شرح الشيخ العلامة يوسف القرضاوي-رحمه الله- الأحكام الفقهية للحج عن الوالد المتوفى غير المؤدي لصلاة الفريضة والملتزم بالفرائض الأخرى كالزكاة والصوم.
ويؤكد العلامة القرضاوي في فتواه المنشورة على موقعه، أن الصلاة أهم من الحج لأنها الفريضة اليومية، التي تجعل الإنسان على موعد مع الله دائمًا، وهي عماد الدين، وتركها شيء فظيع والعياذ باللّه، "حتى من الأئمة من كفَّر تارك الصلاة، وعلى هذا الرأي لا يُقبل الحج عنه؛ إذ الكافر لا تنفعه طاعة ولا عبادة، لكن جمهور العلماء قالوا: إنه عاصٍ فاسق ولا يكفر بمجرد الترك، إلا إذا أنكر وجوبها، وهذا ما نرجحه ونأخذ به".
ويضيف: "في الصلاة لم يَرِد أن الإنسان يصلي عن أحد، فلا يجوز أن يصلي ابن عن أب، ولا أخ عن أخ، لكن وردت النيابة في الحج فضلًا من الله ورحمةً بعباده، والأصل في النيابة أن الأب كان يريد أن يحج فلم يُتَح له، ولكن المشكلة هنا أننا لا نعرف إن كان الأب يريد أن يحج أو لا، هل كان مشتاقًا للحج، أو كان يتمنى أن يحج؟ الأصل في كل مسلم - وإن كان عاصيًا - أن يتمنى الحج إلى بيت الله".
ويجيز القرضاوي في فتواه أن يحج الولد عن أبيه غير المصلي، وأن يدعو الله له أن يغفر له وأن يرحمه وأن يتجاوز عنه، فعفو الله واسع ورحمة الله وسعت كل شيء.