فلسطين أون لاين

عملية مستوطنة "عيلي".. أداء نوعي للمقاومة وصفعة أمنية للاحتلال

...
عملية مستوطنة "عيلي".. أداء نوعي للمقاومة وصفعة أمنية للاحتلال
رام الله-غزة/ محمد أبو شحمة:

باحترافية عالية وثبات، نفّذ مقاومان في كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة "حماس"، عملية إطلاق النار البطولية عند مستوطنة "عيلي" الجاثمة على أراضي المواطنين بين مدينتي نابلس ورام الله.

وتعكس العملية التي نفّذها الشهيدان مهند شحادة، وخالد صباح، الأداء النوعي للمقاومة بالضفة الغربية المحتلة وتطورها، وامتلاكها أسلحة حديثة، إضافة إلى أنها تُعدُّ صفعة أمنية لدولة الاحتلال.

وتحمل العملية رسائل عسكرية وسياسية واضحة لقيادة الاحتلال، خاصة أنها جاءت بعد يوم واحد من ارتكاب جيش الاحتلال جريمة في مخيم جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، أدت إلى استشهاد 7 مواطنين.

وأدت العملية التي استخدم فيها المنفذان سلاح (M16)، إلى مقتل 4 مستوطنين وإصابة 4 آخرين بينهم إصابات خطيرة.

اقرأ أيضًا: موقع عبري ينشر تفاصيل جديدة لعملية "عيلي" وتكتيك مُنفّذيها "الخطير"

الخبير العسكري يوسف الشرقاوي، يرى أنّ عملية مستوطنة "عيلي" تعكس حالة الشجاعة الموجودة لدى منفذي العملية، ووجود تخطيط مُنظّم لها، وهو ما ظهر عبر أداء المقاتلين في ميدان القتال.

ويقول الشرقاوي لصحيفة "فلسطين": "سنشهد تطورًا في أداء المقاومة بشكل أكبر في المرحلة القادمة، خاصة بعد ما ظهر في عملية مستوطنة (عيلي) من قدرة المقاتلين على تحقيق إصابات قاتلة، والمناورة والانسحاب من مكان تنفيذ العملية".

ويضيف الشرقاوي: "سبق عملية إطلاق النار عند مستوطنة (عيلي)، تطور في تصدي المقاومة في جنين لقوات الاحتلال واستخدام العبوات، وهو أحد أشكال التحدي لجيش الاحتلال والتطور في مقاومته".

ويُبيّن أنّ توقيت العملية يعطي رسائل أمنية عدة للاحتلال بأنّ المقاومة تتطور في كلّ أماكن الضفة الغربية المحتلة، وأنّ كل جريمة يرتكبها الاحتلال سيتم الرد عليها بشكل سريع.

من جانبه، عدّ الخبير بالشؤون الأمنية د. هشام المغاري، أنّ عملية مستوطنة "عيلي" التي نفّذتها كتائب القسام، أوصلت عدة رسائل لدولة الاحتلال الإسرائيلي، أبرزها أنّ استعادة الردع ضد المقاومة سواء في غزة أو الضفة الغربية المحتلة أثبت عدم نجاحه.

اقرأ أيضًا: هنية: عملية "عيلي" أول الغيث وما ينتظر العدو أشد

وقال المغاري لـ"فلسطين": "المقاومة عبر عملية مستوطنة (عيلي) النوعية، أثبتت للاحتلال الإسرائيلي أنها قادرة على تنفيذ عمليات قوية، وأكثر نوعية من العمليات السابقة".

وأضاف المغاري: "أظهرت المقاومة بالعملية الأخيرة قرب رام الله تطورًا في أدائها وأدواتها بإطلاق النار والاقتراب الكبير من المستوطنين والجنود، وتفجير العبوات الناسفة كما حدث في مخيم جنين".

وأوضح أنّ العملية أيضًا أظهرت فشلًا استخباراتيًّا ذريعًا لدى الأجهزة الأمنية لدولة الاحتلال، وعدم توفر أيّ معلومات لديهم عن المنفّذين أو حول التخطيط لها.

وأشار إلى أنّ ما نفّذه مقاتلو القسام عند مستوطنة "عيلي"، أثبت فشل التعاون الأمني بين السلطة التي تبذل جهودًا كبيرة لمنع تلك العمليات، مع الاحتلال الإسرائيلي، إذ أوصل الشعب الفلسطيني رسالة أنّ التنسيق الأمني لن يستطيع الوقوف في وجه المجتمع الفلسطيني الذي يشعر بظلم الاحتلال.

وعدّ المغاري أن تبنّي حركة حماس لشهداء العملية، يحمل رسائل أيضًا بأنها لن تتوقف عن المقاومة سواء في غزة أو الضفة، ولديها قدرة على ممارسة دورها بكفاءة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي في أكثر من ساحة.

المصدر / فلسطين أون لاين