أكد المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب أنّ مخطط الاحتلال الإسرائيلي لتقسيم المسجد الأقصى، وتغيير الهوية الإسلامية لمدينة القدس هو أولوية لحكومة الاحتلال الإسرائيلي، وأذرعها التهويدية من الجماعات المتطرفة، وما يعيق تحويل القدس عاصمة لـ(إسرائيل) واليهود هو المعالم الإسلامية الموجودة في المدينة.
وقال أبو دياب في ندوة حوارية نظّمها مركز الدراسات السياسية والتنموية، عبر تقنية الزووم مساء أمس الجمعة: "إنّ الاحتلال يعمل حاليًّا على إخفاء هذه المعالم الإسلامية من المدينة المقدسة، وتشويشها بالحفريات والأنفاق وأعمال الهدم للمنازل الأثرية القديمة".
اقرأ أيضًا: باحث مقدسي: مخطط "هيلفي" لتقسيم الأقصى خطوة على طريق تهويده وبناء الهيكل
وأضاف: "خلال العشر سنوات الماضية رصد الاحتلال ميزانية 52 مليار دولار لتهويد المدينة، وتغيير معالمها حسب مخططهم إلى (أورشليم)، من خلال توسعة باب المغاربة، وإزالة الجسر الخشبي ومحاولة الاستيلاء على باب الرحمة وفتحه، وتحويله لكنيس وزيادة ساعات الاقتحام".
وأكد أنّ كل محاولات التهويد حتى اللحظة لم تنجح بسبب ردات الفعل الشعبية التي تخيف الاحتلال ويحسب لها حساب، وأنّ المسجد الأقصى له مكانة في قلوب المقدسيين وهو ليس مثل المسجد الإبراهيمي.
وشدّد أبو دياب أنّ الوزير الإسرائيلي عن حزب الليكود "عاميت هاليفي" يحمل الفكر المتطرف وعرّاب اقتحامات الأقصى بالإضافة إلى 16 وزيرًا في حكومة الاحتلال يؤمنون بفكرة تغيير هوية القدس، بالتعاون مع "موشي ليون" رئيس بلدية القدس يخططون لاقتطاع 100 دونم من المسجد الأقصى لليهود وفتح كل الأبواب.
وتابع: "الخطة تنض على إبقاء 41 دونمًا للمسلمين في الناحية الجنوبية وتشمل المسجد القبلي، وأن يكون باب المغاربة مفتوحًا للمستوطنين واليهود وفتح باب الرحمة وتهيئة مصلى الرحمة كمكان للوقوف فيه وأداء الصلوات التلمودية، واعتباره من مرافق الهيكل للتطهير اللفظي لليهود.
وشدد أبو دياب على أنّ المخطط خطير جدًّا لأنه انتقل من فكرة الجماعات المتطرفة والبالغ عددها 26 جماعة إلى الجهات الرسمية لتنفيذيه، والعمل الآن أصبح بشكل رسمي من قبل الحكومة، فالمخطط الآن جاهز للتنفيذ، ويعطي 103 دونمات لليهود في باحات المسجد الأقصى، ويبقي 41 دونمًا للمسلمين.
وأوضح أنّ الاتفاقيات بين الاحتلال والدول العربية (اتفاقيات أبرهام) وخاصة البند رقم (11) يتحدث بأن يكون المسجد الأقصى للجميع وليس للمسلمين، مشيرًا إلى أنّ جميع الزعماء وقّعوا على هذه الاتفاقيات ومن هنا بدأ التقسيم، لأنه طالما أنّ المسجد الأقصى للجميع إذًا: "لا ما نع من تقسيمه".
وأوضح أنّ الاحتلال قام بتسريب المخطط للإعلام لمعرفة ردة فعل الشارع الفلسطيني؛ لكن للأسف ردة الفعل غير موازية لهذا المخطط الخطير، فالاحتلال دائمًا إذا وجدت الفكرة لديه يرصد الميزانية لها ويُنفّذها، وما يقوم به الآن من أعمال أخرى لتشتيت الانتباه، فالعقلية الصهيونية تتدرج في تنفيذ المخططات الرامية إلى تغيير الوضع القائم.
وشدّد الناشط المقدسي على أنّ الصمود والثبات الفلسطيني في القدس يُفشِل مخططات الاحتلال وما حادثة البوابات الإلكترونية عنا ببعيد، وقال: "إذا لم تكن هناك ردّات فعل حقيقية فالأقصى، خاصة مع وجود وزراء متطرفين في حكومة الاحتلال، والكثير من الهجمات والاعتداءات زادت في الآونة الأخيرة بسبب ما يقدمونه من غطاء للمستوطنين".
وأوضح أنّ الاحتلال في الفترة الحالية يُخطّط لإرضاء الوصاية الأردنية بتجميد مؤقت للمشروع، وقد يقوم بفتح باب السلسلة أو باب الأسباط لإرضاء المستوطنين.
وأَضاف: "في منطقة سلوان يوجد بركة يتم تهيئتها لتكون مطهرات للمستوطنين، من منطقة باب العامود حتى المقبرة اليوسفية، وهناك أعمال تهويدية لتغيير معالم المنطقة، وقطع الطريق على المركبات الفلسطينية التي تصل باب العامود، وهناك أعمال تهويدية بين باب المغاربة وحارة الداهودية، حيث رصدنا 217 حفرية في محيط الأقصى لتغيير معالمه وتهويده.
وأضاف: "إنّ نصرة القدس والمقدسات تراجعت لدى الأمتين العربية والإسلامية"، وشدّد على أهمية الرباط في الأقصى، وطالب بتخصيص يوم في الأسبوع لنصرة القدس، وإعادة فكرة نصرة القدس إلى عقول وأذهان الشعوب، فما تجرأ الاحتلال على الأقصى إلا لأنه هان على الأمة، مؤكدًا أنّ إزالة الاحتلال تبدأ بنصرة المسجد الأقصى والدفاع عنه.
وختم أبو دياب حديثه بالقول: "إنّ إيصال الرسائل للاحتلال مهم جدًّا، وردة الفعل يجب أن تكون موازية للمخطط الخطير، فالاحتلال يخاف من ردّات الفعل، وقام بوقف مشاريع تهويدية سابقًا بسبب ردّات الفعل الغاضبة، والشواهد كثيرة على ذلك.