على الرغم من أهمية البنوك الإسلامية في فلسطين والحاجة الضرورية للتوسع بها فإن مراقبين اقتصاديين يرون أن عددها لا يزال محدوداً مقارنة بالبنوك التجارية الأخرى، وأن الخدمات المالية المقدمة ضئيلة، والضمانات المتاحة أمام العملاء معقدة، ما يحول دون توسع نطاق تلك البنوك، وزيادة جلب الودائع والاستثمارات إليها.
ويقصد بالمصرفية الإسلامية أو الصيرفة الإسلامية النظام أو النشاط المصرفي المتوافق مع الشريعة الإسلامية. وقد تم إنشاء أول مصرف إسلامي في دبي أوائل سبعينيات القرن الماضي، ثم أُنشئ العديد من المصارف الإسلامية بعد ذلك التي بلغت حوالي 500 مصرف في جميع أنحاء العالم، من أشهرها مصرف فيصل الإسلامي ومصرف دبي الإسلامي.
وتُعد البنوك الإسلامية في فلسطين حديثة النشأة، حيث شرع عملها بعد تأسيس سلطة النقد في عام 1995.
وتعمل خمسة بنوك إسلامية في السوق الفلسطيني من أصل 15 مصرفا محليا ووافدا، وهي: البنك الإسلامي الفلسطيني، والبنك الإسلامي العربي، ومصرف الصفا، وبنك الإنتاج، والبنك الوطني الإسلامي، في حين يجري التحضير لإطلاق بنك الوقف الإسلامي بغزة أيضاً.
ويقول المختص الاقتصادي د. بكر اشتية إن طبيعة المجتمع الفلسطيني المتدين تدفعه لاستثمار وادخار أمواله فيما لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية وهو يجد في البنوك الإسلامية ضالته، لكن ما تزال تلك البنوك تسير في دائرة ضيقة، وعليها أن تخرج من القوقعة التي تضع نفسها بها حتى تكون قادرة على منافسة البنوك التجارية الأخرى وتقديم خدمات مالية موازية وأوسع.
وأشار اشتية لصحيفة "فلسطين" إلى ما وصفها "التشديدات" التي تمارسها إدارة مصارف إسلامية في العمليات المالية المقدمة سواء للأفراد أو الشركات، كالضمانات المرهقة، والنسبة العالية المتحصلة على المرابحة، وقصر فترة التسديد.
ويدعو اشتية إلى انشاء بنوك إسلامية متخصصة في مجالات: الزراعة، والصناعة، والتجارة، والإسكان، وغير ذلك.
وأكد اشتية الدور المهم الذي ينبغي أن تقوم به البنوك الإسلامية في مكافحة الفقر والعمل على تحسين الظروف المعيشية للأفراد والمجتمعات بشكل عام.
ولفت إلى المسؤولية المجتمعية للبنوك، إذ ينبغي لها أن تقدم من أرباحها مساهمات وإعانات للفقراء وطلبة الجامعات غير المقتدرين، والمرضى والأرامل والمطلقات وغير ذلك.
من جانبه أوضح الاختصاصي الاقتصادي د. أسامة نوفل أن البنوك الإسلامية تعتمد على استثمار الودائع والمدخرات بطرق تتماشي مع الشريعة الإسلامية تعتمد على مبدأ الربح والخسارة.
وحث الاختصاصي نوفل في حديثه لصحيفة "فلسطين" البنوك الإسلامية على استقطاب الودائع من الجمهور الذي لا يرغب في التعامل مع البنوك التقليدية، مشيراً إلى أن حجم الودائع لدى البنوك الإسلامية لا يزال محدودا وأنه لا بد من توسيع نشاطها.
ونبه إلى قلة عدد البنوك والمؤسسات المالية الإسلامية في فلسطين، وبالتالي ضرورة تضافر الجهود لدعم هذه التجارب حتى ترسيخ موقعها في السوق المصرفي الفلسطيني.
وأشار نوفل إلى افتقار الجمهور الفلسطيني إلى صورة واضحة عن أبجديات عمل البنوك الإسلامية، حيث يجهل معظم الناس طبيعة البنك الإسلامي ونوعية الخدمات التي يقدمها.
وتحدث نوفل عن تجربة قطاع غزة في التوسع بالبنوك الإسلامية، خاصة في وقت كان القطاع بحاجة لمثل تلك المؤسسات لتعظيم أرباح المستثمرين وتقديم التسهيلات المالية لطبقة الموظفين والأفراد والشركات.