فلسطين أون لاين

اعتقال "عبد المجيد حسن".. الدكتاتورية تزجّ بالديمقراطية في سجونها

...
رئيس مجلس الطلبة بجامعة "بيرزيت" عبد المجيد حسن- أرشيف
غزة/ يحيى اليعقوبي:

"مشهد مؤلم يدمي القلب، خمسة عناصر عرَّفوا أنفسهم أنهم من "المخابرات" هاجموا أخي عبد المجيد وضربوه بالهراوات عندما حاول الدفاع عن نفسه، وحينما نزل أخي الآخر من البيت لحمايته رشّوا عليه غاز الفلفل وكأننا بفلم رعب" وثّقت شذا شقيقة رئيس مجلس الطلبة بجامعة "بيرزيت" عبد المجيد حسن لحظة اعتقال شقيقها بمقطع فيديو عايَشت تفاصيله "المؤلمة".

وكان مقررًا إعلان تنصيب الطالب حسن رئيسًا جديدًا لمجلس الطلبة بالجامعة أمس بعد فوز الكتلة الإسلامية بالانتخابات الطلابية للعام الثاني على التوالي، لكنّ مخابرات السلطة أفسدت تلك المراسم في محاولة لإعاقة العمل النقابي في الجامعة، كخطوة اعتبرها مراقبون "انتقامًا" من النتائج الديمقراطية التي أفرزتها الانتخابات الطلابية.

اقرأ أيضًا: تقرير عائلات طلبة كتلة بيرزيت يؤكدون تعرض أبنائهم للتعذيب في سجون السلطة

تقول شقيقته لصحيفة "فلسطين": "كان أخي يستعد لإعلان تشكيل المجلس، ونحن نعلم أنّ هدف الاعتقال إفشال العمل النقابي الذي تُشرّعه القوانين الفلسطينية والدولية وهو حقٌّ مشروع للطلبة"، مشيرة إلى أنّ العائلة أبلغت المحامين وهيئات حقوق الإنسان بما جرى بهدف الاطمئنان على صحته بعد تعرضه لضرب وحشي.

وتعرّض عبد المجيد لاعتقالات سابقة، فاعتقله الاحتلال مطلع عام 2020 لمدة شهر، وأعاد اعتقاله في مارس/ أذار 2021 لمدة عام، كذلك تعرض لاعتقال ثالث في مايو/ أيار 2022 لمدة ثلاثة أشهر، وتعرَّض لملاحقات عديدة من أجهزة أمن السلطة.

حملة شرسة

وأوضح منسق الكتلة الإسلامية بجامعة بيرزيت أسامة أبو عيد أنّ الاعتقالات التي جرت طالت الطلاب عبد المجيد حسن ويحيى فرح وعبد الغني فارس وعبد الله أبو قياص وجميعهم من كوادر الكتلة بالجامعة.

وقال أبو عيد لصحيفة "فلسطين": إنّ "الكتلة الإسلامية تعرّضت لحملة لم يحدث لها مثيل من قَبل بعد فوزها بالانتخابات، بهدف كسر عزيمة أبناء الكتلة والانتقام منهم"، مؤكدًا أنّ الاعتقالات والتعذيب والتهديدات لن تكسر أبناء الكتلة بل ستُقوّيهم.

وأوضح أنّ أبناء الكتلة يتعرضون لملاحقة مستمرة من الاحتلال والسلطة، ويتم اعتراضهم بالطرق وفي السيارات واقتحام بيوتهم كما جرى مع رئيس مجلس الطلاب حسن، فضلًا عن إعاقة دراستهم وحياتهم الاجتماعية، واستمرار ملاحقتهم والاعتداء عليهم وتعذيبهم.

وعدّ اعتقال حسن مساسًا مباشرًا بجامعة بيرزيت بشكل مباشر من أجهزة الأمن كونه يمثل 15 ألف طالب وهو ما يتطلب من الجامعة موقفًا واضحًا، لافتًا إلى أنّ الكتلة لم تتوقع اعتقاله نظرًا لشخصيته الوحدوية.

وحول تأثير الكتلة على تشكيل المجلس، أكد أبو عيد أنّ حسن سيبقى رئيسًا للمجلس، وأنّ الكتلة ستعمل بكل جهدها للإفراج عنه والتواصل مع المؤسسات الحقوقية للضغط على أجهزة أمن السلطة.

وفازت الكتلة الإسلامية الذراع الطلابي لحركة حماس، في 24 مايو/ أيار الماضي، بانتخابات مجلس طلبة جامعة بيرزيت بفارق 942 صوتًا عن كتلة الشهيد ياسر عرفات التابعة لحركة فتح، بواقع 25 مقعدًا، و20 مقعدًا للكتلتين على التوالي، وذلك بعد أسبوع من فوزها بانتخابات مجلس الطلاب بجامعة النجاح الوطنية وحصلت الكتلة الإسلامية على 40 مقعدًا، مقابل 38 مقعدًا للشبيبة الفتحاوية، وهي أول انتخابات تنعقد بعد غياب استمر ست سنوات.
ويُعدُّ الفوز بجامعة بيرزيت مقياسًا يعكس مزاج الشارع الفلسطيني وميزان القوى السياسية فيه، ويُمثّل استفتاءً شعبيًّا على خيار المقاومة.

ومنذ تحقيق الكتلة فوزها في انتخابات مجلس طلبة الجامعة صعّدت أجهزة أمن السلطة حملة اعتقالاتها السياسية بحقّ كوادرها الطلبة، وهذا ما يفسره الكاتب والمحلل السياسي عمر عساف بأنه ارتباك تعاني منه السلطة.

وقال عساف لصحيفة "فلسطين": إنّ "السلطة تريد الديمقراطية مسألة استخدامية، تستخدمها في حال خدمت أغراضها وتتعامل معها، وفي حال لم تخدمها تلغيها كما فعل رئيس السلطة محمود عباس بإلغاء الانتخابات الرئاسية والتشريعية قبل عامين".

ورأى أنّ السلطة لا تستخلص الدروس والعبر، وتُراهن على الأمن وتظنُّ أنه بمزيد من القمع والتضييق والاعتقالات تُعزّز وجودها.