فلسطين أون لاين

آخرها تمزيق المصحف في أحد مساجد نابلس

جرائم المستوطنين تتصاعد بالقدس والضفة وتنذر باشتعال الحرب الدينية

...
مستوطنون يحرقون مصحفاً خلال اعتداءات على المساجد بالضفة
القدس المحتلة- غزة/ نور الدين صالح:

تتصاعد وتيرة اعتداءات المستوطنين المتطرفين ضد المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينتي القدس والضفة الغربية المحتلتين، بضوء أخضر من حكومة الاحتلال المتطرفة بقيادة بنيامين نتنياهو، وهو ما عده مراقبون أنه "يأتي ضمن محاولات الاحتلال لإشعال الحرب الدينية التي قد تتدحرج لمواجهة كبيرة".

والخميس الماضي، اقتحم مستوطنون مسجداً في قرية عوريف جنوبي نابلس، بصحبة كلب، قبل أن يمزق أحدهم نسخة من المصحف الشريف عند باب المسجد.

هذه الحادثة ليست الأولى، فعلى مدار سنوات طويلة يتمادى المستوطنون في التطاول على المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، بحماية من شرطة الاحتلال، من خلال الاقتحامات المتكررة، والتدنيس، وأداء الطقوس التلمودية اليهودية.

وامتدت جرائم المستوطنين إلى الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، من خلال الاعتداء على ممتلكاته، وسرقتها، والتطاول على المصلين، عدا عن إغلاقه في الأعياد اليهودية، وغيرها من الأماكن المقدسة، مثل: قبر يوسف، والمقابر الإسلامية والمسيحية، والكنائس، والمساجد في الضفة.

تفجير الأوضاع

يقول رئيس مركز القدس الدولي د. حسن خاطر: إن جرائم المستوطنين بحق المقدسات الإسلامية كشفت الوجه الحقيقي للاحتلال، والأكاذيب التي كان يخبئها على مدار العقود الماضية.

وأكد خاطر خلال حديثه مع صحيفة "فلسطين"، أن تمزيق المصحف والمساس بالرموز الدينية الإسلامية والمسيحية "هو نذير بتفجير الأوضاع، واندلاع انتفاضة تكون نتائجها كبيرة على الاحتلال".

وأوضح أن الأقنعة والشعارات الكاذبة التي خدع بها الاحتلال المجتمعات الغربية سقطت في أعقاب تصاعد وتيرة الحرب الدينية التي تقودها العصابات المجرمة، مشيراً إلى أن صعود حكومة المستوطنين المتطرفة ساهمت بزيادة الممارسات العنصرية.

وبيّن أن جرائم المستوطنين تلحق الأضرار بالشعب الفلسطيني، وتؤدي إلى الكثير من الألم، والمساس بالمقدسات، وفقدان الأمن في كثير من الأماكن، في المقابل تكشف عن الهوية الحقيقية لدولة الاحتلال أمام العالم.

وشدد على أن "المستوطنين يدفعون بالأوضاع نحو الانفجار واشتعال المنطقة بحرب دينية لا يستطيع أحد أن يوقفها"، موضحاً أن هذه الممارسات تستفز الشارع الفلسطيني، وتجعله موحداً خلف المقاومة.

وأضاف: إن "المستوطنين لا يتمتعون بضوء أخضر فقط، بل هم الآن الحكومة المتطرفة الحقيقية، ويمتلكون الأوراق، ويرسمون سياساتها، ويحددون ميزانياتها، ويتدخلون في إعادة تشكيل قوى الأمن".

وأشار خاطر إلى أن هذه العصابات المنظمة هدفها الحقيقي محاولة تحقيق كل طموحات المستوطنين، التي لم تستطيع الحكومات السابقة تحقيقها، عبر مصادرة الأراضي وقمع الشعب الفلسطيني وتهجير الفلسطينيين.

وعدَّ المرحلة الحالية بأنها "مرحلة جديدة في تاريخ الصراع مع الاحتلال، وستؤدي إلى استفزاز أكبر سيؤدي للتصعيد".

إلى ذلك، استهجن أستاذ الشريعة الإسلامية والداعية د. مصطفى شاور، ممارسات المستوطنين ضد المساجد والمقدسات الإسلامية في القدس والضفة الغربية، مشدداً على أنها تشكل "حرباً دينية".

اقرأ أيضاً: الأزهر يهاجم الاحتلال بسبب تدنيس وتمزيق القرآن الكريم في الضفة

وقال شاور لـ "فلسطين": إن "اليهود اعتادوا على ارتكاب الجرائم على مدار التاريخ الإنساني، فهم تطاولوا على رسولنا الكريم وأساؤوا الأدب مع الله سبحانه وتعالى".

ووصف سلوك المستوطنين بالاعتداء على المساجد والمقدسات بـ "المخزي والأحمق واللاإنساني"، عادًّا إياه ضمن "الصراع الديني بين المسلمين واليهود".

وعدَّ هذه الجرائم "ناقوس خطر" للأمتين العربية والإسلامية، بضرورة الدفاع عن الأقصى ونصرة المقدسات الإسلامية في فلسطين.

استهداف المسيحيين

ويتطاول المستوطنون أيضاً على المسيحين ومقدساتهم في القدس المحتلة، وكذلك على الرهبان والسياح المسيحيين القادمين من مختلف دول العالم، ومن أشهر الاعتداءات ما يعرف بظاهرة "البصق على غير اليهودي".

وينخرط في هذه الاعتداءات شخصيات إسرائيلية رسمية، مثل نائب رئيس البلدية في القدس، أرييه كينغ، الذي يقود عشرات المستوطنين للهجوم على السياح المسيحيين.

وأكد أمين مفتاح كنيسة القيامة في القدس أديب جودة، أن المسيحيين يعانون ظاهرة الاعتداءات الدائمة من المستوطنين ضدهم، وخاصة رجال الدين وممتلكات الكنيسة.

وأوضح جودة لـ "فلسطين"، أن وتيرة الاعتداءات شهدت تصاعداً في الفترة الراهنة، تزامنًا مع تولي حكومة المتطرفين الإسرائيلية، التي لم تفرق بين المقدسات الإسلامية والمسيحية، مشيراً إلى أن محاكم الاحتلال لا تحاسب المستوطنين على جرائمهم، وتطلق لهم العنان.

وعدَّ ممارسات المستوطنين المدعومة من حكومة الاحتلال "ضمن الحرب الدينية على المسلمين والمسيحيين؛ من أجل ترحيلهم عن أماكن تواجدهم".

وشدد جودة على أن "الاحتلال يسعى إلى تفريغ القدس من سكانها الأصليين، وتفريغ الكنائس من الممتلكات، عبر زيادة الممارسات العنصرية ضدهم"، مستدركاً "لكننا سنبقى صامدون ومتمسكون بأرضنا مهما كلفنا الثمن".