تمارس أجهزة أمن السلطة ضغوطًا على المقاومين في الضفة الغربية من أجل تسليم أنفسهم، وعادةً ما يتخلل هذه الضغوطات توجيه التهديدات لعائلاتهم وإغلاق مصالحهم التجارية، أو بأسلوب إغرائهم بالأموال والوظائف وجلب إعفاءات لهم من سلطات الاحتلال.
وبحسب أوساط مقربة من المقاومة في الضفة رفضت الكشف عن اسمها، فإن أجهزة أمن السلطة كثفت من ضغوطها في الأيام القليلة الماضية، على عناصر المقاومة بالضفة الغربية، وعائلاتهم من أجل تسليم أنفسهم منهم مجموعة "الرد السريع" في طولكرم، و"عرين الأسود" و"كتيبة بلاطة" في نابلس شمال الضفة.
وقالت هذه الأوساط: إن أمن السلطة يمارس أساليب متعددة للضغط على المقاومين لتسليم أنفسهم، وإغرائهم بالأموال والوظائف وجلب إعفاءات لهم من سلطات الاحتلال، إلى جانب تهديدهم باجتياح مناطق سكناهم واعتقالهم أو تصفيتهم من الجيش أو القضاء عليهم إذا لم يستجيبوا لنداءاتها.
وأضافت: أن عددًا من المقاومين بعد أن سلموا أنفسهم لأجهزة أمن السلطة اعتقلوا، ودُمج بعضهم في وظائف بأجهزة السلطة مع مزاعم ضمان عدم ملاحقتهم من قوات الاحتلال، لكنهم بعد مدة تراجعوا عن اتفاقهم وعادوا للعمل بالمقاومة بسبب تنصل السلطة عن اتفاقها واغتيال جيش الاحتلال عددًا منهم.
اجتماعات أمنية
بينما أكد الناشط السياسي بالضفة الغربية، فخري جرادات، أن السلطة تتساوق مع سلطات الاحتلال من أجل محاولة وأد المقاومة في الضفة الغربية، وتصر على الابتعاد عن شعبها وتطلعاته وآماله.
وأوضح جرادات لصحيفة "فلسطين" أن السلطة تحاول إخماد العمل المقاوم والقضاء عليه مستخدمة أسلوب الترغيب تارة والتهديد تارة أخرى، كرفع الغطاء عنهم أو اعتقالهم أو تصفيتهم من جيش الاحتلال.
اقرأ أيضاً: تقرير طلبة الكتلة: نتعرض لتهديدات بإطلاق النار والقتل من السلطة وشبيبتها الفتحاوية
وعدَّ أن وجود السلطة بين المقاومين وقربها من ذويهم يجعلها قادرة على الوصول إليهم واعتقالهم.
بينما أكد الناشط صهيب زاهدة، أن السلطة تحارب العمل المقاوم في الضفة وفقًا لوظيفتها الأمنية التي كلفت بها في إثر توقيع اتفاق أوسلو عام 1993.
وقال زاهدة لصحيفة "فلسطين": إن السلطة تعمل منذ أعوام على إضعاف المقاومة وإنهاء ظاهرتها لكونها لا تخدم مصالحها، وتمثل خطرًا على بقائها.
وبيَّن أن السلطة تلتزم بالتزاماتها المذلة مع الاحتلال بالرغم من تزايد الحاضنة الشعبية التي تؤيد المقاومة وتحميها، مؤكدًا أن السلطة والاحتلال لن يتمكنا من القضاء على المقاومة.
تنصل السلطة
في حين أكدت الناشطة السياسية سهى جبارة، أن السلطة تعتقل عددًا من أبناء الشعب الفلسطيني من مناطق الضفة المختلفة وتزج بهم في سجونها بسبب عملهم المقاوم ضد سلطات الاحتلال.
وقالت جبارة لصحيفة "فلسطين": إن السلطة تواصل مطاردة وملاحقة المقاومين وخاصة الأسماء التي تصلها من سلطات الاحتلال، مشيرة إلى أنه إذا اعتقلت السلطة مقاومين وأطلقت سراحهم بعدها تعتقلهم قوات الاحتلال على الفور أو تغتالهم.