باتت المقاومة في الضفة الغربية المحتلة تشكل عامل قلق وإرباك كبير للاحتلال الإسرائيلي ومنظومته الأمنية، لا سيما إثر بدء استخدامها عبوات ناسفة في استهداف عربات الجيش العسكرية التي تقل وحداته الخاصة في تنفيذ جرائم الاعتقال والاغتيال في المدن والقرى، وهو ما أدى إلى إيقاع إصابات محققة في صفوف جنودها، وفقًا لمختصين.
ورأى المختصان في حديث لصحيفة "فلسطين" أن قرارات جيش الاحتلال بتحصين المنطقة السفلية من آلياته العسكرية التي تنفذ انتهاكاتها في مناطق متفرقة بالضفة الغربية المحتلة، وخاصة في نابلس وجنين، جاءت نتيجة تطور المقاومة وأدواتها.
وعرضت قناة "كان" العبرية قد عرضت، أول من أمس، فيديو يظهر فيه انفجار عبوة جانبية كبيرة عند مرور جيب عسكري يقل عناصر الوحدات الخاصة بمدينة نابلس، ما أسفر عن إصابة جندي، لافتة إلى أن هذه المنطقة تشهد زيادة كبيرة في استخدام هذا النوع من العبوات.
كما قرر جيش الاحتلال، بحسب القناة 14 العبرية، تشكيل فرقة "تدخل سريع" خاصة لمكافحة عمليات المقاومة المتتالية في الضفة الغربية.
خطر داهم
وقال المختص في الشأن العسكري يوسف الشرقاوي: إن تشكيل فرقة "تدخل سريع" لمكافحة عمليات المقاومة، وتحصين الآليات العسكرية، يؤكد تخوف الاحتلال من تطور العمل المقاوم القادم بالضفة.
وأضاف الشرقاوي أن العبوات الناسفة التي تستخدمها المقاومة باتت تؤرق الاحتلال وتربك منظومته الأمنية بعدما أدت لوقوع عدد من الإصابات في صفوف جنوده، لافتًا إلى أن ذلك أجبره على محاولة حمايتهم من الخطر الداهم الذي بات ينتظرهم.
وعدَّ قرارات جيش الاحتلال تلك، محاولة إسرائيلية لإعطاء شعور الأمن لجنوده خلال تنفيذ جرائمهم، خاصة بعدما فقدوا الروح المعنوية والشعور بالأمن في مدن وقرى الضفة، مشيرًا إلى أن سلطات الاحتلال تحاول إغراء جنودها عبر تحصين آلياتهم وتشكيل فرق للقضاء على المقاومة.
ونبه إلى أن قرارات جيش الاحتلال جاءت بعدما فرضت المقاومة واقعًا جديدًا يؤرقه ويجبره على إعادة حساباته، وبعدما فرضت نفسها وأثبتت قدرتها على التصدي للمخططات الإسرائيلية العنصرية.
وأكد المختص بالشأن العسكري أن المقاومة في الضفة تحتاج إلى حاضنة شعبية وتبني عملياتها، وتوفير الدعم اللازم لها لتواصل عملها في التصدي لجيش الاحتلال ولجم اعتداءاته عن شعبنا.
حكومة متطرفة
وقال المختص بالشأن الإسرائيلي علي الأعور: إن أجندة حكومة الاحتلال المتطرفة باتت تركز على ضم الضفة الغربية، مدللًا على ذلك بتشكيل وزير "الأمن القومي" المتطرف إيتمار بن غفير ما يسمى "الحرس الوطني"، وخطته بتسهيل رخصة حمل السلاح للمستوطنين، إلى جانب تخصيص وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش موازنة كبيرة للجيش لمواصلة مخططاته في القضاء على المقاومة.
وأضاف الأعور أن تصدي المقاومة لمخطط "الضم" واقتحام مدن وأحياء الضفة خلق حالة من الإرباك لدى الاحتلال وجعلته يتخوف من مفاجآت قد تقع خارج حساباته.
وذكر أن سلطات الاحتلال باتت تتخوف من انتقال المقاومة الشرسة من غزة إلى الضفة، وتطور أسلحتها ومعداتها، بعد تمكنها من صناعة عدد من العبوات الناسفة وتفجيرها بالآليات العسكرية الإسرائيلية.
وأشار الأعور إلى أن استخدام العبوات الناسفة في شمال الضفة أعاد إلى الأذهان ما كان يواجهه جيش الاحتلال خلال احتلاله جنوب لبنان، واستخدامها من قبل حزب الله.
ورأى أن حكومة الاحتلال لم تخفِ خشيتها من تطور العمل المقاوم بالضفة، وإمكانية اندلاع انتفاضة عارمة وعدم القدرة على السيطرة عليها، فتلجأ بين الفينة والأخرى للعمل على استحداث آليات ووسائل قتالية جديدة تحمي بها جنودها الذين باتوا يشعرون بالخوف بسبب ضربات المقاومة التي لا تتوقف.