ما زال جنود الاحتلال وقوات النخبة ينكلون بالمواطنين في جنين، عشرة شهداء ومئتي جريح وعشرات المنازل هدمتها جرافات الاحتلال. ومع ذلك لم يحقق العدوان أهدافه.
العدوان على جنين صراع إستراتيجيات. إستراتيجية العدو هي منع جنين من المقاومة، ومن مراكمة قوة عسكرية قادرة على المقاومة، ومنع تكرار نموذج غزة في جنين أو نابلس. وإستراتيجية جنين ونابلس هو مراكمة القوة والقدرة بحيث تكون قادرة على منع الاجتياحات البرية، ورفع كلفتها إذا وقعت.
الهجوم المباغت واسع النطاق على جنين هو أداة صهيونية لتطبيق هذه الإستراتيجية، ولكن قتل الأشخاص وهدم البيوت لا يمكنه قتل الفكرة والإستراتيجية، وبعد انتهاء العدوان ستستعيد جنين عافيتها وتواصل تطوير قدراتها بحسب إستراتيجيتها آنفة الذكر.
اقرأ أيضًا: بين جنين والداخل المحتل.. مفاجآت يخشاها الاحتلال
اقرأ أيضًا: العدوان على جنين.. عن مشكلة "البيت والحديقة"
جنين ضربت نموذجًا فلسطينيًّا قويًّا للمقاومة. هذا النموذج الذي يحظى بتعاطف وطني واسع هو الذي دفع ابن بلدة السموع في الخليل إلى الانتقام من العدو بسبب عدوانه على جنين، فأصاب عشرة من الصهاينة بتل أبيب بجراح خطيرة وارتقى شهيدًا ولا نزكيه على الله، وهذا التعاطف العملي هو الذي حرض كاتب الرسالة الوصية التي توصي المجاهدين باستخدام بيته كيفما شاؤوا، وترك لهم ٧٠٠ شيكل تبرعًا.
المقاومة في الضفة تنمو وتتطور رغم الاحتلال ورغم التنسيق الأمني، وإن نموها وتطورها لا يقف عند مراكمة السلاح، بل يتعداه إلى نشر الفكرة وبث الأمل في القدرة الذاتية على دحر الاحتلال وتحقيق الحرية.
من تركوا منازلهم في مخيم جنين بسبب العدوان وكثرة الإصابات هم شهود على جرائم العدو العنصرية واستخدامه المفرط للسلاح. هؤلاء يخاطبون المجتمع الدولي الذي تعود على خذلان الفلسطيني، وتبرير عدوان الإسرائيلي قائلين إلى متى هذا الانحياز؟! نحن نترك بيوتنا خوفًا من العدوان وأنتم تنظرون وتصدرون بيانات سياسية هزيلة لا تمنع العدوان، ولا توقف جرائم الجيش. تبًا لكم ولقيمكم ولحضارتكم الظالمة.