فلسطين أون لاين

​في اليوم العالمي للتضامن مع الصحفي

ماذا قدمت الهيئات المحلية للصحفي الفلسطيني؟

...
صورة أرشيفية لصحفيين يتعرض لهم الاحتلال الإسرائيلي
غزة - نور الدين صالح

يعيش الصحفي الفلسطيني تحت مظلة الانتهاك والاضطهاد من الاحتلال الاسرائيلي، الذي يُكبل عمله، ويفرض قيوده، بهدف إخراس الصوت الفلسطيني والحيلولة دون الكشف عن جرائمه بحق الفلسطينيين.

يضاف إلى ذلك سلسلة الإجراءات التي تتخذها السلطة الفلسطينية في الضفة المحتلة ضد الصحفيين ومؤسساتهم، من اعتقالات واعتداءات وسن قوانين تهدف إلى إخماد كلمتهم ورسالتهم بالدرجة الأولى.

وفي ظل كل ما يتعرض له الصحفيون الفلسطينيون، فإننا أردنا طرق أبواب المؤسسات المدنية المعنية بهم، للوقوف على طبيعة الدعم الذي يقدمونه لهم، بالتزامن مع اليوم العالمي للتضامن مع الصحفي الفلسطيني (26 أيلول).

رعاية منقوصة

رئيس منتدى الإعلاميين الفلسطينيين الصحفي عماد الافرنجي، أكد أن الصحفي الفلسطيني يعيش واقعاً قاسياً ويعاني من فقدان حريته، سواء من الاحتلال الاسرائيلي أو من السلطة بالضفة، مشيراً إلى أنه يتعرض للملاحقات والقتل والاعتقال.

ووصف الافرنجي خلال حديثه مع صحيفة "فلسطين"، الصحفي الفلسطيني بأنه "بلا راعٍ"، مستدركاً "لكنه يعمل بالدافع الذاتي انطلاقاً من إيمانه بالرسالة التي يحملها"، وفق قوله.

وقال: إن المنتدى يسعى لمواكبة العمل الصحفي بالتدريب والتطوير، بالإضافة إلى دعم الصحفي في الدفاع عن حقوقه وحريته.

وحول النشاطات التي سينفذها المنتدى في اليوم العالمي، كشف أنه جرى تشكيل لجنة لإعداد كتاب يوّثق حياة الصحفيين الشهداء، بالإضافة إلى بعض الفعاليات المناصرة للصحفي الفلسطيني.

ووجه الافرنجي كلمة بيوم التضامن مع الصحفي، قائلاً عن الصحفيين الفلسطينيين إنهم بحاجة إلى رعاية من المؤسسات الحكومية والخاصة، دون الارتهان لأي موقف حزبي أو سياسي، مؤكداً على حقه (الصحفي) بوجود نقابة مهنية مستقلة.

وأضاف: "نحن بحاجة إلى الكثير من التشريعات الإعلامية الناظمة للعمل الصحفي، وضمان حق الصحفي بالأمان الوظيفي المفقود في المؤسسات المحلية"، داعياً المؤسسات الإعلامية لدعمه واعطائه حقه في الحصول على المعلومات.

وطالب اتحاد الصحفيين العرب بضرورة دعم الصحفي الفلسطيني لتطوير مهاراته، مشدداً على أن الكاميرا والقلم هما سلاح الصحفي الذي لا يقل أهمية عن العمل السياسي والمقاوم في الدفاع عن حقوقه.

كما دعا الافرنجي، الصحفيين الفلسطينيين، إلى إعلاء روح المسؤولية الوطنية والاجتماعية في العمل الصحفي، وتعزيز أجواء المصالحة، وتجنب التوتير والتشكيك، من أجل إنهاء الانقسام الراهن.

مدافع أمامي

من جهته، أكد عضو مجلس إدارة كتلة الصحفي الفلسطيني، إسماعيل الثوابتة، أن الصحفي الفلسطيني يقوم بدور مهم في تصدير الرواية الفلسطينية الصادقة للعالم الخارجي، معتبراً إياه "في مقدمة المدافعين عن شعبه".

وأوضح الثوابتة خلال حديث مع صحيفة "فلسطين"، أن "الصحفي أصبح صاحب التغيير في المعادلة مع الاحتلال، واستطاع تغيير نظرة الشعوب الأوروبية للقضية الفلسطينية، وأثبت زيف الرواية الاسرائيلية"، مشدداً على أنه لا يمكن اغفال دوره في ظل التغيرات المحلية والاقليمية.

وجدد تأكيده على أهمية الاعلام الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، وهو ما دفع الأخير لقتل الصحفيين، بهدف إخراس صوتهم.

وفيما يتعلق بدورها، ذكر الثوابتة أن كتلته أقامت العديد من الحفلات التكريمية للصحفيين الذين كان لهم دور مهم في مواجهة الاحتلال، بالإضافة إلى إصدار عشرات البيانات والتقارير والمحددات الإعلامية التي تخدم الصحفيين.

وبحسب الثوابتة، فإن كتلته كان لها دوراً في كثير من المواقف التي تثبت الصحفي، معرباً عن أمله أن ترُفع القيود عن الصحفيين لتمكينهم من أداء دورهم المهني في نقل رسالتهم.

وفي كلمته بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الصحفي، طالب الثوابتة، كافة الصحفيين بمواصلة رسالتهم السامية المناصرة لثوابت الشعب الفلسطيني وتصدير الرواية الصحيحة في ظل الهجمة التي يقودها الإعلام الإسرائيلي ضده.

واقعا صعبا

من جانبه، قال رئيس التجمع الإعلامي الفلسطيني توفيق السيد سليم، إن الصحفي الفلسطيني يعيش واقعاً صعبا، لسببين أولهما تعرضه للمضايقات من الاحتلال الاسرائيلي، والأجهزة الأمنية من جهة أخرى.

وأوضح السيد سليم خلال حديثه مع صحيفة "فلسطين"، أن هذه الانتهاكات تؤثر سلبا على العمل الصحفي وواقع الحريات في فلسطين.

وطالب بضرورة رفع اليد عن الصحفي من السلطات الحاكمة في غزة والضفة، لممارسة دوره الأخلاقي في تعزيز واقع الحريات، وامكانية حصوله على المعلومات.

وعن دورها في خدمة الصحفي، قال السيد سليم إن التجمع يرفض كل الانتهاكات بحقه، ويعمل على توثيقها سواء في الضفة أو غزة، مضيفاً "أن السلطة تتغنى بدعم الصحفيين، لكنها لا تفعل ذلك، خاصة عندما يتناول قضية تكشف فساد مُعين".

وبمناسبة اليوم التضامن مع الصحفي، أكد السيد سليم، وقوف التجمع مع الحريات الإعلامية، مشيداً بالدور الذي يقدمه الصحفي الفلسطيني في تغطية الأحداث وإيصال رسالته المهنية، لكشف الجرائم التي تُرتكب بحقهم والشعب الفلسطيني أيضاً.