يؤكد اختصاصيون اقتصاديون ونقابيون أهمية تدعيم عمل حاضنات الأعمال في فلسطين وتنويع تخصصاتها، وألا يقتصر دورها عند حدود احتواء المشاريع بل مساعدة أصحابها على الارتقاء والتوسع، مشيرين إلى أن الحاضنة بمثابة المظلة الحامية للمشاريع الريادية والشبابية الناشئة على وجه الخصوص.
ويدعو هؤلاء الحاضنات إلى اتباع منهجية نظامية في اختيار الأفكار الإبداعية لزيادة نسب فرص النجاح والتوسع في تقديم الخدمات سواء أكانت إدارية، ومالية، وتسويقية، وفنية، واستشارية، وسكريتارية، ولوجستية، حسب احتياجات كل مشروع محتضن.
وحاضنات الأعمال هي عبارة عن دعم لأعمال حرة عن طريق تزويدها بمجموعة من موارد الدعم والخدمات المصممة والتي تتم إدارتها من إدارة الحاضنة، وإما أن تزودها الحاضنة للشركات الناشئة بشكل مباشر وإما عن طريق شبكة من علاقاتها.
كما تختلف حاضنات الأعمال عن بعضها بالطريقة التي تقوم بها بتزويد الشركات الناشئة بالخدمات، وهيكلها التنظيمي، وبنوعية العملاء الذين يخدمونهم.
يقول الاختصاصي الاقتصادي د. أسامة نوفل: إن الشباب في قطاع غزة بدأوا يتوجهون نحو مشاريع ريادية مختلفة عن المشاريع التقليدية التي تشبع منها السوق، وبالتالي تلك المشاريع إن وجدت من يحتويها ويساعدها على تخطي العقبات فأنها ستنجح وتتطور، وهنا ظهر دور حاضنات الأعمال في هذا المجال.
ويبين نوفل لصحيفة "فلسطين" أن حاضنات الأعمال لا شك أنها أدت دورًا كبيرًا في مساعدة أصحاب المشاريع الناشئين، ومثلت لهم مظلة وفرت بيئة قانونية وتسويقية محلية وخارجية.
وينبه من خلال اطّلاعه على عمل الحاضنات في فلسطين وغزة على وجه الخصوص إلى أن الحاضنات استطاعت أن تحشد تمويلًا من المؤسسات الرسمية والتمويل الخارجي ونجحت في تمكين أصحاب المشاريع من تخطي العقبات ومواجهة التحديات.
ويلفت نوفل إلى أن حاضنات الأعمال تعد من بين أهم الاتجاهات الحديثة والفعالة التي ساهمت في تنمية القطاع الاقتصادي وترويجه من خلال تشجيع أفراد المجتمع على الإبداع والابتكار في إنشاء مؤسسات صغيرة ومتوسطة.
من جانبه يقول مدير المركز التجاري الفلسطيني (بال تريد) محمد سكيك: إن حاضنات الأعمال من الأدوات الهامة التي تساعد على ترسيخ دور المشاريع الشبابية والناشئة في تدعيم الاقتصاد، لأنها مكنت المشاريع من العمل بشكل منظم ومتطور.
ويبين سكيك في حديثه لصحيفة "فلسطين" أن حاضنات الأعمال استطاعت أن تقدم للمجتمع مشاريع شبابية ناجحة تخطت الحدود الجغرافية، خاصة في برامج التصميم والقانون والهندسة والمحاسبة بشكل ينعكس إيجابيًّا على الاقتصاد الفلسطيني.
لكنه يشير إلى أن ثمة تحديات تواجه أصحاب المشاريع الصغيرة، ومنها ضعف التمويل، ومحدودية السوق وتشبعه، وتجفيف منابع الإيرادات بغزة وعزوف المستثمرين عن الاستثمار بسبب عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي.
جهود مشتركة
من ناحيته يقول رئيس اتحاد نقابات عمال فلسطين في قطاع غزة سامي العمصي: إن بلوغ معدلات البطالة لنسب مرتفعة خاصة في أوساط الشباب والخريجين يتطلب جهودًا مشتركة حكومية وأهلية لخفضها، وبالتالي إن دور حاضنات الأعمال مهم في هذا المجال.
ويلفت العمصي في حديثه لصحيفة "فلسطين" إلى أن حاضنة الأعمال صممت لتسريع نمو ونجاح الشركات الريادية من خلال سلسلة من المصادر والخدمة الداعمة التي تتضمن المساحة الضرورية، التمويل، التدريب، الخدمات العامة.
ويشير إلى أن حاضنات الأعمال أثبتت قدراتها وإمكاناتها في مرافقة ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لتمكنها من القدرة على المنافسة ومواكبة التطورات التكنولوجية السريعة، وذلك من خلال ما تقدمه لها من تسهيلات وخدمات بمختلف أنواعها.
ويحث حاضنات الأعمال على أن تزيد من جهودها في توفير فرص العمل ومحاربة الفقر وتحقيق الانتعاش الاقتصادي وتبني نظم متطورة في التقييم والمتابعة لمعدلات أداء المشاريع الريادية.