قائمة الموقع

إبعاد الرموز.. سياسة إسرائيلية لإفراغ القدس والاستفراد بالأقصى

2023-06-23T08:31:00+03:00
إبعاد الرموز.. سياسة إسرائيلية لإفراغ القدس والاستفراد بالأقصى
فلسطين أون لاين

لم تتوقف سلطات الاحتلال عن سياستها بإبعاد الشخصيات والرموز الدينية والمرابطين في المسجد الأقصى لفترات متفاوتة، في سبيل الاستفراد بالمقدسات الإسلامية وإفساح المجال للمستوطنين بتكثيف اقتحاماتهم المتكررة لباحات المسجد المبارك.

وسلّمت سلطات الاحتلال قبل أيام نائب مدير أوقاف القدس الشيخ ناجح بكيرات قرارًا يقضي بإبعاده عن مدينة القدس 6 أشهر، في حين جددت إبعاد المرابطة المقدسية هنادي حلواني.

وحسب القرار الذي سلم للشيخ بكيرات فإن ما يسمى بـ"قائد الجبهة الداخلية" في سلطات الاحتلال أصدر قرار الإبعاد عن مدينة القدس وصور باهر لمدة 6 أشهر، بذريعة أن فعالياته تشكل خطرًا على أمن المحتل في المنطقة.

وجاء تجديد قرار الإبعاد لمدة أسبوع قابل للتجديد ضد "حلواني" بعد 10 أيام فقط من انتهاء إبعادها عامًا كاملًا، وهو ما يفسر خشية الاحتلال من فضح جرائمه الممنهجة في المسجد الأقصى من هذه الشخصيات المؤثرة.

وعلّق بكيرات على قرار إبعاده بقوله: إنه قرار جائر ومرفوض ويعكس عنصرية الاحتلال ومحاولته تفريغ المدينة من الفلسطينيين وردعهم عن ممارسة حقوقهم الدينية والثقافية.

و"بكيرات" الذي يقطن في بلدة صور باهر يتعرض للاستهداف والملاحقة الإسرائيلية على مدار 55 عامًا، إذ أُبعد عن الأقصى 33 مرّة، ولا يزال مُبعدًا.

في حين تعاني "حلواني" منذ 10 سنوات من الإبعاد المتكرر عن المسجد الأقصى، والملاحقة والاعتقال والتحقيق، والمنع من السفر والحرمان من التأمين الصحي.

إفراغ المدينة

ويؤكد المرابط في الأقصى خالد الزير رفضه لسياسة الاحتلال القائمة على إبعاد الشخصيات والرموز الدينية، مشيرًا إلى أنها سياسة قديمة جديدة يسعى منها لإفراغ المدينة من النشطاء والمؤثرين.

وأوضح الزير لصحيفة "فلسطين" أن سلطات الاحتلال تسعى بهذه السياسة إلى إفساح المجال أمام المستوطنين لاقتحام الأقصى والعبث بمحتوياته، وتنفيذ خطط التقسيم الزماني والمكاني.

وأكد أن الاحتلال كثّف من هذه السياسة في الآونة الأخيرة، ما يشي بوجود مخططات عنصرية خطيرة يريد تنفيذها، مشددًا على ضرورة التصدي لهذه الممارسات باستمرار الوجود في ساحات الأقصى.

وطالب الأمة العربية والإسلامية بتأدية دورها الفعال والمؤثر في دعم المسجد الأقصى والمقدسيين في وجه الممارسات الاحتلالية العنصرية المتصاعدة، بتعزيز صمودهم وتقديم الدعم المعنوي والمادي لهم.

وبيّن أن المقدسات الإسلامية في القدس والمسجد الأقصى لم تسلم من بطش الاحتلال، كمصلى باب الرحمة ومقبرة مأمن الله وغيرهما، من أجل إقامة المشاريع التلمودية التي تخدم مخططاته العنصرية.

وأوضح رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد والتهجير ناصر الهدمي أن الاحتلال يرى في أهل القدس وبعض الشخصيات الفاعلة في الأقصى عائقًا أمام تنفيذ سياساته التهويدية.

وعدّ الهدمي في حديث لـ"فلسطين" سياسة إبعاد الرموز الدينية عن الأقصى "ظالمةً وعقابًا للأشخاص المؤثرين في القدس، وعائلاتهم والمجتمع المحيط بهم.

وبيّن أن الاحتلال يسعى من خلال هذه السياسة إلى ترهيب وتخويف باقي أبناء المدينة المقدسة حتى لا يقفوا في وجهه ويفضحون ممارساته العنصرية، مردفًا أنه بالرغم من آلاف قرارات الإبعاد التي أصدرها الاحتلال على مدار السنوات الماضية، إلا أن المسجد الأقصى سيبقى مصدر تجمع أبناء فلسطين وكل المناصرين له من أنحاء العالم، فهو القبلة الأولى.

وأضاف الهدمي الصادر بحقه قرارٌ بالإبعاد أيضًا: لن يصبح الأقصى وحيدًا كما يطمع الاحتلال للاستفراد به وإقامة "الهيكل" المزعوم على أنقاضه، بل سيبقى مصدر إلهام وسبب لأي مواجهة في قادم الأيام.

وشدد على ضرورة فضح قرارات الاحتلال وسياساته التي يتعدى بها على حرية العبادة ومصدر الرزق الخاص بالشخصيات المقدسية، داعيًا إلى الوجود المستمر في الأقصى لإفشال المخططات الإسرائيلية.

اخبار ذات صلة