فاجأت حملة مداهماتٍ واسعة نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، عائلات أسرى ومحررين مقدسيين، حيث استهدفت 16 منزلًا في أحياء مختلفة بمدينة القدس المحتلة فجر أمس، هذه الحملة التي جرت قبيل عيد الأضحى المبارك سلبت الأسرى والمحررين فرحتهم وألقت بظلالها المظلمة على المدينة.
وأعرب أهالي أسرى ومحررون عن استيائهم الشديد إزاء هذه الاقتحامات، حيث تمت مصادرة ممتلكاتهم وفرض غرامات مالية عليهم.
عاد صالح مناصرة، والد الأسير أحمد مناصرة، من صلاة الفجر في المسجد الأقصى، ليتلقى مكالمة هاتفية من عائلته، أخبرته أن قوات الاحتلال اقتحمت منزله في بلدة بيت حنينا بالقدس.
ووصف صالح مناصرة الحادثة قائلًا لصحيفة "فلسطين": "عندما وصلت، فوجئت بالمشهد، حيث قلبوا المنزل رأسًا على عقب، لم يتركوا شبرًا سليمًا في المنزل، وعاثوا فيه خرابًا، حتى غرف الأطفال لم تسلم".
وتابع أن الاحتلال لم يكتفِ باعتقال أبنائنا والزج بهم في سجونه، بل يتعمد أيضًا تنغيص حياة أهالي الأسرى وإلحاق المزيد من الأذى بهم.
وأوضح أن الاحتلال صادر مركبة تملكها العائلة بعد اقتحام منزلهم، إذ يبلغ ثمنها قرابة 105 آلاف شيقل، إضافة إلى مبلغ نقدي قرابة ألف شيقل، وأشار إلى أنه سبق للسلطات أن صادرت مركبة أخرى تعود للعائلة في حملة اقتحام سابقة، وفرضت عليهم غرامة مالية قدرها 85 ألف شيقل تم تسديدها.
وأكد أن هذه الانتهاكات العشوائية تهدف أساسًا إلى تنغيص حياة ذوي الأسرى، إضافة إلى آلامهم المستمرة من جراء فقدان أبنائهم وحرمانهم منهم وهم خلف قضبان السجون.
مناصرة استنكر بشدة عمليات الاقتحام والمصادرة التعسفية التي تنفذها قوات الاحتلال، مشيرًا إلى أنها تستهدف مباشرة عزيمة أهالي القدس، وأضاف أن الاحتلال يتعمد تنغيص حياة الأسرى والمُحررين وذويهم، خاصة في فترة قبل حلول العيد، مما يؤثر سلبًا على فرحتهم واحتفالاتهم.
عاشت سناء صلاح، والدة المحرر علاء صلاح، حادثة اقتحام مروعة لمنزلها في قرية العيساوية، حيث أكدت أن الهدف الأساسي لهذا الاقتحام هو البحث عن الممتلكات المالية ومصادرتها.
وأوضحت الوالدة لصحيفة "فلسطين" أن قوات الاحتلال أبلغت ابنها المحرر بفرض غرامة مالية قدرها 429 ألف شيقل، التي يجب عليه سدادها، وصفت عملية الاقتحام بأنها "همجية"، حيث شارك فيها أكثر من 12 جنديًا وضابطًا من قوات الاحتلال.
وأفادت أن الجنود فتشوا المنزل، ولكنهم لم يعثروا فيه إلا على 400 شيقل فقط، وهو المبلغ الذي قامت بادخاره استعدادًا للعيد، ولكن جنود الاحتلال صادروا هذا المبلغ بشكل تعسفي.
وبعد قضاء محكوميته بالسجن لمدة 4 سنوات، التي انتهت قبل سنتين، يواجه المحرر علاء صلاح تحديات جديدة وتهديدات متواصلة، لم تتركه سلطات الاحتلال في حالة سلام بل عادت لتقتحم منزل عائلته في قرية العيساوية، التي تعاني سلسلة واسعة من الانتهاكات ومشاريع التهويد.
وبدأت قصة علاء صلاح في سن مبكرة جدًا، حينما كان عمره 15 عامًا فقط ويبلغ حاليًا من العمر 25 عامًا. وفقد عينه اليسرى عندما كان في الثامنة عشرة من عمره برصاصة معدنية مغلفة بالمطاط، أُطلقت نحوه من قبل جنود الاحتلال في مواجهات بقرية العيساوية.
وتعليقًا على ذلك، أكدت والدة المحرر أن الاحتلال لم يكتفِ بفقدان ابنها لبصره، بل يسعى أيضًا لمصادرة أي ممتلكات مالية لديهم.
وتساءلت: من أين لعلاء أن يسدد 429 ألف شيقل للاحتلال؟
خرب وتهديد
كذلك تعرض منزل المحرر عز الدين بربر لمداهمة واقتحام من قوات الاحتلال.
وأفاد بربر أن ضباط الاحتلال أخبروه بضرورة تسديد مبلغ قدره 128 ألف شيقل، إضافة إلى فرض غرامة مالية إضافية بقيمة 14 ألف شيقل، وفي عملية التفتيش في المنزل، دمروا العديد من الأشياء وتسببوا في خراب بأجزاء متعددة من المنزل.
بربر أشار إلى أن استهدافه شخصيًا بعد 25 عامًا من تحرره يمثل تهديدًا كبيرًا يتعرض له عدد كبير من أهالي القدس الذين اعتقلوا منذ فترة طويلة في سجون الاحتلال وقضوا أحكامًا مختلفة صدرت بحقهم من المحاكم الإسرائيلية.
وأكد أنه لا يوجد منزل فلسطيني في القدس لا يتعرض للاعتقالات والاعتداءات من قوات الاحتلال.
يذكر أن عز الدين بربر كان قد اعتقل في سنوات انتفاضة الحجارة في عام 1987 وقضى 8 سنوات في سجون الاحتلال.