فلسطين أون لاين

أهالي "نهر البارد" يطالبون "أونروا" بإكمال إعمار مخيمهم وصرف مستحقاتهم

...
الأونروا أعادت إعمار جزء من المخيم وأبقت على جزء كبير (أرشيف)
بيروت-غزة/ محمد أبو شحمة:

طالب أهالي مخيم "نهر البارد" للاجئين الفلسطينيين، شمالي لبنان، إدارة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بسرعة إكمال إعادة إعمار مخيمهم، وتوزيع المساعدات المالية الشهرية قبل عيد الأضحى المبارك.

وأشار الأهالي إلى أن هناك أجزاء من المخيم، خاصة البلوك 45، ما زالت بحاجة إلى إعادة إعمار، بعد الاشتباكات التي وقعت في عام 2007 بين الجيش اللبناني وجماعة "فتح الإسلام" التابعة لتنظيم "القاعدة".

ويقع مخيم نهر البارد، بالقرب من ميناء مدينة طرابلس، شمالي لبنان، وتأسس عام 1949، ويضم 30 ألف فلسطيني، بواقع 1500 عائلة.

ونشرت وكالة "أونروا" أرقامًا تكشف أن عمليات استكمال إعادة إعمار مخيم "نهر البارد" تتطلب 31 مليون دولار، لا يتوفر منها 8 ملايين فقط، وهو مبلغ غير كافٍ لإكمال العمليات، ما قد يضطر "أونروا" إلى وقف نهائي لعمليات إعادة الإعمار.

تأخير مستمر

وأكد مسؤول الحراك الشعبي في مخيم نهر البارد، حسام شعبان، أن أهالي المخيم يناشدون إدارة "أونروا" في لبنان بضرورة إعادة إعمار المناطق المتضررة في المخيم، مشيرًا إلى أنه لا يزال هناك أجزاء من المخيم تحتاج إلى إعادة البناء والترميم.

وأضاف شعبان لصحيفة "فلسطين" أن هناك مطالب أخرى لديهم، تتعلق بزيادة الدعم المقدم للعائلات التي لا تزال مهجرة من منازلها، خاصة مع تصاعد الضغوط الاقتصادية التي يواجهها البلد المضيف.

وأشار إلى أن أهالي "المخيم الجديد" في نهر البارد قدموا مطالبات لإدارة وكالة "أونروا" بدفع تعويضات مالية لأصحاب البيوت المهدمة، فضلًا عن تقديم بدلات لاستبدال الأثاث المفقود جراء الدمار الذي لحق بمنازلهم.

ووجه شعبان انتقادات لإدارة وكالة "أونروا"، محملةً إياها المسؤولية عن التأخير المستمر في عمليات إعادة الإعمار بصفتها الجهة المنفذة للمشروع.

وبيّن أن الأسباب التي تتذرع بها "أونروا" لتبرير تأخر الإعمار غير صحيحة، مشيرًا إلى أن الأموال المخصصة لهذا الغرض كانت متاحة على مدار السنوات الـ١٦ الماضية، ولم تستخدم في عمليات إعادة الإعمار.

وأضاف أن إدارة وكالة "أونروا" لا تبذل الجهود الكافية لتذليل العقبات الموجودة وتسهيل عمليات الإعمار، مثل الآثار والمناطق شديدة الانحدار، بزعم أن مؤسسات الدولة هي التي تعيق الإعمار. 

وشدد شعبان على أن لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني أكدت استعداد جميع المؤسسات الحكومية اللبنانية للتعاون وتسهيل عملية الإعمار، معتبرًا أن الكرة في ملعب "أونروا" التي لم تظهر جهوزية مقبولة لإتمام عمليات الإعمار، بما في ذلك إنجاز التصاميم الهندسية المطلوبة.

استياء واسع

من جهته، أكد مدير الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين، علي هويدي، أن عملية إعادة إعمار مخيم نهر البارد تسير ببطء شديد جدًا، بسبب الإجراءات المعقدة المتبعة من إدارة "الأونروا".

وقال هويدي لصحيفة "فلسطين": "كان من المفترض إعادة إعمار مخيم نهر البارد، بعد ثلاث سنوات من وضع حجر الأساس، ولكن بعد مرور 17 عامًا لم يحدث الإعمار".

وأضاف: أن "هناك مشكلة مستجدة في بلوك 45 في المخيم، حيث توجد مشاكل كبيرة في التربة وبعض الآثار، إضافة للحاجة إلى استخدام خرسانة قوية في عملية الإعمار".

وشدد على ضرورة إزالة جميع العوائق التي تحول دون إعادة إعمار بلوك 45، والذي يضم 78 عائلة، خاصة أن المبلغ المالي المخصص لهذا البلوك مرصود.

وأشار إلى أن التأخير الطويل في عملية إعادة إعمار مخيم نهر البارد تسبب بحالة استياء واسعة بين أهالي المخيم، خاصة أن العائلات التي تركت المخيم زاد عدد أفرادها وبحاجة للعودة إلى بيوتها.

وحذّر هويدي من أن هناك خشية من عدم وجود مبالغ كافية لدى إدارة "أونروا" لإكمال إعادة إعمار المخيم، خاصة أن ميزانية الإعمار تأتي ضمن ميزانية المشاريع لدى الوكالة.

ويُقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بنحو 200 ألف لاجئ، يتوزعون على 12 مخيمًا، وفق تقديرات الأمم المتحدة.