قالت بلدية محلّة الغبيري جنوب بيروت: إنّ مديرة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في لبنان "دوروثي كلاوس" ألقت على اللاجئين الفلسطينيين مسؤولية تأمين رفع كُلفة النفايات من المخيمات.

جاء ذلك، في بيان أصدرته البلدية، أمس، بعد اتصال هاتفي تلقّته من "كلاوس".

وانتقدت البلدية رد "أونروا" ووصفته بـ"غير المتوقع" ولا سيّما أنّ اجتماعًا عُقد بتاريخ 13 حزيران/ يونيو الجاري بين رئيس البلدية معن خليل والمديرة كلاوس، بحثا خلاله تأجيل تنفيذ قرار البلدية بوقف ترحيل النفايات من مخيمي برج البراجنة وشاتيلا، الذي كان مقررًا يوم 15 من الشهر الجاري وتأجيله إلى 25 من الشهر ذاته.

ووضعت حينها بلدية الغبيري شروطًا لتأجيل تنفيذ القرار، وهي: السعي لإيجاد حلول مالية لتغطية كلفة رفع النفايات عن عاتق البلدية، وتنظيم زيارة لوفود الدول المانحة المشاركة في اجتماع بيروت يومي 21 و22 حزيران للاطلاع على الواقع الصحي والبيئي لمخيمي صبرا وشاتيلا.

وأشارت البلدية إلى أنها ستعقد اجتماعًا يوم الاثنين 19 حزيران مع الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية في المخيمين والجمعيات الأهلية الفلسطينية، لاتخاذ القرارات والتحركات المناسبة بمواجهة هذا الرد الجائر والتقصير الفادح من "أونروا" ووقف معاناة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان من جراء هذه السياسة.

اقرأ أيضًا: تلويح وزير لبناني بقطع الكهرباء عن المخيمات يثير استياء اللاجئين الفلسطينيين

وأكدت البلدية استمرار التنسيق والتحرك المشترك بين البلدية والجهات الفلسطينية في المخيمات على أن يخرج الاجتماع المقرر عقده بالاتفاق على سلسلة من التحركات لوضع حدٍّ لسياسة المماطلة والتسويف المتبعة.

الجدير ذكره، أنّ مخيمي برج البراجنة وشاتيلا، يقعان ضمن النطاق البلدي لبلدية الغبيري، ودرجت العادة منذ عقود، أن تتولى البلدية مسؤولية ترحيل النفايات من نطاقها البلدي، دون الحديث عن تكاليف ماديّة.

يشار إلى أنّ البلدية كانت قد طلبت أن تساهم الوكالة في تكاليف رفع النفايات ونقلها، لكونها المسؤولة عن توفير الخدمات للاجئين الفلسطينيين، فيما لم تعد البلدية قادرة على تحمُّل التكاليف التي تفوق 5 آلاف دولار يوميًّا لرفع وترحيل النفايات.

مسؤولية مشتركة

وأكد مسؤول اللجان الأهلية في المخيمات الفلسطينية بلبنان محمد الشولي، أنّ مشكلة تكدُّس النفايات أمام مخيمَي برج البراجنة وشاتيلا، قديمة جديدة وتُلقي بظلال سلبية على اللاجئين المقيمين هناك.

وحمّل الشولي في حديث مع صحيفة "فلسطين" بلدية الغبيري ووكالة "أونروا" المسؤولية عن تلك المشكلة، داعيًا إياهما للعمل على حلها في أسرع وقت ممكن من أجل حماية اللاجئين واللبنانيين المقيمين هناك من الإصابة بالأمراض.

وقال: إنّ مشكلة تكدُّس النفايات قديمة جديدة وخلال السنوات الماضية كانت البلدية و"أونروا" تتوصلان لتفاهمات لجمعها وعدم تكدُّسها بالقرب من مخيمات اللجوء.

وأشار إلى أنّ المشكلة لا تتعلق باللاجئين وحدهم بل إنّ عائلات لبنانية تعيش بالقرب من المخيمَين.

وأرجع الشولي، أسباب ظهور تلك المشكلة من جراء التكلفة المرتفعة التي تفرضها شركة "سيتي بلو" لجمع وترحيل النفايات.

وحذّر من تأثير تكدُّس النفايات على اللاجئين وانتشار القوارض والحشرات وانبعاث الروائح الكريهة وإصابة اللاجئين واللبنانيين الذين يعيشون في تلك المنطقة بأمراض عديدة.

ودعا الشولي، بلدية الغبيري و"أونروا" والفصائل الفلسطينية لعقد اجتماع فوري وعاجل للقضاء على تلك المشكلة من جذورها وعدم تكرارها.

يُقدّر عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان نحو 200 ألف لاجئ، يقيمون في 12 مخيمًا و156 تجمعًا، وفق إحصائيات رسمية.