فلسطين أون لاين

المقاومة تتحدَّاه.. هل يشنُّ الاحتلال عدوانًا عسكريًّا "واسعًا" في الضفة؟

...
أفراد من المقاومة في الضفة (أرشيف)
جنين-غزة/ محمد أبو شحمة:

لا تتوقف تهديدات جيش الاحتلال الإسرائيلي بشنِّ عدوان عسكري واسع في شمال الضفة الغربية المحتلة، بذريعة مواجهة تصاعد عمليات المقاومة، التي أدَّت إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف جنوده ومستوطنيه.

وأقرَّ جيش الاحتلال بمقتل 20 إسرائيليًّا وإصابة 41 آخرين، من جرَّاء عمليات المقاومة في الضفة الغربية والقدس المحتلتَين، منذ مطلع العام الجاري، في أعقاب مقتل مستوطن في عملية إطلاق نار وقعت قرب مستوطنة "حرميش"، شمال الضفة المحتلة، الثلاثاء الماضي.

وأوردت صحيفة "معاريف" العبرية أمس، أن جيش الاحتلال يستعد "لسيناريو ارتفاع وتيرة عمليات المقاومة"، وإمكانية تنفيذه "حملات عسكرية واسعة قد تستمر أيامًا في شمالي الضفة".

وقالت الصحيفة: إن "هناك مناطق محتملة لتلك الحملات العسكرية المتوقعة، منها البلدة القديمة في نابلس، ومخيم جنين الذي لا يزال يعد بيئة خصبة لنمو خلايا المقاومة".

اقرأ أيضًا: الضفة على صفيح ساخن.. مخاوف الاحتلال تزداد باندلاع انتفاضة ثالثة

إنهاء المقاومة

ورأى الخبير في الشؤون العسكرية، اللواء المتقاعد يوسف الشرقاوي، أن جيش الاحتلال يعيش حالة تأهب، استعدادًا لشنِّ حرب إقليمية، تبدأ باستهداف مركز المقاومة في الضفة الغربية.

وأوضح الشرقاوي لصحيفة فلسطين"، أن المقاومة تعمل على تحدّي جيش الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة، بتطور أساليب المواجهة والمقاومة، إذ أدخلت العبوات الناسفة في مواجهة آليات الاحتلال، في مؤشر على تطورها.

وبيَّن أن جيش الاحتلال يحرص على إنهاء أي حالة مقاومة بالضفة، لأنه يعلم أن الحفاظ على أمنه مرتبط بوجود هدوء بمدنها ومخيماتها، لذلك يحرص حرصًا مستمرًا على تنفيذ عمليات عسكرية فيها.

ولفت إلى أن تهديدات جيش الاحتلال بشنِّ عملية عسكرية واسعة تتطلب من السلطة التحلّل من جميع التزامات اتفاق "أوسلو" خاصة التنسيق الأمني.

ثمن مرتفع

من جانبه، رأى الكاتب والمحلل السياسي ياسين عز الدين، أن هناك ضغوطًا تدفع جيش الاحتلال لتنفيذ عملية عسكرية واسعة في الضفة الغربية، وضغوطًا أخرى تردعه، لافتًا إلى أن ما يردع الاحتلال أكثر مما يحفزه، لكن ذلك قد يتغيَّر مستقبلًا ولن يستمر طويلًا.

اقرأ أيضًا: المقاومة بالضفة تُفشل عقيدة "دايتون" بضمها عناصر من مرتبات أمن السلطة

وأوضح عز الدين لصحيفة "فلسطين"، أن أي عملية عسكرية سيكون لها ثمن مرتفع، ولا سيَّما أن المقاومة في قطاع غزة لن تسكت على الأرجح، لافتًا إلى أن جيش الاحتلال ليس معنيًا بدفع الثمن المرتفع لمثل هذه العملية حاليًا.

وأضاف: أن هناك مخاوف حقيقية لدى أجهزة أمن الاحتلال من تجذّر حالة المقاومة في شمال الضفة وانتقالها لبقية المناطق، في ظل عجز مستمر من أجهزة السلطة والاحتلال في مواجهة تصاعد عمليات المقاومة.

وأشار إلى أن تهديدات الاحتلال بتنفيذ عملية عسكرية تأتي في ظل الضغوطات التي تُمارس على حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة من "الصهيونية الدينية" بقيادة (سموتريتش وبن غفير) لاجتياح كامل لشمال الضفة على غرار عدوان (السور الواقي) عام 2002.

ونبَّه عز الدين إلى أن المقاومة في الضفة بحاجة إلى إسناد شعبي من أجل تقوية موقفها، وحمايتها من تهديدات الاحتلال.