أكد نائب رئيس الوزراء الأسبق د. ناصر الشاعر أنّ حالة من الترهل الأمني تعيشها محافظات الضفة الغربية المحتلة، لافتًا إلى أنّ تستُّر السلطة على المجرمين ومطلقي النار تجاه الشخصيات الاعتبارية والوطنية دون محاسبة أو مراجعات "لا يبشر بخير".
وأفاد الشاعر في مقابلة مع صحيفة "فلسطين" بأنّ قضية إطلاق مجهولين النار عليه وإصابته في أقدامه بالرصاص لا تزال تُراوح مكانها، ولم يحصل أيًا من التطورات والمستجدات حول ملاحقة الجناة أو معاقبتهم، معتبرًا "السكوت عن الجريمة ومرتكبيها حتى الآن لا يبشر بالخير إطلاقًا".
وأضاف "الأصل أن يعود الحق لأهله وأن ينصف المظلوم وأن يحاسب المجرم وأن يأخذ القانون مجراه، لا أن يتم التستر على المجرمين"، مردفًا "للأسف، ما شهدته الضفة وتشهده حاليًّا وما نراه من تناسٍ للقضايا يُعبّر عن مقدار الظلم الواقع من حولنا".
وتابع أنّ أيّ حادثة تتعلق بمسؤول في السلطة تقوم أجهزتها بملاحقة الجناة بشكل عاجل، متسائلًا في الوقت ذاته: "لماذا لا تقوم تلك الأجهزة بنفس الإجراءات عندما يتعلق الأمر بشخصيات وطنية وأكاديمية؟".
واعتبر أنّ تلك الجرائم والاعتداءات اليومية في الضفة الغربية التي تأتي تزامنًا مع غياب القانون والعدالة "هدفها زرع اليأس في نفوس الشرفاء"، مؤكدًا حقّ المواطن بالعيش بأمن وأمان، والحماية من الحكومة المطالَبة بتثبيت المواطن في أرضه، لا إرهابه والإضرار به.
يُذكر أنّ الشاعر؛ الأكاديمي في جامعة النجاح الوطنية، نجا من محاولة اغتيال بعد إطلاق مسلحين النار على مركبته في 22 يوليو/ تموز 2022، ما أدى إلى إصابته في قدميه، خضع بعدها لرحلة علاج استمرت عدة شهور، من ضمنها العلاج في ألمانيا.
"أمر معيب"
واستهجن الشاعر اعتداء أجهزة أمن السلطة على عائلة المعتقل السياسي مصعب اشتية أثناء استقبال ابنها المحرر صهيب، واصفًا ما حصل بـ"الأمر المعيب".
وقال: إنّ اعتقال السلطة للمطارد والمطلوب للاحتلال مصعب "جريمة، والتعرض له ولعائلته جريمة مستمرة أيضًا"، مردفًا أنّ الاعتقالات على خلفية العمل المقاوم والنضالي يزيد من تعقيد الأمور في الواقع الفلسطيني، ويجعل واقع الحريات قاتمًا "وحرِي بالسلطة أن تعيش مع الناس لا ضدها".
ودعا الشاعر السلطة وأجهزتها إلى معالجة تصرفاتها مع المجتمع الفلسطيني؛ نظرًا لما تُسبّبه اعتداءاتها من آثار تدميرية في المجتمع.
اقرأ أيضًا: رسميًّا.. فوز الكتلة الإسلامية في انتخابات مجلس طلبة بيرزيت
وقوبل قمع أجهزة أمن السلطة، الأحد الماضي، لحفل استقبال المحرر صهيب أمام منزل عائلته في قرية سالم شرقي نابلس، بإدانة وطنية واسعة، وسط مطالبات بوقف اعتداءاتها والإفراج عن شقيقه "مصعب" المعتقل منذ أكثر من 250 يومًا على خلفية سياسية.
فشل الاستئصال
من جهة أخرى، عدّ نائب رئيس الوزراء في الحكومة العاشرة نتائج انتخابات مجلسي الطلبة في جامعتي النجاح وبير زيت بالضفة الغربية دليلًا على فشل محاولات استئصال أيّ طرف على حساب آخر في المجتمع الفلسطيني، عدا عن تعبيرها "لشوق الشباب الفلسطيني" لصندوق الانتخابات العامة لإحداث التغيير.
وأكد الشاعر أنّ نتائج الانتخابات الطلابية في جامعات الضفة عكست التأييد المستمر لـ"الحركة الإسلامية" ونهجها رغم المتغيرات والممارسات بحقها، وأثبتت بالدليل القاطع أنه لا يمكن استئصال أيّ طرف أو طمسه، وأنه لا أحد يملك القدرة على تكميم الأفواه وسلب الإرادة في التعبير عن الرأي.
وشدّد على أنّ هذه الانتخابات عكست مدى "شوق الشباب الفلسطيني للتغيير والتعبير عن رغباته للخروج من القمع والحرمان"، منوهًا إلى أنّ نجاح الانتخابات الطلابية في الجامعات رسالة إلى المسؤولين وأصحاب القرار بضرورة تعميم الحالة الديمقراطية لتطال المؤسسات والمنظمات كافة؛ كونها الطريق الوحيد لتجديد الشرعيات وخصوصًا المؤسسات العامة.
وأضاف: نحن لا نتحدث عن شركة خاصة، بل عن مؤسسات تخصُّ الكل الفلسطيني، مشيدًا بديمقراطية الكتل الطلابية الفائزة في الانتخابات الجامعية، ولجوئها إلى تشكيل مجالس الطلبة على أساس التمثيل النسبي. ورأى أنّ ذلك يُعبّر عن حالة ديمقراطية منصفة وجميلة تُعبّر عن وعي الطلبة "وأنه بات من الضروري تعميم تلك الحالة على أيّ انتخابات قادمة يمكن أن تُجرى مستقبلًا".
وتمكنت الكتلة الإسلامية الذراع الطلابية لحركة المقاومة الإسلامية حماس من الفوز بانتخابات الاتحادات الطلابية في كبرى جامعات الضفة؛ بير زيت برام الله، والنجاح الوطنية بنابلس، والتي جرت خلال مايو/ أيار الجاري.