يحيي الشعب الفلسطيني ذكرى ثورة البراق قبل أكثر من ٩٣ سنة، هذه الثورة أسست للفعل المقاوم الفلسطيني ضد عدوين:
الاحتلال البريطاني والعصابات الصهيونية، ومن دلالات هذه الثورة أنها شعبية شاملة عمت عموم الأرض الفلسطينية وربطت بين معاني أساسية رسمتها الثورة الفلسطينية منذ ثورة البراق إلى اليوم منها القدس والأقصى والأسرى وسياسة الإعدام الفاشلة ضد الثوار.
ومن دلالات هذه الثورة الاستمرارية والانتشار، ومن رحمها ولدت ثورة القسام والإضراب الأشهر الممتد في عام ١٩٣٦.
وتوالت الثورات والانتفاضات بكل أدوات المقاومة من شمال فلسطين إلى جنوبها ومن بحرها إلى أغوارها، وكل هذا الامتداد من أهم دوافعه الأقصى والأسرى كرمز للأرض والإنسان.
في حين يحيي الشعب ثورة البراق كنقطة تأسيسية منظمة للثورة الفلسطينية الحديثة والمعاصرة وفي الوقت الذي انهمكت الآلة الفلسطينية الوطنية في توريث للأجيال دلالات ثورة البراق، فإذا ثوار فلسطين في جنين القسام يسجلون كمينًا محكمًا عبدوه بالدماء، وأرسلوا بدمائهم رسالة إلى رموز ثورة البراق (الزير وجمجوم وحجازي) وأرسلوا رسالة إلى روح شيخ المجاهدين الذي انطلق بفعله من جنين (عز الدين القسام) .
ولم تمض ساعات طويلة على ذكرى البراق وامتدادها لكمين جنين حتى سجل ثوار الضفة الغربية عملية سلواد أمس الثلاثاء ٢٠-٦-٢٣.
ليكرسوا واقعاً ثورياً ممتداً من أجل الحقوق ويعزز رسالة للعالم وللاحتلال بأن الجرائم الصهيونية في غزة وآخرها ( ثأر الأحرار) وأن محاولات تقسيم الأقصى والاعتداء عليه ليلاً ونهاراً وأن السياسة اللاإنسانية والإرهابية ضد الأسرى الفلسطينيين وأن سياسة إغراق الشعب الفلسطيني في الأرض المحتلة ٤٨ بالجرائم المنظمة وسحب حقوقهم لن تقابل بالصمت والعجز وأن روح ثورة البراق من ١٩٢٩ حتى كمين جنين وعملية سلواد ٢٠٢٣ تسكن في قلوب وعقول الشعب الفلسطيني وتمثل دافعاً له للدفاع عن نفسه وأرضه ومقدساته مهما اختلفت الأجيال.
ولن يتوقف الفعل الثوري إلا بزوال الاحتلال عن فلسطين كل فلسطين.