أكد عضو قيادة حركة المقاومة الإسلامية حماس في قطاع غزة زكريا أبو معمر أنّ استشهاد القائد أيمن منصور، أو ارتقاء أيّ قائد من قادة المقاومة لن يفتَّ في عضدنا، ولن يدفع المقاومة الفلسطينية إلا نحو المزيد من العمل والإعداد والجهاد في مواجهة الاحتلال والعدوان.
وقال أبو معمر في حفل تأبين الشهيد أيمن منصور ونجله عطية في جباليا شمال غزة مساء اليوم السبت: "إنّ حماس ستبقى وفيّة لدماء القائد أبي عطية ونجله ولكلّ قادتها وجنودها وفي كل وقت وحين"، منوهًا أنه لن يغادر ذاكرة حماس، ولا ذاكرة شعبنا المرابط، ولا فكرها ولا أدبياتها، وستُخلّد ذكراه في أوجه عملها العديدة والمتنوعة، بما يكفل مُضي الأجيال على طريقه والتزود من سيرته وإخلاصه وزهده وتضحياته.
وأضاف: "برحيل القائد أبي عطية ونجله، يفقد شعبنا، وتفقد حماس، راحلة من رواحلها الفذة المعطاءة، فقدٌ كبير تعجز ألسنتنا عن وصف آلامه، لكنّ عزاءنا، وما سلّى نفوسنا سيرتك ومسيرتك العطرة، وسجلك الحافل الذي لن ينقطع بإذن الله، ورصيدك العظيم في كل الميادين".
وأشاد أبو معمر بمناقب القائد الشهيد في ميدان المقاومة وخدمة شعبنا، قائلًا: "نشهد لك أيضًا، ويشهد شعبنا بدورك العظيم في الدعوة والتربية، والإصلاح بين الناس، وتسوية مشاكل كبيرة وخطيرة كادت تودي بالسلم الاجتماعي والمجتمعي، فكنت صِمام أمان لشعبك وأهلك، وما استطاع العدو الذي دمّر منزلك، وحاول اغتيالك مرات عديدة أن يثنيك عن هذا الدور العظيم تجاه شعبك، إضافة إلى مهمتك الرئيسة في الجهاد والمقاومة".
وتابع: "لقد قدمت في حياتك دروسًا عظيمة ولن يكون استشهادك إلا محطة نتزود بها القوة والعزم والإرادة، ونستشعر من خلالها عظيم المسؤولية المُلقاة على عاتقنا تجاهك، وتجاه كل المجاهدين، وتجاه أهلك أجمعين، الذين يتسلحون بالصبر على فراقك، وهم أهل الصبر والاحتساب رغم المُصاب والفاجعة، ونعلم يقيناً أنهم مؤمنون بقدر الله، مُسلّمون بقضائه، واثقون تمام الثقة أن حماس والقسام أوفياء للدماء".
وأوضح أبو معمر أن الراحل الكبير القائد أبو عطية من خير مَن أنجب الشعب الفلسطيني، وأنجبت حماس، وكتائب القسام، ويشهد له حفظة كتاب الله بالصدق والإخلاص والاحتضان، حتى نشأ جيل قرآني يدين بعد الله بالفضل والرعاية.
ولفت إلى أنّ الشهيد أبو عطية كان له السبق والعطاء وفضل المساهمة في تأسيس كتائب القسام، ومجموعاتها المجاهدة الأولى، وساهم بماله وأرضه، وضحى على مدار عشرات السنين، واستشهد صابراً محتسباً.
ودعا أبو معمر الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة إلى تعزيز ذكرى القائد أيمن منصور وإبقائها حية بين الجماهير، وذلك عبر إطلاق اسمه على أحد المعالم المهمة في مدينة جباليا العزيزة.
وجدد أبو معمر العهد على مواصلة طريق الشهيد أبو عطية، مشددًا على أنّ المقاومة في فلسطين، وتحديدًا في القدس والضفة ستتواصل بكل عزم وإصرار، وستطارد العدو ومستوطنيه في كل قرية وشارع من شمال الضفة إلى جنوبها، المسار الاستراتيجي الذي دشنته معركة سيف القدس سيتواصل حتى تحرير القدس.
وقال: "المقاومة هي قانون التعامل مع المحتل، ومعيار نجاح المقاومة استمرارها، وليعلم العدو أننا مستمرون، ولا مكان له على أرضنا، طال الزمان أم قصر، فهذا نهجنا الذي لن نحيد عنه بإذن الله تعالى".
وأشار أبو معمر إلى أنّ الجريمة البشعة التي ارتكبتها قطعان المستوطنين بتدنيس وحرق المساجد في الضفة وتمزيق المصاحف تصعيد كبير للحرب الدينية على مقدساتنا، واستفزاز غير مسبوق لمشاعر كل الأمة الإسلامية، مؤكدا أنّ شعبنا سيواجه الإرهاب بمزيد من المقاومة والصمود والتشبث بكل ذرة من تراب فلسطين وسيدفع الاحتلال ثمن هذه الاستفزازات والجرائم بإذن الله.
حضور في كل معارك غزة
بدورها قالت كتائب الشهيد عز الدين القسام – لواء الشمال، إن حياة القائد الشهيد أيمن منصور كانت زاخرة بالأعمال الجهادية وبطولات المقاومة ضد الاحتلال، "فهو الذي جنّد أكبر استشهادية فلسطينية الحاجة فاطمة النجار، وجنّد الكثير من الاستشهاديين".
وكشفت كتائب القسام أن القائد أيمن منصور كان حاضرًا في كل المعارك التي خاضتها مقاومة غزة مع العدو الصهيوني، متقدمةً للأهل في قطاع غزة بأحر التعازي باستشهاد القائد أيمن منصور ونجله.
وأشارت إلى أن يد العدالة ستطال الخونة والجبناء الذين امتدت يدهم إلى القائد أيمن منصور ونجله.
وأكدت كتائب القسام، خلال حفل تأبين الشهيد القائد أيمن منصور، أن شوارع الضفة الغربية أصبحت اليوم عبوات متفجرة في وجه الاحتلال الصهيوني.
وشددت أن استخدام الاحتلال للطائرات بالضفة هو بداية نهاية وجوده وهزيمته أمام المقاومة.