فلسطين أون لاين

أعدم الاحتلال البريطاني خلالها 3 مقاومين

تقرير 93 عامًا على "ثورة البراق".. القدس لا تزال تحترق بتهويدٍ إسرائيلي

...
القدس المحتلة-غزة/ نور الدين صالح:

 

93 عامًا مرّت على اندلاع أحداث "ثورة البراق" التي أعدمت خلالها حكومة الاحتلال البريطاني ثلاثة مقاومين فلسطينيين، ولا تزال مدينة القدس بؤرة الصراع بفعل تصاعد الهجمة الإسرائيلية التي يُقابها صمود مقدسي.

وأقدم جيش الاحتلال البريطاني في 17 يونيو/ حزيران 1930 على إعدام ثلاثة مدرسين مجاهدين فلسطينيين في سجن عكا وهم؛ عطا الزير، ومحمد جمجوم، وفؤاد حجازي، بسبب مشاركتهم في ثورة البراق التي انطلقت شرارتها في 15 أغسطس/ آب 1929.

وبدأت قصة الأبطال الثلاثة بعدما اعتقل جيش الاحتلال البريطاني مجموعة من الفلسطينيين عقب اندلاع ثورة البراق التي بدأت عندما نظم اليهود مظاهرة ضخمة في 14 أغسطس 1929، بمناسبة ما أسموه "ذكرى تدمير هيكل سليمان" أتبعوها في اليوم التالي بمظاهرة ضخمة في شوارع القدس، حتى وصلوا إلى حائط البراق.

وتُعد "ثورة البراق" أول انتفاضة فلسطينية على محاولة تهويد القدس في عهد الاحتلال البريطاني، إذ اندلعت اشتباكات واسعة النطاق بين الفلسطينيين والاحتلال عند حائط البراق، أسفرت عن عشرات الشهداء والجرحى.

تصعيد وسيطرة

يقول الباحث في تاريخ القدس روبين أبو شمسية: إن ثورة البراق اندلعت نتيجة الظلم الذي وقع على المقدسيين والشعب الفلسطيني بشكل عام، مشيرًا إلى أنها شكّلت علامة فارقة في تاريخ الصراع الفلسطيني مع الاحتلال.

وأوضح أبو شمسية في حديث لصحيفة "فلسطين" أن أحداث الثورة كان لها تراكمات على أوضاع القدس، ولا سيّما أن الهجمة الإسرائيلية لا تزال متصاعدةً ضد المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية ويُقابلها صمود مقدسي كبير.

وبيّن أن التراكمات ناجمة عن الهجمة الإسرائيلية وأهداف حكومات الاحتلال المتعاقبة التي تسعى لتكريس مفهوم التصعيد ورفع وتيرة السيطرة على الأقصى والمقدسات عبر استمرار الإجراءات العنصرية التي تسبب التوتر الدائم في القدس.

وأشار إلى أن حالة الوعي لدى المقدسيين تزداد تدريجيًا عند مختلف الفئات العمرية وخاصة الشباب، الأمر الذي يدفعهم للرد والتصدي على جرائم الاحتلال، ما يفشل مخططات الأخير ضد المقدسات الإسلامية.

ونبه إلى أن ضعف الأنظمة العربية وغياب الدعم والإسناد الحقيقي يثقل كاهل الشعب الفلسطيني في القدس التي تشكل مركزًا للصراع، في مواجهة الاحتلال ومخططاته.

بدوره، قال الناشط المقدسي حمدي دياب: إنه بالرغم من كل المحاولات التي يفرضها الاحتلال على المقدسيين بتكثيف الاقتحامات والاستيطان والهدم إلا أنهم لا يزالون متشبثين بأرضهم ووطنهم، عادًّا ثورة البراق "شرارة الدفاع عن الأقصى".

وبيّن دياب في حديث لـ"فلسطين" أن ثورة البراق التي أعدم الاحتلال خلالها ثلاثة مجاهدين شكّلت علامة فارقة في تاريخ المخططات الإجرامية ضد القدس، مشددًا على أن القدس لا تزال عصية عن الانكسار وتتصدى لكل مخططات الاحتلال.

وعدّ استمرار اشتعال الأوضاع في مدينة القدس على مدار السنوات الطويلة الماضية ينسف مزاعم الاحتلال بأن "الكبار يموتون والصغار ينسون"، إذ إن حالة الوعي والمقاومة تزداد يوماً بعد آخر لدى الشباب.

مسلسل تهويد

إلى ذلك، قال المحلل السياسي المقدسي إسماعيل مسلماني إن المناسبات والأحداث التي مرّ بها المسجد الأقصى تثبت محاولات الاحتلال الرامية لتهويده وأسرلته وصولاً للسيطرة الكاملة عليه.

وشدد مسلماني في حديث لـ"فلسطين" على أن دولة الاحتلال تسعى من خلال الجمعيات الاستيطانية لتهويد القدس بزعم أنها مُقدس يهودي، مؤكداً أنها تتجاوز القانون الدولي والوضع الديني والقانوني للأقصى.

وبيّن أن المقدسيين والشعب الفلسطيني يعون ويدركون نوايا الاحتلال من وراء المشاريع التهويدية التي تهدف لبناء الهيكل المزعوم، مردفا أنه رغم الصمت العربي والدولي أمام ما يجري في القدس، إلا أن الحراك الشبابي والجماهيري يثبت دائماً رفضه لمشاريع الاحتلال من خلال التصدي لها في ظل الإمكانيات المتاحة لديه.

ولفت إلى أن المقدسيين يواجهون بصدورهم العارية مشاريع الاحتلال، وهم برهنوا ذلك في عدة معارك؛ منها البوابات الالكترونية وهبة النفق وسيف القدس وغيرها، معتبرا أن حكومات الاحتلال جاءت على حساب الدم الفلسطيني.

المصدر / فلسطين أون لاين