تقع مدينة اللد فوق رقعة منبسطة من أرض السهل الساحلي الفلسطيني، وتقع على مسافة 16 كيلومترًا جنوبي شرق يافا، وتعدّ المدينة التوأم لمدينة الرملة.
تعود أقدم إشارة لنشاط الإنسان في منطقة اللد إلى العصر الحجري المتوسط، وقد حملت تاريخيًا أسماء متعددة، وسميت "رتن" في عصر تحتمس الثالث الفرعوني، وفي عهد الرومان دعيت باسم "ديوسبوليس".
دخلت اللد عصر الإسلام على يد القائد عمرو بن العاص، واتُخذت عاصمة لجند فلسطين إلى أن بُنيت مدينة الرملة، وقد احتلها الصليبيون واستعادها صلاح الدين الأيوبي بعد معركة حطين، وفق ما توثقه مراجع تاريخية.
في سنة 1516 خضعت لحكم العثمانيين في عهد السلطان سليم الأول، وفق ما توثقه موسوعة القرى الفلسطينية.
اقرأ أيضاً: اللجنة الشعبية تدعو أهالي اللد لحماية مقدساتهم من مسيرة الأعلام الاستفزازية
في 15 أكتوبر/ تشرين الأول 1917 سقطت اللد في يد الاحتلال البريطاني، وأخذت المدينة تتوسع بسبب مرور خط سكة حديد القنطرة– حيفا منها.
بلغ عدد سكان اللد عام 1931 حوالي 11.250 نسمة، وفي عام 1946 قُدر عدد سكانها بقرابة 18.250 عربيًا.
في عام 1937 افتتحت حكومة الاحتلال البريطاني "مطار فلهيلما" قرب مدينة اللد، وقد أصبح المطار الدولي لفلسطين حينها.
وفي 11 يوليو/ تموز 1948 سقطت اللد بيد "العصابات الصهيونية" بعد مجزرة مروعة ارتكبتها بحق أهالي المدينة، وعرفت منذ ذلك الوقت بمجزرة "دهمش" نسبة لمسجد دهمش الكائن في المدينة.
كان لأهالي اللد دورٌ نضاليٌ في مختلف الثورات الفلسطينية ضد الاحتلال البريطاني و"العصابات الصهيونية".
ونتج عن احتلال مدينة اللد طرد معظم سكانها الفلسطينيين وإجبارهم على الرحيل عنها، ولم يبق من أصل 19 ألف مواطن قرابة 1000 فقط.
تتعرض مدينة اللد اليوم إلى الإهمال من سلطات الاحتلال، ويطال التهويد مختلف ميادين الحياة فيها، فالشوارع والميادين العربية فيها تسمى بأسماء قادة عسكريين شاركوا في احتلالها وتهجير أهلها.
تضم المدينة عددًا من المعالم الأثرية، منها بئر الزنبق -وهي بئر قديمة منذ عهد الصليبيين- وبئر الصحابي الجليل أبي محمد عبد الرحمن بن عوف.
وتشتهر المدينة بكنيسة "القديس جورجيوس"، وهي كنيسة أقيمت على قبر القديس جورجيوس في القرن الثالث الميلادي، ويقام احتفال سنوي يوم 16 نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام يسمى "موسم الخضر".
كما يوجد في المدينة الجامع العمري الذي بني في عهد المماليك وأمر ببنائه الظاهر بيبرس.
ومن معالم مدينة اللد أيضًا الساحة الشرقية ومنارة الأربعين، وخان الحلو، وجسر جنداس في شمالي مدينة اللد وبني في عهد المملوك الظاهر بيبرس.
قدمت هذه المدينة -التي قاومت عصابات الهاغانا الإسرائيلية- شخصيات هامة ساهمت في إثراء تاريخ النضال الفلسطيني، من بينهم جورج حبش مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والقائد الفلسطيني حسن سلامة.