قلنا وما زلنا نقول إن التطبيع مع دولة الاحتلال هو تطبيع سياسي بين الرسميين فقط. الشعوب العربية في الخليج والأردن والمغرب والسودان ومصر لا علاقة لها بالتطبيع، بل هي ترفضه، وتعبّر بين الفترة والأخرى عن رفضه، وأحيانًا يتخذ التعبير لغة الرصاص طريقًا إذا ما توافرت فرصة جيدة للتعبير بالرصاص.
السبت، الثالث من حزيران ٢٠٢٣م، عبّر مجند مصري من سلاح الحدود عن رفضه التطبيع، فقتل ثلاثة من المجندين الإسرائيليين، وأصاب ضابطًا، قبل أن ينال الشهادة، ولا نزكيه على الله. في دولة الاحتلال ثمة حزن كبير، لا لمقتل الثلاثة وإصابة الضابط فحسب، بل لأن التطبيع أثبت فشله، وأثبت أن المصري الكريم لا ينسى وطنه، ولا شهداء وطنه، ولا ينسى القدس، وعدوان (إسرائيل) على الآمنين من سكان غزة و القدس والضفة الغربية.
رصاصات الجندي المصري، رجل الحدود والتأمين، هي رصاصات الشعب المصري التي لم تنطلق بعد، والتي تنتظر الفرصة الجيدة لتنطلق دفاعًا عن الدين وعن الوطن، وثأرًا لشهداء مصر الذين قُتلوا غدرًا بعد أخذهم أسرى.
إن كل من وقع عليهم ظلم من الاحتلال الصهيوني رحبوا بعمل الجندي المصري البطولي، ودعوا له بالرحمة، ولم يستنكر هذا العمل أحد، غير المعتدي الإسرائيلي الذي بدأ بالتحقيق في كيفية وقوع الحدث، وهل للجندي شركاء في القرار.
هم يبحثون عن شركاء، وقد لا يعثرون عليهم؛ لأن الشعب كله شريك في هذه العملية التي تثأر من عدو قتل الأبرياء في مصر وفي فلسطين.
نعم، من يقتل مصريًا يومًا غيلةً وعدوانًا، سيجد لا محالة من يقتله، ومن يقتل فلسطينيًا عدوانًا وظلمًا سيجد من ينتقم منه، ولن يستقر الاحتلال بارتكابه جرائم القتل والعدوان التي يمارسها في القدس وحوارة وسائر مناطق الضفة وغزة. الأحرار في بلادنا لا ينسون المظلومين، ولا الشهداء، ولا الأسرى، كما لا ينسون المسجد الأقصى، ولا ينسون الواجب الديني والوطني، "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون".