فلسطين أون لاين

تقرير اغتيال المقاومين بالمسيّرات.. تغيير لقواعد الاشتباك ومحاولة لاستعادة "الهيبة"

...
طائرة حربية إسرائيلية بدون طيّار
رام الله-غزة/ جمال غيث:

 

عادت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بعد 17 عامًا من توقفها عن استخدام الطائرات لتنفيذ عمليات اغتيال في الضفة الغربية المحتلة، عقب تعرضها لخسائر من جراء تعرض جنودها لكمين العبوات الناسفة بمخيم جنين، ما أدى إلى إعطاب 7 آليات وإصابة 8 جنود.

وتحاول حكومة الاحتلال المتطرفة باستخدام الطائرات المسيرة، استعادة هيبتها وقوة ردعها التي فقدتها على يد المقاومة الفلسطينية، ولا سيما عقب مقتل 4 مستوطنين وإصابة 4 آخرين، في عملية نفذها مقاومان من كتائب القسام قرب مستوطنة "عيلي" جنوب نابلس، الثلاثاء الماضي، وفق ما يرى مراقبون.

وكانت طائرة مسيرة لجيش الاحتلال استهدفت، لأول مرة منذ عام 2006، سيارة تقل ثلاثة مقاتلين، ينتمي اثنان منهم إلى "كتيبة جنين" التابعة لسرايا القدس، وثالث إلى كتائب شهداء الأقصى، قرب حاجز الجلمة شمال جنين، ما أدى لاستشهادهم.

ضربة موجعة

ورأى المختص بالشأن الإسرائيلي محمد مصالحة، أن عودة جيش الاحتلال لاستخدام الطائرات في استهداف المقاومين، جاء بعد تلقيه ضربات موجعة ومركزة من المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية.

وأوضح مصالحة لصحيفة "فلسطين"، أن لجوء جيش الاحتلال لاستخدام الطائرات في الضفة يهدف لحماية جنوده وتقليل حجم خسائره، خاصة بعد إصابة 7 جنود في "كمين جنين"، وإعطاب عدة آليات عسكرية مصفحة بعبوات ناسفة محلية الصنع.

وبين أن حكومة الاحتلال العنصرية تحاول جاهدة رفع الروح المعنوية لجنودها، واستعادة قوة الردع التي تآكلت طوال الأيام والسنوات الماضية أمام المقاومة في غزة والضفة ولبنان، كما تحاول طمس وتشويه الانتصار الذي تحقق في الضفة الغربية.

وعدّ استخدام الطائرات المسيرة في جنين، دليل ضعف جيش الاحتلال وقادته وانعدام الجاهزية والاستعداد في مواجهة المقاومين، وتطور أداء المقاومة في مواجهة اقتحامات الاحتلال للمدن الفلسطينية.

وتوقع المختص بالشأن الإسرائيلي، أن يواصل جيش الاحتلال استخدام الطائرات المسيرة، والقيام بعمليات واسعة في بعض مدن الضفة الغربية، بهدف القضاء على المقاومة، ولاستعادة هيبتها التي كسرتها عمليات المقاومة الأخيرة.

رعب حقيقي

من جهته قال الخبير العسكري واصف عريقات: إن إدخال الطائرات المسيرة في مواجهة المقاومة يثبت فقدان هيبة الاحتلال وسيطرته على الأرض، بعد اللطمات المتتالية التي وجهت له مؤخرًا.

ويعتقد عريقات في حديث لصحيفة "فلسطين"، أن الاحتلال لن يتوقف عن استخدام المسيرات والمروحيات في التصدي للمقاومة في الضفة الغربية، إذ يرغب في منع تنامي قدرات المقاومة وتشكيل تهديد لأمنه.

وأضاف: "أن جيش الاحتلال يشعر برعب حقيقي من المقاومة، ولا سيما بعد "كمين جنين"، وإصابة جنوده وإعطاب آلية "النمر" المصفحة، والتي طُورت أكثر من مرة لاستخدامها في المواجهة، بعبوة محلية الصنع".

وذكر أن الاحتلال يحاول إبعاد جنوده في هذه المرحلة عن مواجهة المقاومة الفلسطينية بسبب هلوسات الرعب التي يعيشونها على جبهة الضفة وغزة ولبنان.

وتوقع الخبير العسكري أن تشهد المرحلة القادمة استخدام الاحتلال للطائرات الحربية بأشكال وأنواع مختلفة ضد المقاومة، بهدف تجنب تكرار سيناريو الكمائن والهجمات المفاجئة من المقاومة.

من جهته رأى المختص بالشأن الإسرائيلي إبراهيم جابر، أن استخدام جيش الاحتلال الطائرات المسيرة في تنفيذ عمليات الاغتيال يؤكد أن الجيش لم يعد قادرًا على مواجهة المقاومة.

ولم يستبعد جابر في حديث لـ"فلسطين"، أن يواصل جيش الاحتلال سياسة الاغتيالات بالطائرات للوصول إلى المقاومين وتصفيتهم، وتقليل حجم الخسائر التي يتكبدها.

وأضاف: أن استخدام الطائرات المسيرة يؤكد مدى تخوف الاحتلال من المقاومة، ومفاجأتها خلال تنفيذ عمليات اقتحام المدن الفلسطينية.

المصدر / فلسطين أون لاين