يوافق اليوم الذكرى العشرين لاغتيال أحد أبرز قادة كتائب القسام في الضفة المحتلة عبد الله القواسمي، الذي استُشهد خلال عملية إطلاق النار تجاه سيارته من قِبل القوات الخاصة من جيش الاحتلال وسط مدينة الخليل.
الشهيد القواسمي مجاهد وأسير ومبعد ثم شهيد، هكذا كانت حياة مُخرّج الاستشهاديين والمطلوب رقم واحد للاحتلال عام 2003م، الذي مرّغ أنف الاحتلال في العديد من العمليات التي خطّط لها وأشرف عليها.
القواسمي أرعب الاحتلال في كثير من العمليات الاستشهادية والبطولية التي أشرف شخصيًّا عليها، حتى لقي ربه شهيدًا بعد مسيرة حافلة من العطاء والجهاد.
في مدينة خليل الرحمن وُلد الشهيد القواسمي عام 1960م، ودرس في مدارسها حتى نال شهادة الثانوية العامة، ثم التحق بجامعة الخليل تخصص اللغة العربية، ولظروف اجتماعية واقتصادية لم يتمكن من إكمال دراسته الجامعية.
التحق القواسمي بصفوف حركة المقاومة الإسلامية "حماس" منذ تأسيسها عام 1987م، ولم يلبث طويلًا حتى اعتُقل للمرة الأولى عام 1987م بتهمة مقاومة الاحتلال، ومن ثم اعتُقل للمرة الثانية عام 1992م، وأُبعد على إثرها مع 417 من عناصر وقادة حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى مرج الزهور في جنوب لبنان.
ومع عودة المبعدين منتصرين على قرار الاحتلال لم يعد الشهيد عبد الله القواسمي إلى منزله، بل نقله الاحتلال مباشرة إلى أقبية التحقيق، وحكم عليه بالسجن لمدة 12 شهرًا.
في عام 1996 تعرّض القائد المجاهد إلى الاعتقال مجددًا، لكن هذه المرة في أقبية السلطة وليس الاحتلال، وذلك بتهمة انتمائه لحركة حماس والتخطيط لعمليات عسكرية ضد قوات الاحتلال الصهيوني.
اتهمت قوات الاحتلال الشهيد القواسمي بالوقوف وراء كلّ العمليات الاستشهادية التي نفّذتها كتائب القسام في الضفة خلال تلك الفترة، كما اتّهمته بالمسؤولية المباشرة عن مقتل قرابة الستين مستوطنًا وإصابة المئات.
وأشرف القواسمي على تجهيز الاستشهادي نائل عزمي أبو هليل من بلدة بيت عوا قضاء الخليل، الذي نفّذ عملية القدس الاستشهادية والتي جاءت ضمن سلسلة الردود على اغتيال القائد العام لكتائب القسام الشيخ صلاح شحادة، وأدّت إلى مقتل 11 صهيونيًّا وإصابة 46 بجروح.
كما أشرف على تجهيز العملية الاستشهادية التي نفّذها القسامي محمود عمران القواسمة، والتي أدّت إلى قتل 16 صهيونيًّا في انفجار حافلة في شارع موريا في القدس.
ومن بين العمليات التي أشرف عليها القائد الشهيد عبد الله القواسمي، العملية الاستشهادية التي نُفّذت في مدينة حيفا والتي أسفرت عن مقتل 17 صهيونيًّا، وكذلك عملية التلة الفرنسية، في مدينة القدس والتي أسفرت عن مقتل سبعة صهاينة.
ولم تقف رحلة جهاده عند هذا الحد، بل أشرف القائد القواسمي على عملية الاستشهادي عبد المعطي شبانة والتي أدّت إلى مقتل 17 جنديًّا صهيونيًّا وإصابة 100 بجروح مختلفة.
وبعد هذا السجل الحافل بالعمل الجهادي النوعي، وضعت قوات الاحتلال القائد عبد الله القواسمي على قائمة المطلوبين للاغتيال، وعدّته المطلوب رقم واحد، شرعت حينها بحملات تفتيش ومداهمات واسعة لاعتقاله.
ونفّذت قوات الاحتلال عمليات عسكرية كثيرة ضمن محاولاتها لإلقاء القبض عليه أو اغتياله، ومداهمة العشرات من منازل أقاربه، ومن ضمنها تفجير مساكن قديمة ومغارات.
ومساء الواحد والعشرين من يونيو عام 2003م، أقدمت قوة صهيونية خاصة كانت متخفية في ثلاث سيارات عربية على اغتيال القائد عبد الله القواسمي بإطلاق الرصاص عليه أثناء خروجه من مسجد الأنصار وسط مدينة الخليل.
وبعد عملية الاغتيال، حاصرت قوة كبيرة من جنود الاحتلال المنطقة والمسجد وحاصرت العشرات من المنازل بذريعة البحث عن مطلوب آخر كان برفقة الشهيد القواسمي.