حذر مركز الميزان لحقوق الإنسان من الوضع البيئي الهش والتحديات الخطيرة التي يواجهها قطاع غزة، حيث تشير التقارير الأخيرة إلى تفاقم المشاكل البيئية وتأثيرها السلبي على صحة وسلامة سكان المنطقة، بالإضافة إلى تجدد المعاناة في ظل الحصار الطويل الذي يستمر منذ سنوات، والهجمات المتكررة التي يتعرض لها القطاع.
وأشارت في ببيان صحفي وصل "فلسطين اون لاين" إلى أن من أبرز التحديات التي يواجهها قطاع غزة، هي مشكلة التلوث البيئي الناجم عن التخلص غير الآمن من النفايات، حيث يتم إنتاج كميات ضخمة من النفايات الصلبة يوميًا، في ظل افتقار القطاع إلى بنية تحتية كافية للتعامل مع هذا التحدي البيئي الهائل، وتراكم النفايات في مناطق غير مؤهلة وتجاوز الحد الأقصى للطاقة الاستيعابية، مما يشكل تهديدًا مباشرًا على البيئة وصحة المجتمع.
وقال المركز :" إن سكان قطاع غزة يواجهون نقصًا حادًا في المياه النقية والصالحة للشرب، كما أن قيود الوصول إلى مصادر المياه والتدمير المستمر لبنية المياه التي يفرضها الاحتلال، تهدد حق السكان في الوصول إلى المياه النظيفة وتؤثر سلبًا على الصحة العامة والنمو الاقتصادي"، منبهاً إلى أن أكثر من (97%) من مياه الحوض الساحلي غير متوافقة مع معايير منظمة الصحة العالمية.
اقرأ أيضًا: "جودة البيئة" بغزة توضح بيانات ومؤشرات الواقع البيئي
وأوضح أن العديد من التقارير تنذر بتدهور جودة الهواء في القطاع نتيجة الانبعاثات الصناعية وحرق الوقود وغيرها من الأنشطة البشرية، وهذا تسبب بزيادة في حالات الأمراض التنفسية والأمراض الصحية الأخرى بين السكان.
وذكر أن بعض البلديات تضطر إلى ضخ مياه الصرف الصحي غير المعالجة إلى البحر، في ظل استمرار أزمة الطاقة والعجز في الكميات المتوفرة من التيار الكهربائي؛ ما يفاقم من مشكلة تلوّث مياه البحر والشاطئ.
وأردف:" حيث كشفت نتائج تقييم جودة شاطئ محافظات غزة المبنية على الفحص الميكروبيولوجي والتفتيش الصحي لدورة مايو 2023م عن استمرار تلوّث (30- 40%) من الشاطئ، البالغ طوله (40) كم؛ وهو الأمر الذي يضرّ بالبيئة والصحة العامة وبصحة المصطافين؛ ويتسبب في منع السباحة في المناطق الملوثة.
وأكد أن تفاقم هذه المشاكل البيئية يتطلب تدخلًا فوريًا وشاملًا من المجتمع الدولي والجهات المعنية للعمل على حل هذه التحديات وتحسين الوضع البيئي والصحي في قطاع غزة خاصة فيما يتعلق بالنفايات الصلبة والمياه والصرف الصحي ومختلف أوجه النظافة العامة.
وطالب مركز الميزان المجتمع الدولي بتحرك فاعل لإنهاء حصار قطاع غزة، وضمان مرور المواد اللازمة لصيانة وتطوير مرافق المياه والصرف الصحي، وإنهاء حالة الحصانة والإفلات من العقاب لمرتكبي الانتهاكات، التي ترقى لمستوى جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية.