أكدت عائلات طلبة الكتلة الإسلامية بجامعة بيرزيت في مدينة رام الله، أن أبنائها المعتقلين لدى أجهزة أمن السلطة تعرضوا لتعذيب شديد في مختلف أنحاء جسدهم من قبل المحققين في سجونها.
وأفادت عائلات في أحاديث منفصلة لـ"فلسطين"، بأن طبيب المحكمة أثبت وجود آثار لتعذيب مختلفة في أجساد أبنائهم نتيجة التحقيق معهم وضربهم بعد اختطافهم من قبل أجهزة أمن السلطة قبل أسبوع.
واعتقلت أجهزة أمن السلطة عدد من أعضاء الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت بعد أيام من إعلان انتخابات مجلس طلبة الجامعة، وأخضعتهم لتحقيق قاسِ، ووجهت لهم تتهم تتعلق بعملهم النقابي.
واحتجاجًا على استمرار أجهزة أمن السلطة اعتقال أعضاء الكتلة الإسلامية، أعلن مجلس طلبة الجامعة الدخول في اعتصام للمطالبة بالإفراج عن الطلبة.
وتؤكد والدة المعتقل الطالب عبد الغني فارس، أن ابنها المعتقل في سجون السلطة منذ أكثر من أسبوع، تعرض لمختلف أشكال التعذيب من قبل أمن السلطة خلال اعتقاله.
وتقول أم عبد الغني في حديثها لـ"فلسطين": "تعرض ابني للاختطاف عند عودته من جامعة بيرزيت إلى جانب يحيى فرح، خلال وجوده داخل سيارة، حيث أوقفت قوة تابعة لأجهزة أمن السلطة تلك السيارة وقاموا باختطافهم".
ويضيف: "بعد اعتقال عبد الغني لم تصلني أي معلومات من قبل أجهزة أمن السلطة عنهم، أو حتى يسمح لأي أحد سواء محامين أو أي وسطاء من أجل زيارتهم أو الاطمئنان على صحتهم، وهو آثار حالة من الخوف لدينا على صحتهم".
وتوضح أن أجهزة أمن السلطة أحضرت الخميس الماضي ابني إلى جانب زملاؤه إلى محكمة رام الله، وكانوا غير قادرين على المشي بسبب تعرضهم للضرب والتعذيب والذي كان ظاهرًا على أجسادهم
وتبين أن ابنها تعرض للتهديد من قبل المحققين في حالة تحدث لقاضي عن تعرضه للتعذيب، وهو ما جعل محاميه يطلب من القاضي الكشف عنه وعرضه لطبيب للتأكد من سلامته.
وتشير إلى أن المحكمة قررت تمديد اعتقاله ابنها إلى 5 أيام، بتهم تتعلق بنشاطه داخل الكتلة الإسلامية بجامعة بيرزيت.
وحملت أم عبد الغني أجهزة أمن السلطة المسؤولية الكاملة عن حياة ابنها، مطالبة إياها بسرعة الإفراج عنه، كون التهم التي وجهت له تتعلق بعمله النقابي داخل الجامعة وليس على أي خلفية جنائية.
كذلك، تؤكد والدة الطلب المعتقل السياسي يحيى فرح، أن عائلتها تعيش حالة من القلق على حياة ابنها بسبب تعرضه للتعذيب القاسِ داخل سجون السلطة بعد مرور أسبوع كامل على اعتقاله.
اقرأ أيضاً: ممثل كتلة بيرزيت: الاعتقالات السياسية لن تثنينا عن خدمة طلبة الجامعة
وتقول أم يحيى لـ"فلسطين": "لم تسمح لنا أجهزة أمن السلطة زيارة يحيى منذ اعتقاله قبل أكثر من أسبوع، وفقط كان اللقاء الأول بعد اعتقاله خلال وجوده بالمحكمة الخميس الماضي".
وتضيف: "أصيبت بحالة من الصدمة بعد رؤية ابني يحيى خلال وجوده بالمحكمة بسبب آثار التعذيب التي كانت ظاهرة على جسده، وعدم قدرته على الوقوف أو المشي بسبب شدة ما تعرض له".
وتوضح أن القاضي قرر الإفراج عن ابني يحيى، ولكن أجهزة أمن السلطة رفضت تنفيذ قرار المحكمة في تحدِ واضح لها.
بدوره، يؤكد الناشط الطلابي يحيى القاروط ، الرئيس السابق لمجلس طلبة جامعة بيرزيت يحيى القاروط، أجهزة أمن السلطة اعتقلت 3 من كوادر الكتبة بالجامعة، واخضعتهم لتحقيق قاسِ.
ويقول القاروط في حديثه لـ"فلسطين" :"تعرض الشباب الثلاثة لتعذيب من قبل المحققين، وهو ما ظهر خلال عرضهم أمام المحكمة الخميس الماضي، حيث طلب القاضي من طبيب شرعي الكشف عنهم".
ويضيف القاروط: "الطبيب كشف عن الشباب الثلاثة وأثبت تعرضهم للتعذيب، مع عدم قدرته على المشي، ووجود تهديد على حياتهم في حالة استمرار التعذيب".
ويبين القاروط، أن قاضي المحكمة أصدر قرارً بالإفراج عن المعتقل السياسي يحيى فرح، ولكن أجهزة أمن السلطة رفضت تنفيذ قرار إخلاء السبيل.
ويشير إلى أن مجلس طلبة جامعة بيرزيت بدأت السبت الماضي في اعتصام داخل الجامعة احتجاجًا على اعتقال عدد من كوادر الكتلة، والضغط على إدارة الجامعة من أجل إصدار بيان تؤكد فيه وقوفها إلى جانب الطلبة ورفض الاعتقال السياسي.
يشار إلى أن "الكتلة الإسلامية"، فازت في مايو الماضي، في انتخابات مجلس طلبة جامعة "بير زيت" بحصولها على أربعة آلاف و481 صوتاً، مقابل ثلاثة آلاف و539 لحركة "الشبيبة الطلابية" التابعة لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح".
وحصلت "الكتلة الإسلامية" على 25 مقعداً من مقاعد المؤتمر العام البالغة 51 مقعداً، فيما حصلت "الشبيبة" على 20 مقعداً، و"القطب الطلابي التقدمي" التابع للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على ستة مقاعد.