فلسطين أون لاين

"شكلة وشتلة".. صيدلية جمال مبتكر من رحم الطبيعة

...
"شكلة وشتلة".. صيدلية جمال مبتكر من رحم الطبيعة
غزة/ هدى الدلو:

مع ندرة فرص العمل وجدت الشابة أريج الكيلاني نفسها تخطو خطوة جريئة بعيدًا عن الصيدلة التي استوحت منها فكرة مشروعها، فحبها للكيمياء مثّل دافعًا أساسيًا للانطلاق بمشروع "شكلة وشتلة" الذي يعزز الجمال الطبيعي ويعتني بالصحة والجمال.

تقول أريج عن علاقتها بالأشتال: تنشأ مع أطفال شمال قطاع غزة بالفطرة، "فكوني من سكان بيت لاهيا فنولد بالفطرة على حب الزراعة، إلى جانب أن وضعي المادي لا يسمح لي بفتح مشروع ضمن مجال دراستي، فوظفت تجرتتي العلمية لتأسيس مشروع تتمحور فكرته حول استخدام الورود الطبيعية، وخاصة الجوري، في تصنيع مستحضرات التجميل".

تؤمن أريج احتياجها من الزهور على قطع أرض صغيرة بمساحة 250 م2 تضم 300 شتلة ورد جوري مخملي تم استيراد أشتاله لافتقار السوق الفلسطيني لهذا النوع الذي يتميز برائحة نفاذة وكميات وفيرة من الزيوت العطرية المغذية للبشرة والشعر.

وتضيف أن مشروع "شكلة وشتلة" يعد خطوة مهمة نحو تعزيز الجمال الطبيعي والاهتمام بالبيئة في مجتمعنا، ويجسد روح الابتكار والمبادرة في مجال الصيدلة ويوفر فرصًا لتحسين الصحة والجمال بطرق طبيعية وصديقة للبيئة.

وتلفت أريج لـ"فلسطين" أن المشروع في البداية عمل على توفير باقات الورد، وتزيين سيارات العرسان، ومن ثم تطور لاستخدام الورد في صنع مربى الورد، وماء الورد، وكذلك زيت الورد ومورد للشفاه ومرطب طبيعي وغيرها من المنتجات الطبيعية والخالية من المواد الكيميائية الضارة.

تبدأ الشابة الصيدلانية يومها بجولة بين شتلات الورود لتستمد من جمالها طاقة إيجابية، "وأحدد خلالها كل وردة لماذا سيتم استخدامها، ففي فترة نمو الزهرة تكون تحت المراقبة، فالزهرة الناضجة الكبيرة أستخدمها لصنع مربى الورد، أما الوسط فلماء الورد".

وتمر صناعة ماء الورد بعدة مراحل، تبدأ باختيار الورد ومن ثم غسله جيدًا، ليتم بعدها وضعهم في حمام مائي، وفي أثنائها تضاف مكعبات من الثلج لحدوث عملية التكثيف والتبخر لينتج عنها مادة مستخلص الورد، لتنتهي العملية بالتعبئة والتغليف، إذ تضع فيها الشابة العشرينية جهدًا كبيرًا "لكون العين تعشق الجمال".

وتصف أريج نفسها بأنها رائدة أعمال ومبتكرة، إذ تطور تركيبات خاصة بنفسها معتمدة على الأبحاث والدراسات العلمية للحصول على نتائج فعّالة وآمنة، تشمل منتجاتها مجموعة واسعة من الزيوت الطبيعية وماء الورد والتي تعمل على ترطيب وتغذية البشرة وتعزيز صحة الشعر.

ومن خلال "شكلة وشتلة"، تشجع النساء على استخدام المنتجات الطبيعية والتخلص من الاعتماد الكلي على المنتجات الكيميائية. 

لا تواجه أريج فقط تحديات القيود والصعوبات الاقتصادية في قطاع غزة بل التغيرات المناخية التي تؤثر على زراعة الورد، وأخرى تسويقية وتوعوية بمشروعها، لكن تفانيها وإصرارها على تحقيق رؤيتها يجعلها تتغلب على الصعاب وتستمر في مسعاها لتوفير منتجات طبيعية وصحية للجمال.

وتخطط أريج لتوسيع نطاق عملها وزيادة قدرتها الإنتاجية باستخدام التكنولوجيا الزراعية لتضمن توفير المنتجات لعملائها طيلة الوقت. كما تسعى لبناء علامة تجارية قوية لـ "شكلة وشتلة" والوصول إلى شرائح واسعة من الجمهور المهتم بالجمال الطبيعي والمستدام.

وتلفت إلى أن مساعيها لتطوير مشروعها يعتمد على أفكار إبداعية وزراعة الورد بطريقة "هيدو بونيك"، أو باستخدام عسف النخيل وألواح من الصلصال لتتمكن من إنتاج كمية أكبر من الورد وبذات حجم مساحة الدفيئة.

تعكس أريج في مشروعها روح الابتكار والإصرار في مجتمع مليء بحملة الشهادات الذين تحاصرهم البطالة وندرة الفرص، وترى في "شكلة وشتلة" قصة نجاح تحفيزية تشجع الشباب على تحقيق أحلامهم وتحويل أفكارهم المبتكرة إلى حقيقة.