يوافق اليوم 12 يونيو/ حزيران، الذكرى التاسعة على أسر كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، لثلاثة من جنود الاحتلال في مدينة الخليل.
ففي الثاني عشر من يونيو عام 2014م، فقد جيش الاحتلال آثار ثلاثة من جنوده بالضفة الغربية المحتلة، ليكتشف بعد أيام أنهم في قبضة كتائب القسام.
المجموعة القسامية كانت تضم الشهيدين القساميين مروان القواسمي وعامر أبو عيشة، وقد نجحت بأسر ثلاثة جنود صهاينة بعد أيام من الرصد والمتابعة، عبر سيارة مجهزة لذلك، ووفقًا لما أعلنته القسام فقد أجهز المجاهدون لظرف طارئ على الجنود الأسرى، وأخفوا جثثهم في أرض شمال غرب حلحول جنوب الضفة.
وفي محاولة من الاحتلال العثور على جنوده وتحريرهم، شنَّ حملة اعتقالات ومداهمات واسعة في الضفة الغربية المحتلة للبحث عن الجنود الثلاثة "إيال يفراح" و"غيلعاد شاعر" و"نفتالي فرينكيل"، وخلال هذا العدوان على الضفة الغربية استُشهد خمسة مواطنين، فيما اعتُقل أكثر من 530 آخرين.
وبمساعدة من أجهزة السلطة في الضفة الغربية، عثر الاحتلال على جثث جنوده القتلى بعد 18 يومًا من إخفائها، وعلى إثر ذلك شنَّ عملية مطاردة واسعة للقساميّين عامر أبو عيشة ومروان القواسمي، ليرتقيا في الثالث والعشرين من سبتمبر شهيدين في اشتباك مسلَّح، بعد أشهر من المطاردة.
اقرأ أيضًا: عائلتا القواسمة وأبو عيشة تعيشان في فُوهة الانتقام
في حين حكمت محكمة "عوفر" العسكرية الصهيونية في السادس من يناير عام 2015 على الأسير حسام القواسمي، الذي اعتُقل قبل العثور على جثامين المستوطنين، بالسجن الفعلي لثلاثة مؤبَّدات.
وفي فيديو سابق نشرته كتائب القسام حول العملية، أكدت أنّ عمليات الأسر مستمرة حتى يكتب لها النجاح الكامل، مشدَّدة على أنّ عملية الأسر تلك أربكت حسابات الاحتلال وأجهزة أمنه.
وتضع حركة حماس وجناحها العسكري كتائب القسام قضية تحرير الأسرى على سُلَّم أولوياتها وتولي ذلك اهتمامًا بالغًا، فنفّذت الحركة منذ انطلاقتها قبل 35 عامًا وحتى اليوم العشرات من عمليات الأسر نجحت في العديد منها وحالت ظروف الميدان دون نجاح بعضها، وكان في معظمها التركيز على خطف جنود صهاينة.
عملية الخليل البطولية كانت إحدى عمليات الأسر التي نفّذتها كتائب القسام، والتي كان أبرزها عملية الوهم المتبدّد والتي أسرت فيها الجندي جلعاد شاليط، وتوّجت لاحقًا بصفقة وفاء الأحرار والتي أرغمت خلالها الاحتلال على الإفراج عن 1027 أسيرًا جُلّهم من أصحاب الأحكام العالية.
ولا تزال كتائب القسام تُحكِم قبضتها على أربعة أسرى صهاينة أسَرتهم في غزة، وهم: شاؤول آرون، وهدار غولدن، وأفيرا منغستو، وهشام السيد، ومرارًا أكدت حركة حماس عبر قياداتها ولا سيَّما رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية أنّ الحركة لن تتردَّد في أسر مزيد من الجنود في أيّ مواجهة قادمة، وأنّ ما لديها من أسرى لن يذوقوا طعم الحرية ما لم يذقها أسرانا في سجون الاحتلال.