صعدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي في المدة الأخيرة ممارساتها العنصرية ضد تجمع "وادي السيق" البدوي الفلسطيني شرقي رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة، ضمن محاولاتها الرامية إلى تهجير سكانها وإحلال مستوطنين مكانهم.
وتعرض التجمع المقام منذ ثمانينيات القرن الماضي في السنوات الأخيرة لحملة ممنهجة من أذرع الاحتلال لترحيل سكانه قسراً، فقد وزعت ما تُسمى "الإدارة المدنية" التابعة لجيش الاحتلال عشرات الإخطارات بوقف العمل والهدم لمنشآت التجمع.
كما أقام مستوطنون بؤرة استيطانية رعوية جديدة قرب تجمع "وادي السيق" في يناير/ كانون الثاني الماضي، ما اضطر 3 عائلات للنزوح خوفاً من انتهاكات العصابات الاستيطانية ضدهم، وسط مخاوف من نزوح بقية العائلات البدوية في التجمع.
تهجير السكان
ويؤكد ممثل تجمع "وادي السيق" عبد الرحمن كعابنة، أن الاحتلال ومستوطنيه يمارسون ضغوطًا على التجمع بهدف تهجير سكانه، ويشمل ذلك مصادرة المواشي، وإقامة المناطق العسكرية المغلقة، ومنع السكان من البقاء فيها.
وأوضح كعابنة لصحيفة "فلسطين"، أن الاحتلال جلب مستوطنًا قبل 4 أشهر وهيأ له الظروف المناسبة للعيش في مكان يبعد عن التجمع قرابة 200 متر فقط، لافتاً إلى أنه يستوطن في منطقة استراتيجية بجانب آبار المياه.
وبين أن الاحتلال استولى على أكثر من 800 دونم في التجمع مزروعة بالقمح وبعض المزروعات الصيفية، مشيرًا إلى أن التجمع محاط بالبؤر الاستيطانية والمستوطنين من الجهات الأربع.
وأفاد بأن سكان التجمع البالغ تعدادهم 200 نسمة، أصبحوا يعيشون في مساحة كيلو متر مربع تقريباً، يحتوي على مدرسة بناها السكان تضم 120 طالباً، مؤكدًا أن سكان التجمع يعيشون أوضاعا اقتصادية صعبة جدا، فبيوتهم من "البركسات" و"الصفيح".
وشدد كعابنة على أن الاحتلال يشدد ممارساته ضد التجمعات البدوية الواقعة في مناطق (ج) بذريعة أنها تُعيق السيطرة على تلك المناطق، معرباً عن خشيته من تكرار سيناريو "عين سامية" قرب رام الله الذي هجر الاحتلال جميع سكانه مع تجمع "وادي السيق".
اقرأ أيضاً: الاحتلال يستولي على خيام في تجمع وادي السيق شرق رام الله
ورأى أن ممارسات الاحتلال ومستوطنيه تهدف للضغط على السكان لدفعهم إلى الهجرة قسراً، محذرًا من أن المستوطن الذي يجثم بجانب التجمع يراقب كل تحركات السكان.
هجمات مبرمجة
وأكد أن السكان يتصدون لممارسات الاحتلال بكل الوسائل المتاحة لديهم، فهم لا يملكون سوى الصمود والثبات والتشبث بالأرض، داعيا جميع أبناء الشعب الفلسطيني للوقوف إلى جانب عائلات التجمع الذي يتعرض للتهجير مجددًا.
وناشد كعابنة توفير الدعم المادي والمعنوي للسكان من أجل تمكينهم من مواجهة ممارسات الاحتلال والمستوطنين العنصرية.
من جهته، قال المشرف العام لمنظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو، حسن مليحات، إن هذا التجمع يتعرض لهجمات متسلسلة ومبرمجة من حكومة الاحتلال الفاشية التي تتبادل الأدوار مع المستوطنين بهدف ترحيل سكانه قسراً.
وأوضح مليحات لصحيفة "فلسطين"، أن الاحتلال يمارس سياسة التطهير العرقي في المنطقة من خلال جرائم الهدم والترحيل القسري التي تخالف كل القوانين والمواثيق والأعراف الدولية.
وأكد أن التجمع يخوض معركة مفتوحة ضد الاحتلال للحفاظ على الأرض، مشيراً إلى أن المناطق التي يسكنها البدو حيوية ومغرية للاستيطان لكونها تقع على مرتفعات تطل على الأراضي الأردنية.
وحذر من دفع السكان للنزوح قسرا في ظل انعدام الدعم وانكشافهم أمام الاحتلال والمستوطنين، مشيرًا إلى أن السكان متسلحون بإرادة الصبر الاستراتيجي ومتمسكون بالأرض ويرفضون التخلي عنها.
وحمّل مليحات السلطة في رام الله المسؤولية الكاملة عن تركهم وحدهم دون ظهير أو إسناد في مواجهة الاحتلال الفاشي الذي لا يفرق بين الحجر والشجر.
والجمعة قبل الماضية أقام أهالي القرى الشرقية من رام الله، صلاة الجمعة، ونظموا مسيرة رافضة لإقامة بؤرة استيطانية قرب تجمع "وادي السيق"، لكن المستوطنين وقوات الاحتلال قمعوا المسيرة واعتدوا على المشاركين فيها، ما أوقع العديد من الإصابات.