فلسطين أون لاين

تصعيد المقاومة لمواجهة الحرب الدينية

تتعرض الأماكن المقدسة ودور العبادة في فلسطين لحرب شرسة تخطت كل الخطوط الحمراء على مدار السنوات الماضية من ناحية "جسامة وخطورة" ما تتعرض له هذه الأماكن، ووصل الأمر مؤخرًا إلى استخدام الكلاب في تدنيس المساجد، وأكثر من ذلك في تجرأ المستوطنين على تمزيق القرآن الكريم وإلقائه خارج المساجد، فضلًا عن شتم الرسول الكريم بالألفاظ النابية، وتعريض حياة المصلين لمخاطر متعددة في أثناء توجههم للصلاة أو في أثناء وجودهم في المساجد، الأمر الذي يستدعي تحشيد كل الطاقات الفلسطينية لتصعيد المواجهة، وتدفيع العدو ثمن جرائمه، ووضع حد لهذه الجرائم المروعة.

هذه الممارسات العدوانية لا تنحصر في الضفة الغربية والقدس فحسب بل امتدت لكل المناطق ولكن بصور وطرق مختلفة، وكانت غزة دومًا على موعد مع هذا الاستهداف في الحروب وجولات التصعيد على مدار السنوات الماضية، إذ قُصفت المساجد بالطائرات الحربية ودُمر معظمها في غزة؛ لأن الاحتلال يعد أن هذه الأماكن تساهم وبصورة مباشرة في (بناء وتعبئة المقاتلين) وتحفيز الفلسطينيين بصورة عامة نحو مواجهة الاحتلال انطلاقًا من البعد الديني الذي يحتم قتال اليهود المحتلين لأرض فلسطين، الأمر الذي يدفع العدو لجعل دور العبادة ضمن أبرز الأهداف في بنك أهدافه المتجدد.

وفي ذات الوقت يوفر الدعم المباشر والحماية الدائمة للمستوطنين لمهاجمة المساجد في الضفة الغربية والقدس وغيرها من المناطق، لذلك نجد اعتداءات متكررة ومتصاعدة على مدار الساعة فشملت: " كتابة عبارات عنصرية على جدران المساجد، وتكسير النوافذ، وتخريب المقتنيات، والاعتداء على المصلين، وحرق بعض المساجد، وتمزيق القرآن الكريم" وغيرها من أشكال وصور العدوان التي لا تتوقف، التي يأمل من خلالها هؤلاء المجرمين تحقيق أهدافهم الخبيثة التي تتمثل في محاولة كسر إرادة شعبنا، ومنعه من ممارسة شعائره الدينية، والاستيلاء على بعض هذه الأماكن وتحويلها لأماكن خاصة باليهود، أو جعلها أماكن مهجورة يصعب على الفلسطينيين الوصول إليها، فضلًا عن رغبتهم في الانتقام نتيجة استمرار عمليات المقاومة البطولية.

وما حدث مؤخرًا في نابلس في الأيام الأخيرة خير دليل على ذلك، إذ أقدم  قطعان المستوطنين على شن هجوم خطير استهدف المساجد، ومُزق القرآن الكريم وحرق في قرية عوريف جنوب نابلس، في تصعيد خطير "للحرب الدينية" التي تشنها حكومة الاحتلال الأكثر تطرفًا، التي تقود الحرب الدينية وتقف خلف هذا العدوان المستمر، وتطمح لفرض وقائع جديدة لصالح اليهود ضمن مخطط كبير أبرز معالمه (التهويد، وتهجير الفلسطينيين، وفرض وقائع جديدة، والاستيلاء على ما تبقى من الأراضي، وسن مزيد من القوانين العنصرية والانتقامية، وقتل أكبر عدد من الفلسطينيين).

هذا الواقع يحتم علينا كفلسطينيين التحرك الفوري لتصعيد المواجهة، وتدفيع العدو ثمن عدوانه المستمر، سواء كانت هذه المواجهة عبر المقاومة الشعبية أو المسلحة؛ لأن الاحتلال لن يرتدع عن عدوانه إلا تحت ضربات المقاومة، ولا يمكن لأي طريقة أخرى أن تكون منتجة ومثمرة في مواجهة هذا العدوان الوحشي من جنوده وقطعان مستوطنيه، لذلك فلينتفض شعبنا في كل مكان لتأديب الاحتلال ودفعه لوقف عدوانه الهمجي.

وعلى أحرار الأمة أن يتحركوا لنصرة شعبنا الفلسطيني ومقدساته ويكون لهم مواقف متقدمة في مواجهة هذا العدوان، فالأمة تملك أوراق قوة، ووسائل ضغط كثيرة يمكن استثمارها في هذا التوقيت لإسناد شعبنا، وحماية مقدساته والحد من العدوان المستمر، حتى يدرك العدو الصهيوني أن الشعب الفلسطيني ليس وحده في هذه المعركة، ويمكن للأمة أن تنتفض بصورة غير مسبوقة في مواجهة مخططاته الخطيرة وممارسات العدوانية الوحشية.