فلسطين أون لاين

موسكو أسقطت طائرة سويدية وأشعلت أزمة.. لهذا السبب

...

مع نهاية الحرب العالمية الثانية وانتصار الحلفاء، عاش العالم على وقع بداية الحرب الباردة بين المعسكرين الغربي، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، والشرقي الذي تزعمته موسكو عقب إرسائها لأنظمة شيوعية موالية لها بعدد من دول وسط وشرق أوروبا.

وفي خضم هذا النزاع بين المعسكرين الشرقي والغربي، حبذت السويد النأي بنفسها عن هذا الخلاف مفضلة بذلك اعتماد سياسة الحياد والابتعاد عن الحروب التي اعتمدتها منذ أكثر من 100 عام حيث مثلت الحرب السويدية النرويجية عام 1814 آخر نزاع عسكري شاركت به ستوكهولم.

معلومات استخباراتية

وعلى رغم سياسة الحياد المعتمدة، أبرمت السويد أواخر الأربعينات اتفاقية سرية مع واشنطن وعدت من خلالها بتقديم معلومات استخباراتية للأميركيين حول الاتصالات والمواقع السوفيتية بمياه البلطيق.

وبموجب ذلك، حلقت بين الفينة والأخرى طائرات سويدية من نوع "دوغلاس دي سي 3"، مجهزة بأجهزة تجسس أميركية، فوق بحر البلطيق للتجسس على المكالمات السوفيتية وتصوير عدد من المواقع داخل أراضي الاتحاد السوفيتي.

في مقابل هذه المعلومات، قدمت الولايات المتحدة أسلحة وعتاداً عسكرياً للسويديين لتعزيز قدراتهم الدفاعية.

ومع تزايد الشكوك حول الطلعات الجوية السويدية، نشرت الصحف السوفيتية مقالات انتقدت فيها دور السويد واتهمتها بالتنكر لسياسة الحياد عن طريق نقل معلومات لدول حلف الناتو.

أزمة دبلوماسية

وفي 13 يونيو/حزيران 1952، فقدت السويد الاتصال بإحدى طائراتها فوق بحر البلطيق. ومع بداية عمليات البحث والتحري، لم يتمكن السويديون من العثور على حطام الطائرة.

في المقابل، تم العثور على قارب نجاة مطاطي مليء بثقوب أحدثتها رصاصات مجهولة المصدر، وقد أسفر هذا الحادث حينها عن فقدان طاقم الطائرة السويدية المقدر عددهم بثمانية أفراد.

وبالساعات التي تلت الحادثة، أصدر الاتحاد السوفيتي بيانا رسمياً أعلن من خلاله عن عدم امتلاكه لأية معلومات عما حصل مؤكداً عدم ضلوعه بعملية إسقاط الطائرة السويدية.

وبعد مضي 3 أيام، شاركت طائرتان سويديتان من نوع كاتالينا (Catalina) بعملية بحث حاولتا من خلالها تحديد موقع حطام الطائرة المفقودة.

وفي خضم عملية البحث، استهدفت إحدى الطائرتين من قبل طائرات حربية سوفيتية وأجبرت على النزول بشكل طارئ على مقربة من إحدى السفن التجارية التابعة لألمانيا الغربية.

وبفضل ذلك، نجى طاقم هذه الطائرة، المكون من 5 أفراد، من الموت.

روسيا تعترف

إلى ذلك أثارت حادثة استهداف الطائرة كاتالينا أزمة دبلوماسية بين موسكو وستوكهولم. وبالأيام التالية، تحدث المحققون السويديون عن استهداف الطائرة "دوغلاس دي سي 3"، المفقودة، من قبل طائرات "ميغ 15" سوفيتية.

وانتظر السويديون سقوط الاتحاد السوفيتي للحصول على الحقيقة، وفعلاً في عام 1991، اعترفت روسيا بشكل رسمي باستهداف طائرات "ميغ 15" للطائرة السويدية "دوغلاس دي سي 3".

وفي بيان الاعتراف، أكدت موسكو على اقتراب الطائرة السويدية عام 1952 من بارجة حربية سوفيتية دون دخول المياه الإقليمية للاتحاد السوفيتي.

المصدر / وكالات