فلسطين أون لاين

الجَلَمَة.. 6 قرى فلسطينية تحمل نفس الاسم

...
قرية الجلمة - أرشيف
غزة/ أدهم الشريف:

تقع قرية الجلمة المهجرة منذ نكبة 1948 قضاء مدينة طولكرم، وكانت مقامة على تل قليل الارتفاع في السهل الساحلي، وتشرف من جهة الغرب على منطقة تعرف بـ"رمل زيتا"، وفق ما توثقه مراجع تاريخية.

كان وادي جلمة يمر بمحاذاة الطريق الجنوبي الغربي للتل المقامة عليه القرية، وكانت القرية أيضًا تبعد مسافة 3 كيلومترات إلى الغرب من طريق طولكرم- حيفا العام الذي كان مرتبطًا بالقرية بواسطة طريق فرعية.

كما كانت الجلمة تقع على بعد كيلومتر واحد من خط سكة الحديد بين المدينتَيْن الفلسطينيتَيْن المهجرتَيْن طولكرم وحيفا.

وارتبطت القرية عبر الطرق الترابية بالقرى المجاورة، وكانت الجلمة تعرف أيام الصليبيين باسم "جيلين"، حتى أن كتب تاريخية تنسب إلى السلطان المملوكي بيبرس أن وهب القرية عام 1265 على ثلاثة أمراء من نوابه وقسمها بينهم أقسامًا متساوية.

بلغ عدد سكان الجلمة سنة 1922، 29 نسمة، وأصبح 70 نسمة بحلول 1945.

وكانت القرية مبنية فوق موقع أثري، وقد استعملت بعض الحجارة الباقية من ذلك الموقع في بناء منازل القرية التي دخل في إنشائها الحجارة والطين، وإن كان الأسمنت استعمل في بناء بعضها خلال الثلاثينيات والأربعينيات.

كانت منازل القرية قريبة من بعضها في وسط القرية لكنها كانت تتفرق عند أطرافها.

اقرأ أيضاً: إطلاق نار يستهدف قوات الاحتلال في قرية الجلمة شرق جنين

وكان سكان الجلمة من المسلمين ويتزودون بالمياه للاستخدام المنزلي من بئر يبعد 500 متر عن القرية على الطرف الشرقي لوادي جلمة.

وفي ذلك الوقت، كانت الحبوب تزرع في أراضي القرية ومثلها الخضروات والبطيخ والبرتقال، وكان بعض تلك المحاصيل بعليًا وبعضها الآخر يروى بمياه الآبار.

وتفيد مراجع تاريخية أن ستة مواقع في فلسطين تحمل اسم "خربة الجلمة"، واحدة في قضاء غزة، وثانية في قضاء حيفا، وثالثة قرب عكا، ورابعة قرب جنين، وخامسة على بعد ميل إلى الجنوب من قرية الطيبة، والسادسة الجلمة قضاء طولكرم.

أما عن احتلال القرية وتطهيرها عرقيًا، يؤكد مؤرخون أنه يمكن تحديد التاريخ التقريبي لاحتلال الجلمة عبر تفحص ما وقع من حوادث في القرى المجاورة؛ إذ إن قرية قاقون المجاورة هوجمت من "العصابات الصهيونية" أول مرة أوائل مارس/ آذار 1948، لكن احتلالها لم يتم إلا بعد 3 أشهر.

ويفهم من القصص المؤرخة أن قرية قاقون كانت في أوائل مايو/ أيار 1948 آخر القرى التي بقيت غير محتلة في تلك الناحية، وأنها صمدت حتى انتزعت من أيدي القوات العراقية في الشهر التالي.

ومع ذلك ربما واجهت قرية الجلمة المصير نفسه في ذلك الوقت، إلا أنه من الجائز أن تكون احتلت قبل ذلك في سياق عملية "تطهير" السهل الساحلي الشمالي.

بعد هذه السنين على احتلال الجلمة، تحتفظ القرية فلسطينية الأصل ببعض الحجارة والمصاطب، وفيها بعض الأشجار والأشواك والنباتات البرية والصبار.

على بعد أقل من نصف كيلومتر واحد شمال القرية من قرية الجلمة تقع مستوطنة "لهافوت حبيبة".