طالب متحدثون بتوفير التمويل والدعم المالي للنساء الريفيات ورائدات الأعمال النسوية للنهوض بواقع المرأة اقتصاديًا، وتعزيز التدريب والتأهيل المهني في المجالات الزراعية والإنتاجية، بما في ذلك التكنولوجيا الزراعية وإدارة المشاريع والتسويق إضافة الى تعزيز التوعية بحقوق المرأة.
ودعوا خلال لقاء عقدته جمعية التنمية الزراعية (الإغاثة الزراعية) بعنوان: "السياسات المتعلقة بدمج المرأة ومشاركتها في العملية الإنتاجية والحصة السوقية" ضمن مشروع "بناء الصلادة الاقتصادية لقطاع غزة" الممول من الاتحاد الأوروبي وبتنفيذ مؤسسة أوكسفام بالشراكة مع "الإغاثة الزراعية"، إلى تحسين الوصول للموارد والخدمات الزراعية والتكنولوجيا عبر توفير الدعم الفني والاستشارات للنساء العاملات في الزراعة.
وأشاروا إلى ضرورة تعزيز التنظيم والتعاون من خلال تشكيل تجمعات وجمعيات مهنية للنساء الزراعيات وتنظيم ورش العمل والاجتماعات لتبادل المعرفة والخبرات والعمل على تشجيع التعاون بين النساء في إنشاء مشاريع مشتركة وتوسيع نطاق الأنشطة الاقتصادية المشتركة.
وشددوا على أهمية تشجيع الابتكار النسوي وتبني التقنيات الزراعية المستدامة والمواءمة مع التغيرات المناخية، وتوفير الدعم القانوني والقضائي للنساء العاملات، والتشجيع على المشاركة السياسية واتخاذ القرار فيما يتعلق بالسياسات والبرامج المتعلقة بالعمل والإنتاجية.
الموارد الأساسية
ولفت المشاركون خلال اللقاء، إلى ما تواجه المرأة الفلسطينية من تحديات في أثناء دمجها في العملية الإنتاجية وزيادة حصتها في السوق، ومنها التحديات الاقتصادية حيث تواجه النساء ضغوطًا اقتصادية كبيرة بسبب سوء تردي الأوضاع الاقتصادية وقلة فرص العمل المتاحة وانعدام الاستقرار الاقتصادي، مما يجعل من الصعب على النساء الدخول إلى سوق العمل وتحقيق حصتهن السوقية.
وأوضحوا أن من بين التحديات صعوبة في الوصول إلى الموارد الأساسية مثل التمويل والتكنولوجيا والمعرفة، والقيود الثقافية والاجتماعية التي قد تعوق مشاركتها الكاملة في العملية الإنتاجية إضافة الى القيود السياسية والاقتصادية.
ونوهوا إلى أن نقص البنية التحتية والخدمات الأساسية تعد من المعيقات التي تواجه النساء، حيث يعاني قطاع غزة من نقص في البنية التحتية والخدمات الأساسية مثل الكهرباء والماء والنقل.
ولدمج المرأة في العملية الإنتاجية وزيادة حصتها في السوق الغزي، أكدوا ضرورة اتخاذ إجراءات وسياسات تتضمن تعزيز الوعي بحقوق المرأة وتمكينها اقتصادياً، وتوفير فرص العمل المناسبة والتدريب المهني، وتعزيز الوصول إلى التمويل والدعم المالي، وتحسين البنية التحتية والخدمات الأساسية، وتشجيع المشاريع النسائية ودعمها، والعمل على تعزيز المساواة بين الجنسين ومكافحة التحيزات الجنسانية في المجتمع وفي سوق العمل.
ريادة الأعمال النسائية
وقد افتتح اللقاء المهندس معتز ثابت المنسق الفني للمشروع، بالحديث عن أهم حقوق المرأة التي نصت عليها الاتفاقيات الدولية، وأهم القوانين والتشريعات المتعلقة بمشاركة النساء في سوق العمل في فلسطين، وأيضا تطرق بالحديث إلى دور النساء في المشاركة في العملة الإنتاجية والحصة السوقية في غزة وعلى وجه الخصوص في القطاع الزراعي.
وقالت نهى الشريف مسؤولة الإعلام والمناصرة بالإغاثة الزراعية، إن من ضمن استراتيجية الإغاثة العمل على تعزيز ريادة الأعمال النسائية وتوفير الدعم والموارد للنساء الراغبات في بدء مشاريعهن الخاصة، وتعزيز الشراكات والتعاون لتعزيز دور المرأة في العملية الإنتاجية.
واستعرضت خلال مداخلة الاتفاقيات الدولية والمواثيق الحقوقية التي تحتوي على العديد من الحقوق المهمة التي تختص بالمرأة، كما تناولت القوانين والتشريعات المتعلقة بمشاركة النساء في سوق العمل في فلسطين وعلى وجه الخصوص في غزة منها قانون العمل الذي يحمي حقوق العاملات في مجالات مثل الأجور المتساوية لنفس العمل، وإجازات الأمومة، وحقوق العمل الآمن والصحي.
وتحظر القوانين، كذلك أي تمييز في التوظيف أو المعاملة بناءً على الجنس، وقانون الضمان الاجتماعي، قانون التأمين الصحي الوطني إضافة الى برنامج الدعم المالي للأسرة وبرامج ومشاريع لتعزيز ريادة الأعمال للنساء.
وفيما يتعلق بدور النساء ومشاركتهن في القطاع الزراعي والعملية الانتاجية الزراعية بينت الشريف أن النساء لهن دورًا حيويًا في القطاع الزراعي والعملية الإنتاجية الزراعية في غزة.
وذكرت الشريف أن دور النساء يشمل العديد من النشاطات مثل الزراعة والحصاد والرعي والتربية والتسويق للمنتجات الزراعية. حيث تعمل النساء في زراعة المحاصيل المختلفة مثل الحبوب والخضروات والفواكه، وتشارك في تربية المواشي وإنتاج منتجات الألبان، وتشغل مواقع في مجالات مثل تجهيز وتعبئة المنتجات وتسويقها.