تعيش مدينة القدس المحتلة، والمقدسات الإسلامية فيها هذه الأيام الأحداث نفسها التي عاشتها المدينة ومقدساتها إبان اندلاع "ثورة البراق" أواخر عشرينيات القرن الماضي، من محاولات لتهويد المدينة، وتقسيم المسجد الأقصى من سلطات الاحتلال.
واندلعت ثورة البراق في أغسطس 1929، حين واجه المواطنون محاولات اليهود للوصول إلى ساحة البراق والاحتفال بما سمَّوه "ذكرى تدمير هيكل سليمان" المزعوم، إبان حكم الاحتلال البريطاني في فلسطين.
وواجه الاحتلال البريطاني الثوار بالقمع والقتل، وأقدم على إعدام ثلاثة مشاركين في الثورة وهم محمد جمجوم، وفؤاد حجازي، وعطا الزير، يوم 17 يونيو 1930.
وفي الذكرى الـ93 لإعدام أبطال "ثورة البراق"، لا يزال يواجه الفلسطينيون محاولات الاحتلال لتهويد مدينة القدس والمسجد الأقصى، بكل الوسائل المتاحة لديهم.
مدير مركز القدس الدولي، حسن خاطر، يؤكد أن شهداء ثورة البراق دشنوا الدفاع عن المسجد الأقصى في مرحلة الاستعمار البريطاني، بالمشاركة في الثورة ومواجهة الاحتلال في حينها.
اقرأ أيضًا: 94 عامًا على ثورة البراق.. ما أشبه اليوم بالبارحة
ويقول خاطر في حديثه لـ"فلسطين": "منذ ذلك اليوم وأبناء هؤلاء الشهداء وأهالي مدينة القدس المحتلة يتعاقبون في مواجهة مخططات تهويد الاحتلال للمدينة المقدسة، ويتعرضون أيضًا للقتل والقمع من الاحتلال الإسرائيلي".
ويوضح خاطر أنه في "ثورة البراق" كانت بداية المحاولة من اليهود بدعم بريطاني للسيطرة على ساحة البراق، وبعد تلك السنوات أصبحت الساحة في يد الاحتلال، إذ منع الفلسطينيين من الدخول إليها.
ويشير إلى أن الاحتلال وبعد سنوات من إعدام شهداء "ثورة البراق"، يقاتل حاليًا من أجل إيجاد موضع قدم داخل المسجد الأقصى المبارك، خاصة في ظل وجود قوة له في مدينة القدس المحتلة.
ويضيف خاطر: "يحاول الاحتلال تحقيق مكاسب في هذه الأيام، بالاستحواذ على أجزاء كبيرة من المسجد الأقصى عبر استخدام القوة، واستثمار كل الشائعات والأكاذيب الذي بثها على مدار عشرات من السنين".
ويبين أن سلطات الاحتلال تريد إحداث تخريب وأضرار كبيرة بالمسجد الأقصى، خاصة في ظل وجود حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة، وسعي الحركة الصهيونية للسيطرة عليه.
اقرأ أيضًا: 93 عامًا على "ثورة البراق".. القدس لا تزال تحترق بتهويدٍ إسرائيلي
ويشدد على أن محاولات الاحتلال المستمرة ضد المسجد الأقصى تتطلب استنفارًا فلسطينيًا وعربيًا وإسلاميًا من أجل حماية الأقصى لأنه يدخل أكبر مرحلة خطرة في تاريخه.
من جهته يؤكد المختص في شؤون القدس د. أنس المصري، أن إعدام الاستعمار البريطاني لأبطال "ثورة البراق" جاء بعد محاولتهم مواجهة انتهاكات اليهود بحق المسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة، ومحاولات تهويدها.
ويقول المصري في حديث لـ"فلسطين": "المسجد الأقصى مفجر لأي ثورة، والشعب الفلسطيني يستطيع عرقلة خطط الاحتلال بتهويده ومحاولات تقسيمه، كما فعل في ثورة البراق".
ويبين أن مدينة القدس والمسجد الأقصى يمران في الأيام الحالية بمرحلة عصيبة، نتيجة تراكم مساعي التهويد من سلطات الاحتلال، ومحاولات التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، وزيادة الاستفراد بالمرابطين.