- سباعنة: الاحتلال وصل إلى مرحلة اليأس من إنهاء المقاومة
- الصباح: الاحتلال يخشى اندلاع معركة كبيرة في الأراضي الفلسطينية
صعّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي في الأسابيع الأخيرة من سياسة استهداف الأهالي الفلسطينيين ممن تدّعي أن لهم أبناء منخرطين بعمليات مقاومة في الضفة الغربية المحتلة.
وتشكل ظاهرة ما يعرفون بـ"المطاردين" حالة تحدٍ أمام قوات الاحتلال وأجهزتها العسكرية التي ظهر عجزها في الوصول للعديد منهم واعتقالهم، فبحسب مراقبين فإن الوقائع على الأرض تشير إلى ارتفاع أعدادهم.
واقتحم العشرات من جنود الاحتلال منزل عائلة الشيخ وليد الجلامنة في منطقة الخروبي بمدينة جنين مع ساعات فجر أمس، وعاثوا فسادًا في أرجاء المنزل ثم اقتادوا رب الأسرة وليد ونجليه صهيب وقتيبة إلى حاجز الجلمة القريب من منطقة سكناهم.
وأمضى الجلامنة مع نجليه ومعتقلين من عائلات أخرى، 6 ساعات داخل "زنزانة صغيرة" لا تصلح للحياة كما يصفها الوالد الجلامنة خلال حديثه مع صحيفة "فلسطين"، قبل أن يقتاده جنود الاحتلال إلى غرفة أخرى للتحقيق معه.
"ابنك محمد مطارد والآن هو على قائمة الاعتقال، وإذا لم يسلّم نفسه سنغتاله"، بهذا أخبر الجلامنةَ أحد ضباط التحقيق، فكانت إجابة الأول "لا أستطيع إلزامه بشيء مُحدد. هذه هي حياته التي اختارها".
وأضاف في تهديد آخر: "اعتقلناك مع ولديك ولكن الفترة القادمة قد نعتقل زوجتك وبناتك".
ويصف الجلامنة الأساليب التي يستخدمها معه المحقق بجيش الاحتلال بالهمجية، وتهدف للنيل من العائلة وترهيبها، وإجبارها على الضغط على "محمد" لتسليم نفسه، مشيرًا إلى أن العائلة لم تلتقِ بنجله محمد منذ 7 شهور.
وبيّن أن مداهمة البيت واعتقاله لم تكن المرّة الأولى، إذ اقتحمته قوات الاحتلال مرات عدة بهدف اعتقال "محمد" بحجة أنه مطارد ومطلوب لهم.
وانسحب المشهد ذاته مع عائلة المُطارد "أحمد هريش" حيث داهمت قوات الاحتلال منزلها بطريقة وحشية فجر أمس قبل ساعات من تمكنها من اعتقال "أحمد".
وتروي أسماء هريش شقيقة "أحمد" لصحيفة "فلسطين"، أن العشرات من جنود الاحتلال حاصروا منزلهم عند الساعة الثالثة فجرًا، ثم فجروا جميع أبوابه واقتحموه دون سابق إنذار، ونكّلوا بأفراد العائلة وعاثوا في المنزل فسادًا وحطموا محتوياته.
وأوضحت أن جيش الاحتلال وجه لها سؤالًا "من متى أحمد غائب عنكم؟"، فأجابته "أنه مُلاحق من السلطة منذ 63 يومًا، قائلةً "كان السؤال عن أحمد مفاجئًا كونه مُطاردًا لدى السلطة".
وأفادت أن جنود الاحتلال اعتقلوا شقيقيها محمد ومحمود واقتادوهما إلى مراكز تحقيق وأمضوا 24 ساعة في الاحتجاز، وتركزت أسئلة التحقيق معهم عن "أحمد"، علمًا بأن جميعهم أسرى سابقون لدى الاحتلال.
اقرأ أيضاً: "بيتسيلم": عقاب جماعي إسرائيلي يطال أكثر من 7,000 مواطن بحزما
وعدّت هريش، إقدام الاحتلال على اعتقال أهالي المطاردين سياسة ممنهجة لترويعهم والضغط عليهم لردع أبنائهم عن المقاومة، مشددةً على أن هذا السلوك "يندرج ضمن تبادل الخدمات بين الاحتلال وأجهزة أمن السلطة".
وقالت: إن "أهداف السلطة والاحتلال واحدة وتصب في ردع وقتل أي عمل مقاوم في مختلف مدن الضفة الغربية".
رسائل للمقاومة
ويقول الناشط والباحث السياسي ثامر سباعنة: إن الاحتلال يستخدم أساليب عدة للضغط على أهالي المقاومين المطاردين منها مداهمة المنازل في ساعات الليل المتأخرة وتدمير أثاثه وتوجيه إنذارات وتهديدات لعائلاتهم.
وأضاف سباعنة: "من الواضح أن الاحتلال وصل إلى مرحلة اليأس من ضرب وإنهاء المقاومة، لذا بدأ باستهداف الأهالي في محاولة للضغط على المقاومين".
وأضاف أن هذه السياسة "تظهر بشاعة وظلم الاحتلال وتجاوزه لكل الأخلاق، فلا يوجد أي سند قانون أو مبرر لاستخدام أهالي المطاردين كرهائن لديه".
وأرجع عودة ظاهرة المطاردين والمطلوبين إلى الساحة الفلسطينية للحاضنة الشعبية التي احتضنت المطاردين وساهمت في حمايتهم وتوفير احتياجاتهم.
من ناحيته، يجزم المحلل السياسي عدنان الصباح، أن الاحتلال بات يخشى من اندلاع معركة كبيرة في الأراضي الفلسطينية التي تشكّل الجبهة الأخطر بالنسبة له، بحسب تقديره.
وقال الصباح لـصحيفة "فلسطين": إن جبهة الضفة والقدس والداخل المحتل واسعة والاحتمالات فيها مفتوحة، مما يصعّب عليه التنبؤ بطبيعة الأحداث القادمة.
وبيّن أن تصاعد حالة المقاومة في الضفة باتت تشكل حالة قلق لدى الاحتلال بمختلف مكوناته، وهو ما يجعله يسعى لإضعافها وفض الحاضنة الشعبية الداعمة لها، عبر سلسلة من الممارسات ومن بينها اعتقال أهالي المطاردين.
ولاحظ ارتفاع وتيرة التهديدات الإسرائيلية في الآونة الأخيرة من مختلف المستويات، وهو ما يعكس حالة الخوف التي يعيشها الاحتلال من تطور المقاومة.