين، يشكل جرائم حرب مكتملة الأركان وخرقًا لاتفاقية جنيف الرابعة.
وأوضح عبد العاطي لصحيفة "فلسطين"، أن القانون الدولي الإنساني يحمي الطواقم الطبية، ولكن الاحتلال يتجاوز ذلك ويطلق النار على سيارات الإسعاف ويمنعها من دخول مخيم جنين، ويحاصر بعضها ويصادر عددًا آخر.
وذكر أن جيش الاحتلال يهدف من خلال عرقلة عمل سيارات الإسعاف والطواقم الطبية واعتدائه عليها بإطلاق النار واحتجاز المركبات، إلى تكبيدها أكبر قدر من الخسائر البشرية، من خلال عرقلة إجلاء الجرحى من داخل مخيم جنين.
وأشار عبد العاطي إلى أن العدوان المستمر على مخيم جنين يتعارض بشكل عام مع أحكام اتفاقية جنيف الرابعة، ولذلك يجب محاسبة قادة الاحتلال ومحاكمتهم أمام المحاكم الدولية.